بعد مباراة فريقه أمام نادي الهلال، صرح رئيس مجلس إدارة نادي التعاون الدكتور سعود الرشودي بتصريح مسؤول يثلج الصدور، عندما تحدث عن أسعار التذاكر وأنهم لم يرفعوا الأسعار كما تفعل الأندية الأخرى عندما تقابل أندية الصندوق، حيث تستغل تلك الأندية الحدث برفع أسعار التذاكر أضعافا مضاعفة.

وعزا عدم رفعهم الأسعار لسببين رئيسين، الأول هو التخفيف على الآباء الذين يحضرون المباريات وبرفقتهم أبنائهم، ورفع الأسعار سيثقل كاهلهم وقد يؤدي إلى إحجامهم عن حضور المباريات بسبب غلاء أسعار التذاكر. السبب الثاني أن مضاعفة أسعار التذاكر قد يخلق نوعا من التضجر لدى المشجعين وبالتالي يحجمون عن حضور المباريات، فتصبح المدرجات خالية من الجماهير وبالتالي يخسر النادي إيرادات التذاكر وجمالية حضور الجماهير في الملعب.

أعجبني التصريح كثيراً؛ لأنه صدر من صاحب قرار وعاش التجربة فتحدث بكلام غاية في الأهمية.

ويتضح من تصريحه أن الحس التسويقي لديه عالٍ جداً، فامتلاء مدرجات الملعب بالجماهير أفضل وأجمل من أن لا يمتلئ إلا نصف الملعب حتى لو كان الإيراد أعلى بقليل. وهذه نقطة مهمة جداً تغفل كثير من الأندية عنها، فامتلاء الملعب بأسعار مناسبة للتذاكر سيضاعف إيرادات المطاعم والكوفيهات التي في الملعب، كما أن استمرارية كثافة الحضور الجماهيري ستقود لجذب الشركات لرعاية النادي مما سيزيد من إجمالي إيرادات النادي.

إضافة إلى أمر مهم جداً وهو المشجع، فتصريح رئيس التعاون أعطاني شعورا بأنه يهتم بالمشجعين كثيراً ولديه دراسات تفيد بوضعهم المادي وتأثير أسعار التذاكر على حضورهم في المباريات، والواضح أنه يتعامل معهم كعملاء وهذه قمة الاحترافية، حيث إن أسعار التذاكر لم تحددها أهواءهم بل وفق استراتيجية تسعيرية واضحة.

اختم بأن الأندية لدينا بحاجة إلى أشخاص يتعاملون مع كل شيء في النادي وفق أهداف واضحة واستراتيجيات فعالة، بدلاً من العمل العشوائي الذي تقوده الاجتهادات، لذلك أقول "برافو" دكتور سعود.