جهود كبيرة وسريعة قامت بها مختلف الجهات والقطاعات بتوجيهات القيادة الرشيدة ومتابعة الحكومة الرشيدة، لمعالجة أثار الحالة الجوية التي مرت بها الدولة الأسبوع الماضي، والتي كانت استثنائية بجميع المقاييس، وهذه الجهود تكللت بالنجاح في معالجة كل صغيرة وكبيرة وفي دراسة تفاصيل الأضرار لاقتراح الحلول المناسبة والإجراءات التي من شانها أن تعزز من جهود التعامل مع مثل هذه الحالات.

قرارات مجلس الوزراء التي تمّ الإعلان عنها أمس تثلج الصدور، ومن شانها أن تجد حلولاً ناجعة لأغلبية الآثار التي نتجت عن الحالة الجوية، بعد اعتماد ملياري درهم لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، إلى جانب تشكيل لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية، خاصة وأن كميات مياه الأمطار غير المسبوقة منذ أكثر من 75 عاماً غذّت السدود بكميات كبيرة من المياه إلى جانب تغذية المخزون الجوفي.

الحالة الجوية التي أثرت على الدولة أظهرت قوة كبيرة في النسيج المجتمعي الذي أكد مدى حبه للإمارات، فسارع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين إلى العمل بروح الفريق الواحد في تقديم يد العون والمساعدة كل في موقعه، ما عزز من جهود فرق الطوارئ ومختلف الأجهزة في معالجة ألأثار المترتبة، لتعود الحياة إلى وضعها الطبيعي في وقت قياسي، بالنظر إلى ما تسببت به الحالة الجوية وكميات الأمطار التي شهدتها الدولة.

منذ اللحظة الأولى من بدء الحالة الجوية وتأثيراتها الأسبوع الماضي أكدت القيادة الرشيدة، أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، فكانت البلاغات التي تتلقاها غرف العمليات المركزية محل اهتمام بالغ من الأجهزة المعنية التي سارعت بمشاركة ألاف المتطوعين إلى التعامل معها باحترافية وقدرات عالية وبدعم لامحدود من القيادة الرشيدة، فكانت النتائج أكثر مما هو متوقع لجهة سرعة عودة الحياة إلى وضعها الطبيعي وبشكل تدريجي.

جميع الجهات بلا استثناء كانت متيقظة منذ اللحظات الأولى، فسارعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لرفع حالة استعداد المنشآت الصحية للتعامل مع أي إصابات، وقدمت العلاج اللازم لها، إلى جانب التعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية ومختلف القطاعات المعنية في متابعة وفحص بعض الخزانات الأرضية في مناطق محددة للتأكد من جودة المياه في بعض الخزانات المتأثرة.

تعاون أفراد المجتمع مع مختلف القطاعات والجهات كان له دور كبير في الحفاظ على سلامة الجميع والحد من الأضرار، ما يعزز من اكتساب الخبرات لدى الجميع في التعامل مع أثار مثل هذه الحالات الجوية الاستثنائية للحفاظ على المكتسبات والإنجازات، التي تتحقق على أرض الإمارات يوماً بعد يوم.