مقال مشترك كتبته مع افيخاي ادرعي : المتحدث الرسمي بإسم جيش الدفاع الاسرائيلي. مهدي مجيد عبد الله

1

تأسست حركةُ حماس على يد أحمد ياسين وبعض عناصر الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية مثل عبد العزيز الرنتيسي و محمود الزّهار وغيرهما، وقد تم توزيع البيان التأسيسي لها في تاريخ 15/12/1987، تعتبر حماس نفسَها امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 وقبل إعلان الحركة عن نفسها كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي".

هذه الحركة، ومنذ نشأتها، لم تعبّر عن مطالب الفلسطينيين، بل كانت بندقية حرب تستعملها إيران تارةً وجهات أخرى تارةً ثانية، ولكن على الأغلب تقودها مصالحها الضيقة وذلك لتحقيق مآربها غير المشروعة، وهي لا تشكّل خطرًا على الفلسطينيين ودولة إسرائيل فحسب بل تجاوزته إلى دول الجوار، الأمر الّذي دفع بعض هذه الدول أن تصدر قرارًا باعتبارها حركة ارهابية أو جماعة محظورة.

تتسم هذه الحركة بازدواجية معاييرها التي تصب في مصلحة قادتها فقط، فمرة تلقي بنفسها بحضن بشار الأسد، وتنقلب عليه لاحقًا ومن ثم تبدي دعمًا آخر لنظامه ومرة تلجأ الى دول الخليج لتنقلب عليهم أيضا وأمثلة أخرى كثيرة. فعندما أصدرت وثيقتها الجديدة قبل أشهر ظنّت أنّها بذلك تستطيع إظهار نفسها بصورة مغايرة ولكن سرعان ما اكتشفت حقيقة كون الوثيقة الجديدة كسبيقتها تدعم الإرهاب بكافة أشكاله.

 

2

إذا ما راجعنا تاريخ هذه الحركة الإرهابية نجد انها لم تقدم شيئا للفلسطينيين سوى التخلف والجهل والفقر وتضييع مستقبل الشباب وزرع الكراهية والحقد داخلهم. وها هي السنوات العشر الأخيرة التي تسيطر فيها على قطاع غزة خير مثال على ذلك. فقد تلقت حماس تبرعات كبيرة تقدر بالملايين من دول عربية وغربية لتنمية قطاع غزة وإعادة إعماره نتيجة الحروب التي شهدتها والدمار الذي لحق بها بسبب عدوانها ضد اسرائيل. لم تستخدم حماس هذه المساعدات والتبرعات لدفع عجلة غزة قدمًا من النواحي العلمية والتربوية والاقتصادية لكن حماس استغلت هذه الاموال لبناء مدينة أنفاق كاملة تحت الأرض منها أنفاق تخرق السيادة الاسرائيلية وتهدد بتصعيد عسكري آخر اذا استخدمتها لشن اعتداءات.

وقد كشفت تقارير أمنية عسكرية اسرائيلية أن حركة حماس استثمرت نحو 150 مليون دولار منذ انتهاء حرب 2014 في حفر الأنفاق ناهيك عن عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال أعمال الحفر في السنوات الأخيرة. وتبلغ تكلفة كل نفق 3 مليون دولار وهذا يعني انها كانت قادرة على بناء 86 منزلًا أو 7 مساجد أو 6 مدارس و19 عيادة طبية بهذا المبلغ الطائل.

و لو حسبنا الملايين التي صرفتها حماس منذ 2004 العام الذي بدأت فيه بشق الانفاق بصورة مكثفة، لنرى المجموع يكفي لبناء ما يقارب 300 مدرسة و 4 جامعات و 100 مشفى مجهزة بأحدث الاجهزة الطبية و 12 حديقة، لكن قادة هذه الحركة الكارهة للحياة الانسانية يأبون إلا ان تبذر اموال الشعب الفلسطيني هباء منثورًا.

 

3

سلاح حماس لم يكن يومًا بخدمة الفلسطينيين ولم يجلب سوى الخراب والدمار على الغزاويين وهي بسلاحها حصدت أرواح المئات من المسلمين واليهود والمسيحيين الأبرياء وحولت غزة الى ثكنة عسكرية، ومهما حاولت ان تظهر نفسها بصفة المظلوم يكشف الواقع زيف كلامها، واذا ما قرأنا وشاهدنا التحقيقات الصحفية الدولية التي اجريت من داخل غزة نرى تذمر المواطنين وتأذيهم من سلاح حماس، ومن يتحدّث عن أن السلاح “خطّ أحمر” يوفّر مبرّرًا للّذين يبحثون عن إبقاء حالة عدم الاستقرار.

في ذكرى تأسيسها الثلاثين، على هذه الحركة ان تغيّر من نهجها الإرهابي وهذا لا يكون سوى بالتخلي عن دعمها للأعمال الارهابية واستغلالها الاموال الطائلة التي تتلقاها لتوفير بيئة مدنية حضارية بدلًا من حفر الانفاق والارتماء في حضن إيران والدول والجماعات الداعمة للإرهاب.