قبل ان يخرج الأسد الاب ميشيل عون بالبيجاما إلى منفاه في فرنسا، واثناء تواجد الجيش الأسدي في لبنان. درجت نكتة مفادها" رجل زحلاوي يحمل ديكا، كان نازل من بيروت لزحلة، حيث حواجز جيش الأسد ومخابراته منتشرة على الطريق، أوقف اول حاجز سيارة الرجل، وسالوه ماذا تحمل؟ قال لهم ديك. سالوه ماذا تطعمه؟ قال قمح. انهالوا عليه ضربا وهم يقولون تطعمه قمحا!! ومرروه، في الحاجز التالي أيضا نفس القصة لكنه قال لهم اطعمه شعيرا. أيضا انهالوا عليه ضربا، تطعمه شعيرا!! وتركوه يمضي. جاء الحاجز الثالث أيضا سألوه معك ديك؟ ماذا تطعمه؟ قال: بعطيه مصاري وهو بيروح يشتري لوحده". هل وصلنا الى حالة في المعارضة السورية نشبه فيها حالة ميشيل عون او هذا الرجل الطيب صاحب الديك؟ 
البارحة اعلن وفد الأسد في جنيف، انه يغادر جنيف8 بسبب ان بيان الرياض2 يحمل شروطا مسبقة، وان وفد المعارضة لايمثل كل المعارضة. علق احد الشباب على الخبر بقوله: بقي علي مملوك لم يحضر في وفد المعارضة، حيث يمثل معارضة الداخل! الجميع يعرف أن شعار وحدة المعارضة كمطلب، رفعته إدارة أوباما في وجه الثورة السورية منذ الشهر الأول للثورة السورية قبل سبع سنوات تقريبا. كانت الغاية منه رمي المعارضة في اتون المستحيل، كثورتهم.
كم عقدت مؤتمرات، وكم انتجت صيغ، وكم انبثقت مؤسسات بناء على هذا المطلب اللغز. حتى وصلنا الى مرحلة ان يفتي الجعفري مندوب الأسد البراميلي والكيماوي، ان وفد جنيف لا يمثل كل المعارضة!! من جهة أخرى، وهنا المفارقة أن مجموعة الرياض2 لم يمارس عليها أي ضغط. لوحدها حفظت الدرس" تعطي الديك نقودا!!" هي غاية أوباما في الحقيقة. وحققها الرجل. لانه قاد ما اسميته آنذاك الغدر بالثورة السورية. حذرنا حتى بح صوتنا، لكن الأمور جرت بما ارتضاه أوباما. لانه صاحب القوة الأولى في الشرق الأوسط والعالم وبالتالي في الملف السوري. جاء مؤتمر الرياض الثاني في ظل أجواء خلافية قطرية سعودية أيضا، انعكست على وضع المعارضة. طرفا المعارضة لم يكونا افضل نتاجا من بعضهما. الطرفان قادا ما يعرف بوحدة المعارضة، على مراحل. بدأنا بكتلة ميشيل كيلو والائتلاف ثم هيئة التنسيق، مرورا بلؤي حسين وصولا لقدري جميل، بعد قدري جميل لا يوجد سوى علي مملوك او ماهر الأسد. مع ذلك حاولت بعض الأصوات ان تقول: على الوفد المفاوض ان يستفيد من الحملة عليه، لا ان يشتم الناس ويشكك بهم. وعلينا ان نفضح ان النظام لا يمكن ان يقبل باي اتفاق يقونن المستوى السياسي برعاية دولية، تحت البند السابع. رغم التنازلات التي قدمها وفد الرياض2. فعلا النظام عدوه الأول القوننة. مرر وفد المعارضة باشارات كثيرة انه، لايريد مناقشة مصير الأسد، وطلب الدكتور نصر الحريري بمفاوضات مباشرة مع وفد النظام إلا انه رفض اية مفاوضات مباشرة. ديمستورا يحمل همه في تجديد وظيفته، واشعار الاخرين انه ضرورة تاريخية في مرحلة مفصلية. وانه كالاسد لا بديل له. لكن الرجل رغم كل ما يقال: انما يحاول عكس أجواء مجلس الامن الدولي في تعاطيه مع سورية، والمؤسسة اوباميا. اية مفاوضات لا تؤدي لرحيل الأسد هي تاهيل للجريمة. مكافأة المجرم في قتل شعب كامل. عن هذا الانقسام قبل سنتين كتبت مادة بعنوان: نحو أكثرية سياسية عابرة للدول. فهل يمكن انتاج معارضة تحقق مصالح الدول القاتلة وغير القاتلة في سورية؟ الوفد الحالي يقترب من هذه المنصة. لكنه لا يعرف ان الشمس لا تشرق من موسكو ولا من أي عاصة أخرى. لانه من المفترض لهكذا ثورة: ان تكون الشمس تشرق من دير الزور وحمص ودرعا والسويداء والغوطة.. وان كنتم غير قادرين على ذلك فلتتركوهم ياهلون الجريمة لوحدهم. انقسام المعارضة الحالي، انقسام خلبي في الواقع. الأصوات المنفردة لا تعبر عن ان هنالك انقسام فعال. المجتمع الدولي بزعامة أمريكا مجتمعا ومنفردا، أراد وأد الثورة، والإبقاء على نتيجة واحدة فقط: الحرية ممنوعة على شعوب المنطقة ككل. ضمن هذا الجو الدولي الخانق لاي امل. ضمن هذا الجو الذي لا يخجل بعد حين من إعطاء بشار الأسد جائزة نوبل للسلام. في مثل هذا الجو يجب الا نكون شهود زور. نحن أبناء الشمس التي اشرقت في آذار 2011 على سورية من دمشق وحوران. مهما حدث من جريمة. 
جماعة الواقعية السياسية زعماء: الرياض2 "خيطوا بغير هالمسلة" لانكم منذ اللحظة الأولى للثورة، وانتم تعملون من اجل الوصول الى هذه اللحظة، لكن من اوصلكم إليها هو حجم القتل في شعبكم فقط، وليس انكم" شطار في السياسة". تعقدون جنيف والقتل لايزال مستمرا. والمعتقلون في السجون. وملايين المهجرين. مليون ضجية واكثر من مليونين طفل معاق ويتيم ومشرد وبلامدارس..
لا تكنوا شهود زور.
الطرف الاخر من المعارضة قدم حلا. والحل موجود في واشنطن وليس في موسكو. كيف هذه مهمتكم. ارادت ان اسالكم: ماذا فعل مكتبكم في واشنطن للثورة، الذي صرف عليه مئات الاف الدولارات؟ بغير ان تقدم حلا لا يمكن فهم بعض الهجوم على الوفد.