الزيارات المكوكية التي يقوم بها رئيس اقليم كردستان "مسعودبارزاني" الى المؤتمرات والاجتماعات الدولية ولقاءاته المتواصلة مع قادة وزعماء الدول تحظى باهمية بالغة بالنسبة للقضية الكردية وتطور ملحوظ للنشاط الدبلوماسي "فردي"مستغلا ثقله الدولي وشخصيته الكاريزمية المقبولة والمعروفة دوليا وتناغمه حد التطابق مع سياسة المجتمع الدولي في المنطقة ، ولكن رغم كفاءة وقدرة "بارزاني"الدبلوماسية على التحاور والتأثير على اصحاب القرار في العالم وسعيه المتواصل لتوجيه انظارهم الى الاقليم ، فان دائرة "العلاقات الخارجية" التي تقوم مقام الوزارة الخارجية في الاقليم ، المعنية بتنسيق المواقف وتنظيم العلاقة بين الاقليم والدول والحكومات الخارجية وبين الجاليات الكردية المتواجدة في الخارج ، لم تقم بوظيفتهاكما ينبغي في دعم ومساندة ومواكبة النشاط الدبلوماسي المتواصل الذي يقوم به "بارزاني" ، وظلت على هذا الحال منذ انشاءها قبل اكثر من العقدين من الزمن ، وهي بحاجة ماسة الى تفعيل نشاطها وتطوير قدراتها اكثر من اي مؤسسة اخرى في الاقليم وذلك من خلال انشاء قسم خاص يقوم بمهمة صنع وتشكيل لوبي (جماعة ضغط) من الجاليات الكردية الكثيرة في الخارج وفتح قنوات اتصال معهاومتابعة احوالها وتوطيد اواصر العلاقة معها وتوظيفها لصالح القضية والسياسة في الاقليم ، ولكنها اخفقت في هذه المهمة لحد الان وقد يكون بسبب الامكانيات المادية المحدودة اوقلة الكفاءات التخصصية ، الامر الذي جعلها غير قادرة على التواصل مع هذه الجاليات التي لو استخدمت بشكل صحيح واستفيد من قدراتها لكان لها اكبر الاثر على تطوير النشاط الدبلوماسي في الخارج ولاستقطبت رأي العام الغربي وقدمت للقضية الكردية ولمساعي "بارزاني" الخارجية اكبر دعم ، وكما عجزت عن خلق صلة مع الاكراد الموجودين في الخارج ، كذلك عجزت عن ايجاد آلية لتقوية العلاقة مع الشخصيات الاجتماعية والثقافية والاعلامية البارزة في المجتمعات الغربية التي لها تأثير على رأي العام في مجتمعاتها وعلى اصحاب القرار فيها ، وهي من صميم عمل ووظيفة العلاقات الخارجية في كل مكان ، ولو قامت بذلك لكان لنا جيش قوي من الاعلاميين والكتاب والمثقفين الغربيين المتعاطفين مع قضيتنا.. وكما اخفقنا في اقامة علاقة صداقة مع الدول الغربية الداعمة لقضيتنا من خلال التقرب الى الجاليات الكردية والشخصيات المهمة ذات النفوذ المادي والمعنوي في مجتمعاتهم ، فاننا اخفقنا ايضا في ايصال صوتنا وقضيتنا الى الدول العربية والخليجية بصورة مقبولة ومرضية ، رغم وجود عشرات القنصليات والبعثات الدبلوماسية في اربيل العاصمة ، فاننا لم ننتهزها فرصة لكي نقيم علاقات صداقة ثقافية وسياسية واقتصادية حقيقية معها نحاول فيها تغيير بعض من قناعاتها حول حقوقنا المشروعة في الاستقلال والانفصال عن العراق والقبول بخطابنا السياسي ، وكنا نستطيع ان نستفيد من حالة القطيعة التامة بين الحكومة العراقية"الشيعية"وبين الدول العربية الخليجية"السنية"ونبني عليها افضل العلاقات ونحظى باعظم المكاسب !، ولكننا لم نفعل ولم نستطيع ايضا ان نقيم افضل العلاقات مع (اسرائيل) التي تعتبر الدولة الاهم والاقرب الى الدول الغربية والاكثر تأثيرا على قراراتها الاستراتيجية ، ولكننا لم نفعل رغم ان حكام اليهود لم يفعلوا بنا ما فعله حكام العرب العراقيون بسنتهم وشيعتهم من قتل جماعي والتسميم بالكيمياوي ولكننا مع ذلك مازالت فرائصنا ترتعد خوفا لمجرد ذكر هذه العلاقة التي تتسابق عليها الكثير من الحكومات العربية..