من المعلوم ان النفط واحد من اهم الثروات الطبيعية و هو احد اهم مصادر الطاقة بل هو المصدر الرقم واحد للطاقة فى العالم اجمع،وبعد النفط يعتبر الغاز الطبيعى المصدر الثانى للطاقة، النفط منذ ان وجد و استعمل كوقود لاول مرة فى التاريخ منذ عام 1859م فى ولاية بنسلفانيا الامريكية و لحد الان ليس فى مقابله اى منافس اخر ،هو متربع على عرش الطاقة منذ اكثر من 158 عاما و يتنبىء بان النفط يبقى لمدة 80 عاما المقبلة على اقل التقدير. النفط و اهميتها للحياة البشرية لا تعد و لا تحصى و له تاثيرات كبيرة و واسعة على كافة المجالات الحياة، بل هو سبب كبير وقوى فى اقرار القرارات المهمة على مستوى الدولى و البلدان و المناطق المختلفة فى العالم.

النفط سبب كبير و مهم فى تطور و تقدم المجتمعات و البلدان لانه محرك كل المشروعات السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الاجتماعية و غيرهم.و النفط اصبح نعمة للانسانية اجمع و كامر واقعى و حقيقة ساطعة امام اعين الكل يجب ان نعترف بان لا وجود للتقدم التكنلوجى و الرفاهية الحياة بدون وجود نفط و مشتقاته الكثيرة و المتنوعة و يصعب على المجتمعات المتقدمة و البلدان المتطورة صناعيا و عسكريا ان تكونوا بلدانا و مجتمعات راقية و متطورة و ليس بامكانهم ان تكونوا مجتمعات صناعية و اقتصادية كبيرة و ذات تاثير على العالم و خاصة الدول النامية و المتخلفة فى قارتى اسيا و افريقيا . النفط لتلك المجتمعات المتقدمة اصبح نعمة لا مثيل له لانه سبب قوى فى استعمار تلك الدول لدول المتخلفة و النامية و سبب فى احتلال البلدان الكثيرة و سبب قوى فى تغير و اعدام و قتل كثير من حكام المنطقة كامثال شاه الايرانى و صدام حسين و معمر قذافى و سبب قوى فى تدخل شؤونهم السياسية و الاقتصادية و العسكرية و حتى الاجتماعية و سبب قوى لمحاولات اغتيالات و انقلابات عسكرية، وهم لا حول لهم و لا قوة فى ابعاد او رفض مختطاتهم او هجماتهم او حملاتهم الدعائية، و بسبب النفط اصبح تلك الدول الفقيرة اسواقا واسعة و مربحة لاستهلاك و استخدام المنتوجات المتنوعة للمعامل و المصانع الصناعية لدول المتقدمة. واصبحوا مصدرا غنيا و وفيرا للايد العاملة الرخيصة و مصدر للمواد الاولية لصناعاتهم و مصانعهم.

و المعلوم ان النفط سلاح ذو حدين ، اذا لم يستعمل بعقلانية و تخطيط و حسابات دقيقة و صحيحة تكون وبالا على اصحابه و عدوا لدودا له و يصبح نقمة لا نعمة. و لكن اذا استعمل بعقل و تخطيط مسبق و راجح فتكون نعمة لا مثيل له، و اليوم كلنا نرى تاثيراته و اهميته فى حياتنا كافراد و مجتمعات. ولكن دائما النفط يصبح نعمة بايدى الغربيين و الشرقيين اصحاب عقول و علم و تكنولوجيا المتقدمة و هم يعرفون جيدا كيف يستخدمونه لمصالحهم المستقبلية، وبالمقابل دائما النفط اصبح نقمة على الدول و المجتمعات الفقيرة و المتخلفة و خاصة اصحابه من الدول الغنية بالنفط و الغاز الطبيعى مثل دول منطقة الشرق الاوسط و خاصة الدول الخليجية و كافة الدول الاخرى اصحاب كميات كبيرة و متوفرة من النفط و الغاز الطبيعى كاحتياطى و مخزون وافر تحت اراضيهم.

