إنما الأعمال بالخواتيم إلا هذه العبارة فهي لا تساوي شيئا أمام قلم التاريخ السياسي الحديث، فالتاريخ يسجل ما له وما عليه من الألف الى الياء، بعيداً عن النوايا الداخليّة وبدون رتوش، "هو الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي يقول: "إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين"، فجعل من نفسه "ساحرا" لتحقيق ذلك فأحكم قبضته على اليمن حتى بعد خلعه من الحكم بعد اندلاع الثورة اليمنية، حيث لا يزال لاعبا رئيسا في أحداث اليمن" حتى بعد مقتله على يد حلفائه الحوثيين.

صورة علي عبد الله صالح في التاريخ الحديث

الصورة الأولى:

علي عبد الله صالح ذلك الرئيس الذي حكم اليمن الشمالي من عام 1978 الى غاية عام 1990 ومن ثم توليه منصب رئاسة الجمهورية العربية اليمنية منذ عام 1990 الى غاية عام 2011 حيث ان جزء كبير من التاريخ الحديث للجمهورية العربية اليمنية مرتبط ارتباط وثيق بأسم علي عبدالله صالح وتاريخهُ النضالي للحفاظ على عروبة اليمن من خلال إعلانه الحرب 6 مرات على الحوثيين خلال الفترة 2004 - 2010، باعتبارهم قوات خارجة عن النظام، واصفاً هدفهم هو العودة باليمن إلى الحكم الإمامي، حيث استفاد صالح من تلك الحروب الست من أجل الحصول على مزيد من الدعم والإمدادات من دول الخليج العربي لديمومة الحرب ولتعزيز قواته العسكرية، متمثلة بالحرس الجمهوري والقوات الخاصّة، كون النفوذ الحوثي المدعوم من قبل إيران يهدد ويقلق استقرار دول الخليج العربي.

الصورة الثانية:

‏هل سيصور التاريخ علي عبد الله صالح انه الرجل الخائن الذي باع وطنه وشعبه ومحيطه العربي وحلفائه من دول الخليج العربي من أجل تحالف غير محسوب النتائج مع جماعة الحوثي "أنصار الله" المدعومة من قبل إيران والتي تعمل بالضد من تطلعات الشعب اليمني وتهدد استقرار المحيط العربي للجمهورية العربية اليمنية.

الصورة الثالثة:

‏هل ستنحني هامة التاريخ لتسطر له مجداً وعزاً وفخراً وتخلدهُ أقلام التاريخ السياسي الحديث بأنه الرجل الشجاع الذي قاتل جماعة الحوثي "أنصارالله" في قلب صنعاء الموالية للمشروع الفارسي والممهدة للنفوذ الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة العربية.

التقلب في تحالفاته هي أبرز المحطات السياسية والعسكرية في حياة الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، حيث قامت عليه ثورة شعبية في 27 يناير / كانون الثاني 2011، واحترق جسده على يد الحوثي في حادثة مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو / حزيران 2011، ومن ثم تم نفيه بهدوء من اليمن مقابل إقرار حصانة له من الملاحقة القانونية وتم إقرار قانون الحصانة في مجلس النواب اليمني واعتباره قانونا سياديا لا يجوز الطعن فيه، بحسب المبادرة الخليجية في 3 أبريل / نيسان 2011، وبعدها عاد صالح الى صنعاء بحماية الحوثي بعد تحالفه معهم في 21 سبتمبر / أيلول 2014، تم عاد وانقلب صالح على تحالفه مع جماعة الحوثي من صنعاء في ديسمبر / كانون الأول 2017، وكانت الخاتمة دموية وغير صالحة لصالح حيث تم قتله والتمثيل بجثته على يد الحوثين اثناء مغادرته في موكبه من صنعاء الى مأرب في 4 ديسمبر / كانون الأول 2017.

تعددت صفات علي عبد الله صالح من رئيس مخلوع بربيع عربي وثورة شبابية يمنية الى رجل خائن وزعيم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي تحالف معجماعة الحوثي الموالية للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة العربية الى رئيس سابق لجمهورية عربية بحجم اليمن، أيها المخلوع والحليف الخائن والرئيس السابق والمشير العسكري المخضرم والرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية وأول رئيس تعد فترة حكمه أطول فترة حكم في تاريخ اليمن يا ترى ماذا سيكتب عنك التاريخ الحديث ؟