“العربي المشبرح” معناه إلقاء الكلام على عواهنه، فيتكلّم الرجل كلامًا مسؤولا دون أيّ خوف او تقدير للعواقب ..بمعني اخر كما يقولون في مصر “ مستبيع “ لا تفرق معه حياته التي يضحي بها من اجل وطنه.

و لقد اتي هذا اليوم لنخاطبك بتلك اللغة لانه طفح الكيل في الاردن ، و لم يعد هناك مجال الا ان نفسر كلمات مستخدمة في الصحافة و المقالات من البعض للكناية و التغطية ، دليل خوف من المتابعة في الاردن ، و منها “ في البلاد العربية “ يقصدون “الاردن “ ، الضمير الثالث الغائب و يقصدون “ الملك “ ، بعض الحكام و يقصدونك انت .

الكتابة بحماية و درع ملكي

اكتب هذا ، لانك من قدمت لي الحماية عندما حاول رئيس الوزراء الاسبق ، المهندس علي ابو الراغب ان يعتقلني بسبب مقالتي التي تدعم توجهاتك عندما امهلتها ثلاثة اشهر لتحسين الاوضاع ، و عنوانها “ اكرام الحكومة دفنها “ ، و التهمة الجاهزة كانت “سب الذات الملكية “ و تحدث علنا في جريدة الرآي الرئيس ؛ابو الراغب “ امام جمع الصحفيين انه ما ان ينتهي من حديثه حتي يتم اعتقالي ، و نقلت لي المعلومة الصحفية “ ليما نبيل “ ، فتحدثت الي طاهر المصري بصفته رجل الديمقراطية الذي اجاب :” لا يمكن ان افعل شيئا“ . و لكنك انصفتني و هاتفني مدير المخابرات الاسبق ، الفريق محمد الذهبي مساءً لينقل لي على لسانك :” جلالة الملك عبد الله امر الا يمسك احد بسؤ ، اكتب كيفما تشاء ، فالوطن وطنك ، و لا سقف للحرية “..و كتبت .

ليست تلك الواقعة الاولي ، التي تعرضت فيها الي تهديد ، بل اكثر من ذلك ، لحد ان وصلت يوما ان قيل لي من عميد في المخابرات :” هذه البلد ليست بلدك ، فلا تنسي اصلك “ و لكن مدير المخابرات السابق الفريق سعد خير و في مكتبه قال لي :” اعتذر عما تصرف به ضابط المخابرات و الطريقة غير اللائقه التي عاملك بها ، لك مطلق الخيار في الكتابة بناء علي توجيه ملكي ، و ارجو ان ترسل لي مقالك يوميا علي بريدي الالكتروني قبل نشره ، لان جلالة الملك عبد الله سألني اكثر من مره عما كتبت و لم اكن قد قرأت ذلك”.

هذه المقدمة مهمة ، لان حمايتك لي اشعرتني بمزيد من المسؤولية ، فيما اكتب ، و جعلتني اشعر باهتمامك للاستماع الي الحقيقة . فكتبت :” عندما يكذب مستشارك عليك “ في عام ٢٠٠٧ ، و كنت اقصد المستشارين في الديوان الملكي الاقتصاديين و الذين كتبت مقالا خاصا عن لعضهم فيما بعد بعنوان :” جاسوس في الديوان الملكي “ ، و دنانير الصحافة الاردنية : مصدرها و تبعاتها “ ، و كنت انت الحامي لي من اياد في الديوان الملكي و المخابرات و الاعلام معا حاولت تقييدي و اعتقالي.

ساعة لقلبك من تراث الكذب الاعلامي

كنت دوما اشعر بالراحة و الامان لوجودك ، مدافعا و حاميا للحريات ، حانيا علي المواطن البسيط ، داعما لرجولة المواقف ، و لكن اليوم “ بالمشبرح افتقدك “ . 

اين انت” يا سيدي “من كل ما يحدث من مظاهرات ضد التعسف و الظلم الواقع علي الشعب ، و الضرائب المتزايدة و البطالة و الفساد المعروف للقاصي و الداني بالاسماء . ليس الموضوع اجتماع مع رئيس مجلس النواب و الاعيان و رئيس لوزراء فهذا لا يكفي و لا يطفيء النار المشتعلة. القضية اكبر من اجتماع “فض مجالس”.

 اعلم تماما ان مستشاريك يكذبون عليك ، يقللون مما يحدث، و يخفون الحقائق، و يآتون اليك بمن يطرب اذنيك من روؤساء وزراء سابقون و مسؤولون ، و اعلام مثل اعلام “ الخواجه بيجو” و ابو لمعه المصري في برنامج “ساعه لقلبك “، اللذين اشتهرا بالكذب في تراث الاذاعة المصرية.

من يآتي ليجتمع معك ، تم اختيارهم و توجيههم لتقديم “ساعة لقلبك “ و ليس ساعة لاجل الاردن العظيم و شعبه الصبور . و مع كل ذلك حجبوا عنك الحقيقة و شطبوا مليون مواطن اردني من المغتربين في الخارج من تواجدهم في اجندة الوطن و اعتبروهم من “المطاريد”.