فى هذة المرحلة من تاريخ البشرية ،النفط له دور كبير فى استمرار دول و مجتمعات و حتى افراد فى الحياة و الوجود، وبدون وجود النفط او فى وقت انخفاض اسعاره فى اسواق العالمية يصبح العالم باثره تحت رحمة النفط و مشتقاته ، الدول المتقدمة و المتخلفة سواء و مثل البعض تحت تاثيرات السلبية فى انخفاض اسعار النفط،بل بالعكس التاثير الكبير و السلبى تكون على دول المنتجة و المصدرة للنفط، لسبب بسيط الا وهو ان تلك الدول مع الاسف الشديد و خاصة دول المنطقة الشرق الاوسطية كل اعتماداتهم المالية تكون على ايرادات النفط و الغاز الطبيعى و لانهم ليس لديهم اى مخطط و سياسات اقتصادية واضحة و علمية و واقعية، تكونون فى ازمة مالية شديدة و قاسية و اكثر تضررا من الاخرين لان مصدر عيشهم و اقتصادهم هو النفط وحده ولا تعتمدون على المجالات الاخرى كالزراعة و الصناعة و السياحة و المصادر البشرية الاخرى كمصادر دائميةلايرات وافرة و مستقبلية،و هم دول ذات اقتصاديات الريعية و ذات مصدر واحد الا وهو فقط النفط.

الان كل العالم منذ اكثر من عام واحد وبالتحديد منذ شهر حزيران 2015 فى ازمة مالية قاسية بسبب انخفاض اسعار برميل النفط من 115 دولار الى 27-30 دولارا و الان و بعد عام كامل رجعت النفط عافيته و ارتفعت سعر برميل واحد فى الاسواق العالمية الى 50-55 دولارا. و هذا يعنى ان كل العالم و اقتصادياته تضررت بشكل كبير نتيجة السياسات الخاطئة و الصراعات السياسية و الحرب ضد الارهاب الدولى و نتيجة الكوارث الطبيعية و نزوح النازحين و هجرة المهجرين بشكل غير اعتيادى من البلدان الفقيرة الى دول المتقدمة وخاصة الدول الاوروبية و امريكا و كندا و استراليا و غيرهم من الدول و بشكل عام من الدول جنوب المتخلفة و الفقيرة من العالم الى شماله الغني.

والان كل التوقعات الشركات و اصحاب القطاع الطاقة و خبراء العالميين مجتمعين على رائ واحد الا وهو ان اسعار النفط لم يرتفع حتى الى بعد منتصف عام 2017 و حتى ذلك الوقت و بشكل هادىء و بطىء يسترجع عافيته و توازنه،ولكن فى احسن الاحوال لم يصل سعر برميل واحد من النفط الى 60-65 دولار من خلال عام 2017، ولهذا على العالم اجمع ان ينتظروا عاما او عامين او اكثر ليرتفع سعر برميل واحد من النفط الى اقصى حده اى 80 دولارا، لكى يسترجعوا قليلا من اضرارهم الكبيرة خلال هذه الاعوام الاربعة اوالخمسة الماضية و الاتية فى المستقبل.

