تعقيبا على خبر إيلاف "يحشد الإخوانالمسلمون المواطنين في ذكرى 25 يناير للتظاهر للمطالبة بثورة جديدة على النظام المصري والإطاحه بالرئيس السيسي!!

مخطىء من يعتقد بأن المؤسسات الدينية ليست خلف الأزمات السياسية والإقتصادية التي تعصف بالمنطقة العربية كلها ومصر بالتحديد ؟؟؟ 

فعلى الجانبين من ’يضحى به هو الإنسان المصري . الشاب العاطل عن العمل .. والآخر الذي ملأه الغل من تباينات متزايدة في الدخل مع التآكل المستمر للطبقة الوسطى والخوف من مستقبل مظلم لا تبدو فيه بادرة أمل ؟؟

فمن جهة ’يحرّض محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة شباب الجماعة للخروج ومواجهة الأمن وإستعادة الشرعية لأنهم الإخوان هم الإسلام الشامل وعلى شبابه التضحية بأنفسهم .. بمعنى حضّهم على الشهادة من أجله وإراقة دماء !!

وعلى الجهة الأخرى التي تتمثل في المؤسسات الدينية الإسلامية وعلى رأسها الأزهر تشن هجوما عنيفا على هذه الدعوات وتصف من يخرج عن الرئيس السيسي بالخيانة والعمالة ؟؟؟ وإعتبار الخروج للتظاهر جريمة تحض على العنف والإرهاب المحرم تحريما قاطعا و’يعاقب عليه الشرع والقانون .. ( بينما وحتى اليوم لم ’يكفّر الأزهر داعش و’يحرّم إرهابها )؟؟

فمن جهه التظاهر وإبداء الرأي حق من حقوق الإنسان ولا ’يعاقب عليه القانون .. هذا إن آمنا بالحريات ؟؟؟ وهو الأمر الذي يرفضه الإخوان .. أما إدخال الشرع في تحريم هذا الحق فيؤكد مساهمة المؤسسة الدينية في تخبط الشارع المصري الذي أصبح لا يتحرك إلا بكلمتي الحلال والحرام .. كلا الكلمتين ’تضيّع الحق الفردي في الخيار وتؤكد التغييب الفعلي للإرادة الحرة بدون تجييش المشاعر وتوظيف الدين في الحالتين ؟؟؟ 

نعم هناك أزمة إقتصادية طاحنة في مصر وكانت موجودة في عهدي الرئيسين السابقين مبارك ومرسي وأحد أهم أسبابها عدم إستطاعة خطط التنمية التماشي في إستيعاب الزيادة السكانية المتوالية .. ولكن حلها لا يكون بالمظاهرات وإسقاط النظام .. حلها يكمن في الإستقرار السياسي الذي أوقف وصول أي إستثمارات.. حلها في علمانية الدولة لعلمنة الإقتصاد وإعادة الإستثمار وإستعادة السياحة .. حلها في القضاء على الفساد بكل أشكاله .. البدء بتغيير القوانين وبعقوبات رادعة لكل من يستهين أن يخرق هذه القوانين .. تحقيق نهضة حقيقية تكمن في ترشيد الإنفاق لمدة قد تطول وقد تقصر تبعا لتحقيق النتائج المرجوة من هذا الترشيد ..والتي ترتبط إرتباطا وثيقا بنسبة الزيادة السكانية ؟؟ 

..حقيقة الموقف بالنسبة للمصري صعب جدا. ولكن وربما ’تقدم له الفرصة الحقيقية لخيارات قد ’تفضي إلى مستقبل أكثر إستقرارا وأملا . الخروج للشارع سواء للتظاهر وإسقاط النظام أم لمساندة النظام السياسي للدولة سيؤدي إلى مواجهة وإنفجار بين الطرفين لا تحمد عواقبه .. وتدخل الأمن باي شكل بين الطرفين سيؤدي إلى حمام دماء المصريين ولن يكون الحل لأنه سيقوض أي إمكانية لتحجيم الدمار والإنزلاق وربما المماثل لما يحصل في سوريا ولن يتجلى منه سوى العودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى.