بعد ساعات قليلة من احتفاء المملكة بإنجازات حققتها بالتزامن مع مرور ثماني سنوات من عمر رؤية 2030، ها هي تحتفي بهذه الإنجازات مرة أخرى على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي اختتم أعماله في العاصمة الرياض أمس، حيث حرصت المملكة على نقل تجربتها الخاصة بإعادة صياغة مشهد الاقتصاد الوطني، وفق أسس ومرتكزات علمية، انطلقت منها البلاد إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار.

لم يكن استضافة المملكة للاجتماع من فراغ، وإنما من مزايا الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي اللذين تتمتع بهما المملكة منذ عقود مضت، وعززت من هذا الاستقرار بابتكار رؤية 2030 التي أبصرت النور في صيف العام 2016، ومنذ هذا التاريخ وإلى اليوم والمملكة تحقق كل يوم إنجازاً جديداً وفريداً، يرصده العالم، ويتغنى به، وتظهر علاماته في المؤشرات الدولية في الكثير من المجالات.

ولأن المملكة تدرك أهمية هذا الاجتماع الذي انطلق تحت شعار "التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية"، فهي حرصت على الاستعداد له مبكراً، وبلغ الاستعداد ذروته برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان له، كما حرصت المملكة ثانية على تنبيه العالم بأن ما يعانيه الاقتصاد الدولي من تحديات جسامٍ، خاصة في قطاع الطاقة، يتطلب من الدول كافة التنسيق والتحالف فيما بينها بشكل أكبر من ذي قبل، لتجاوز هذه التحديات.

واستغل ضيوف الاجتماع منصة المنتدى لرسم صورة مزدهرة لما ينبغي أن تكون عليه دول العالم من نمو اقتصادي واستقرار سياسي وتعاون بناء لمعالجة المشكلات التي تواجه كوكب الأرض، ونجح المسؤولون السعوديون -دون غيرهم- في نقل تفاصيل وأسرار رؤية 2030 وما حققته للبلاد من تقدم ونمو على أرض الواقع في جميع المجالات في مشهد مبهر يجعل الرؤية أيقونة للازدهار والتألق الدولي، إذا ما تم تطبيق برامجها بجدية وإخلاص.

ما شهده الاجتماع في يوميه الماضيين جعله ناجحاً بكل المقاييس، بعدما رسخت المملكة في أذهان الجميع أن إصلاح مشكلات العالم لا يتوقف على قرارات دولة بعينها، وإنما لا بد من جميع الدول الانخراط في برامج إصلاح وفق رؤية واضحة وعزيمة لا تلين في إشارة إلى ثمار رؤية 2030 السعودية التي جعلت المملكة تحقق جميع طموحاتها، في وقت كان فيه العالم يمر بأزمات عدة ليس أولها جائحة كورونا وليس آخرها حربا أوكرانيا وغزة.