الخارج يغلي اكثر من الداخل و ما يقال في الخارج لا يحمل الضمير الغائب و لا يستبدل الكلمات ، بل يتحدث بلا حدود . 

الامن و اختيار رئيس الوزراء

بمنتهي الصراحة ، الشارع و بعض من السياسيين يقولون ان رئيس الحكومة الحالي الدكتور هاني الملقي ضعيف ذات ولايه عامة منقوصة ، كل همه نفسه و منصبه و ارضاء من اتي به ووصي به رئيسا لجلالتك ، و يقولون انه قد اتي بناءا علي توصية من المخابرات لانه كان من وزراء تابعين للفريق سعد خير و هي التي تبقيه و تدافع عن تواجده حتي لا يقال انها اخطأت الاختيار.

ان يآتي بناءً علي تنسيب من الامن ، هذا ليس عيبا في حد ذاته اذا ما كان ذو عقلية و رؤية و استراتيجية و صاحب قرار صائب و مفكر و لا يملي عليه احد ما يفعل و يمثل طموحات الشعب ، و لكن المتابع وجد الرئيس ينفذ دون بصيره مثل الاعمي مقابل الاحتفاظ بلقب “صاحب الدولة “ قرارات تثير “اللغط” و تؤثر علي استقرار البلاد ، بل و اسمح لي تهز صورة العرش الذي نفتدي و نحب . 

لقد اعتبر بعض من الساسه و المحللين للاوضاع انه رئيس حكومة شكلية تابع للدكتور باسم عوض الله الوزير الذي لفظه الشعب و لا يحظي بشعبية ، يختار له وزرائه و يحدد له سياساته متحصنا و مدعيا انه يمثل جلالتك و يضرب بسيفك. و هذا يحتاج الي توضيح و قرار منك.

صوره عوض الله الحاكم من خلف الستار

و يقولون في الشارع و علي لسان العامة ان الدكتور باسم عوض الله ، ان سياسته فاشله و لم تآت بالخير ، ويعتقد بعض من المسوؤولين ان كل ما قيل علي لسانه عن استثمارات السعودية و دعمها المالي بلا حدود للاردن كان من تخيلاته لغرض في نفس يعقوب و لمصلحته. ثم من هو ليتجاوز علي السفير الاردني في السعودية و يحاسبه و يهدده بالطرد ؟ و من هو ليقرر و يوصي بتعيين وزير الخارجية و سفير الاردن في القاهرة ؟ ، ما هي صلاحياته ان كان هذا صحيحا و لماذا لا يكذب الاعلام ذلك ،او يصدر بيان من الديوان الملكي عنه ؟

و يتسائل البعض اذا كان لباسم عوض الله تلك الحظوة فلماذا لا يتقدم الصفوف لنيل الثقة من البرلمان اذا كان جديرا بها عوضا عن العمل في الخفاء و من الخلف بآسم هاني الملقي.

اقالة الحكومة فرض واجب

سيدي ، بالمشبرح ، الوطن ليس مستقرا ، الشعب في حاله غليان و امواج عاتية قادمة لن يوقفها احد .

لذا اقالة الحكومة ليس مطلب شعبي بل فرض وطني و معها حل لمجلس النواب و الاعيان ، تلك المجالس التي لم يسمع الشارع او المواطن اي توصية او حل او قرار او استشارة منهما حول الاقتصاد و سبل تحسينه مثلا ، و هم في وصفهم السياسي و الدستوي ممثلين للشعب و مستشاريين للملك و الوطن .

 ايعقل ان كل ما يحدث يتم ، و لا نسمع من عضو مجلس اعيان استشاره اواقتراح او توصية او حل ؟ .اذن لماذا هم متواجدين و لماذا يتحمل المواطن مبالغ بالملايين لبقائهم . 

حلهم يا سيدي و خلصنا “بالمشبرح “ لعل نفقات تواجدهم تسد جزءا من المديونية.

نار بلا حدود

النار لن تقف عند رئيس الوزراء ، و رغم ان الشعب علي استعداد ان يكون سدا منيعا امام النار ، لكن بسبب الخلط بين الحكومة و الدولة في سياسات خاطئة ، علما انه من المفترض ان الدولة ليست الحكومة و الحكومة ليست الدولة و لكن المستشاريين دمجوا ذلك و احتموا بعبائتك ،لذا فآن الخوف بعد ان يحترق الشعب دفاعا عن الاردن و ينكشف الغطاء و تنتشر النار ؟ اي دار ستقف عندها و اي قصر ستلتهمها النار ؟

مستشاري الكذب يعتقدون ان الحل هو “دفن الشعب “ مع العلم انهم انفسهم المستشارين هم وقود النار ، فاحذرهم.

”بالمشبرح “ اطردهم ياسيدي و قدمهم للمحاكمة العلنية و ليكن الاردن نظيفا كما عهدناه خاليا من فساد وليد و من رئيس عنيد. 

كفي.

[email protected]