اخيرا، يجب ان نعرف جميعا بان النفط لم ولن يدوم الى الابد بل مثل كل الثروات المعدنية و الطبيعية الاخرى له بداية و نهاية،ويوما ما يمكن ان نرى بان النفط لم يبقى من الوجود فى حياتنا بل انتهت من الوجود بدون رجعة،لهذا على كل المجتمعات و الحكام و الملوك و السلاطين ان يحاولوا و يجاهدوا و يدوروا وراء مصادر اخرى للطاقة مثل (( مصادر الطاقة الشمسية و الرياح و النووية و طاقة المد و الجزر و طاقة موجات البحر و المحيطات كمصادر للطاقة النظيفة و صديقة للبيئة)) و ايظا الاهتمام الكبير و الرجوع الى مجالات الزراعة و الصناعة و السياحة و مصادر الطاقات البشرية.لكى يتحرر العالم و مجتمعاتنا من اهوال و مخاوف انخفاض اسعار النفط التى لا يستطيع احد او اى جهة او حكومة او شركات ان يامنوا المستقبل.والمعلوم ان النفط استخدمت قديما و حديثا كسلاح اقتصادى قوى فى الحروب و الصراعات الاقليمية و الدولية مثل الصراع العرب و الغرب فى عام 1973 كسلاح اقتصادى ذو تاثير كبير و فاعلية عالية فى رضوح العدو للشروط القاسية لاصحاب المصادر الطاقة و ذلك الوقت شعار الشعوب ه المنطقة هو (( نفط العرب للعرب )) و لكن بعد بضعة اعوام اصبح الشعار (( نفط العرب للغرب )). والان نشاهد بام اعيوننا كيف يتم و يستمر و يدوم الصراعات السياسية الاقتصادية مابين الدول العظمى فى المنطقة، و سببه هو وجود مصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى بكميات كبيرة فى المنطقة. والان النفط اصبح نقمة على العالم اجمع و ليس نعمة التى نتمناه جميعنا لكى نحصل عليه و نكون من اصحابه. مع الاسف الشديد المجتمعات المنطقة و جماهير الواسعة من بلدان المنطقة لم يستفيدوا كثيرا من ايرادات النفط ولكن الحكام و الملوك و الشركات الكبيرة هم الذين مستفيدين بدرجة كبيرة من النفط و ايرادته و بشكل غير مشروع هم الذين سيطروا على ابار و حقول النفط و هم يبيعونه و يجمعون نقودهم و يرتفعون ارصدتهم المالية فى بنوك الخارجية و شعوبهم ينظرون اليهم و يعيشون دون خط فقر و فى حالة جهل و مرض وهم لا يبالون لمصلحة و مستقبل شعوبهم و اجيالهم القادمة .

ولهذا السبب النفط فى هذه المنطقة اصبح نقمة على الشعوب و نعمة للحكام و الملوك و عائلات و الشركات المافيا الدولية .مع ان حكام و ملوك المنطقة هم اصحاب ابار و حقول النفط ولكن ليس لديهم اى قرار و تاثير على الدول و السياسات العالمية و حتى الشركات النفطية،بل الشركات النفطية هم اصحاب قرارات مهمة و قاسية على تلك الحكام و السلاطين و لهذا هم اصحاب حقيقيين لنفطنا و كل ثرواتنا و هم يعيشون احسن عيش ونحن غرباء عن نفطنا و نعيش اسوء عيش على اراضينا و داخل اوطاننا، حكامناو مجتمعاتنا لم نكونوا ذو تاثير على الدول الصناعية و المتقدمة بل هم المتاثرون فينا فى كل النواحى و لهذا هم يبقون مسيطرون ومحتلون و مستعمروننا ونحن نكون عبيدا و فقيرا و مريضا و جاهلا تحت اقدامهم حتى يوم القيامة،لاننا ليس لدينا لا جراة و لا علما ولا حكاما شرعيين و مخلصين و متعلمين،بل حكامنا جهلاء مثلنا و لايردون ان يتعلموا و يعلموننا لكى نستمر و نبقى فى بؤسنا و فقرنا و جهلنا و هم يبقون على رؤوسنا الى ابد الابدين.ولكى نصبح مجتمعات و شعوب متحضرة و متقدمة و متعلمة بتكنلوجيا العصر يجب ان نحرر من حكامنا المتسلطين على رقابنا و و نسلحوا بالعلم و المعرفة و نكونوا مجتمعات ديمقراطية و يفشى بيننا السلام و الامان و الحريات و العدالة الاجتماعية و المساوات و روح التعاون و التسامح القومى و الدينى و المذهبى ،ذاك الوقت نصبحوا شعوبا و مجتمعات محترمة و اصحاب قراراتنا المستقلة سياسيا و اقتصاديا و لم نرضح تحت هيمنة الدول العظمى و شعوبهم و ونصبحوا مستقلين فى اوطاننا.وهذا ليس حلما بل حقيقة ساطقى اذا عندنا ذرة من الجراة و روح المقاومة و التضحية و نقول لحكامنا كلمة (( لا )) من اجل مستقبلنا و مستقبل اجيالنا القادمة.