للدكتور غازي القصيبي - يرحمه الله - تعريفات طريفة ساخرة لبعض المصطلحات الإدارية جاءت ضمن محتويات كتابه (الغزو الثقافي ومقالات أخرى) تحت فصل بعنوان (من قاموس البيروقراطية).

أحد هذه التعريفات للعبارة المتداولة في التعامل مع المعاملات الإدارية وهي عبارة (لإكمال اللازم) فكان تعريفه لها: (افعلوا بصاحب الطلب ما شئتم).. السخرية أن العمل المطلوب سيتجه لصاحب الطلب وليس للطلب نفسه (المعاملة).

أعادني هذا التعريف لكتاب لصاحب هذه السطور بعنوان (لاتخاذ اللازم).. حيث اخترت العنوان بمفهوم مختلف عن المفهوم الإداري.. المعروف أن عبارة (لاتخاذ اللازم) مصطلح إداري لتحويل المعاملات إلى الموظفين لإكمال الإجراءات لكنها تختلف عن عبارة (لإكمال اللازم).

العبارة الأولى تعطي للموظف مساحة من الحرية للتصرف؛ فهي أشبه باختبار لقدراته ومهاراته في اتخاذ القرارات حسب ظروف الحالة الإدارية المنظورة، بينما تشير عبارة (لإكمال اللازم) إلى اتخاذ الإجراءات النظامية المعتادة.

لقد توجهت إلى القراء بعنوان (لاتخاذ اللازم) حيال الأفكار المطروحة في الكتاب فخرجت بها من سجنها الإداري أو البيروقراطي، أشرت في مقدمة الكتاب أن اتخاذ اللازم هو الفعل وعدم ترك الأمور معلقة أو في منطقة رمادية، وإذا كان على القيادي الإداري أن يتخذ اللازم في أمر استراتيجي فإن الموظف هو الآخر مطلوب منه أن يتخذ اللازم فيما يخص مسؤولياته.

من المصطلحات الأخرى المستخدمة في العمل الإداري:

(للمفاهمة) ويعرفها الدكتور غازي ساخرا: (لا أود اتخاذ قراري كتابة لأني أخجل منه)، المستشار يعرفه بأنه المنصب الذي حارت البرية فيه، أما المستشار القانوني فيعرفه بأنه الشخص الذي يدرس القانون ليساعد رئيسه على الخروج عليه.

هذه التعريفات الساخرة هي من النوع الذي يتضمن رسائل نقد أو توعية غير مباشرة، خاصة أن بعض المصطلحات مثل

(للمتابعة) ذات طابع رمادي وينقصها الخطوة التالية إلا إذا كانت شفرة متفقا عليها بين الرئيس والمرؤوس، وفي هذا الإطار فإن العبارة الأكثر شهرة وربما استخداما هي عبارة (حسب النظام).. هذه العبارة في سخرية الدكتور غازي تعني: (انسوه.. وانسوا معاملته).. والمؤكد أن الدكتور غازي - يرحمه الله - لم يكن لينسى معاملة أحد.