قبل فترة كثر الحديث عن احتمال ان يترك الوسيط الدولي السيد ديمستورا مهمته بشأن ايجاد حل سياسي للحرب الاهلية الدائرة في سوريا.
ولكن في الايام الاخيرة بدأنا نسمع انباء مناقضة تشير الى استمرار ديمستورا في مهمته الى اشعار آخر
السبب هنا في ظني هو عدم نضوج الظروف الملائمة للوصول الى الحل المنشود وسوف يستمر المبعوث الدولي في مهمته الحالية وهي على الاغلب ادارة الازمة حتى تتبدل مواقف الفرقاء.
ما ان تتهيأ الظروف والاجواء المناسبة للحل ودخول الاطراف الى طريق الحل بجدية سوف يترك ديمستورا المهمة لغيره.
السبب في مغادرة الوسيط لمهمته عند ظهور تباشير جدية للحل هو ان لا يأتي كل طرف ويطالب الوسيط بتنفيذ وعوده السابقة للمتفاوضين وهي كثيرة،بل قد تكون متناقضة احيانا لكل طرف على حدة.
اذا تأكد ترك ديمستورا لمهمته علينا ان نعلم ان المفاوضات دخلت في مراحل متقدمة وان الحل ايضا قد يبدو قريبا.
لن يستطيع اي طرف مطالبة وسيط جديد بتطبيق وعود ديمستورا. الوعود الشفهية لن تكون لها اية قيمة. سوف يتم الاخذ فقط بالمستمسكات والوثائق التحريرية في المستقبل.
نفس المبدأ سوف يطبق على الوعود الامريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي بما فيه وحدات الحماية الكردية وقوات سورية الديمقراطية.
الامريكان لهم تاريخ طويل في الانقلاب على وعودهم من فييتنام وغيرها الى وعود كيسينجر لثورة ايلول بقيادة الزعيم الكردي الملا مصطفى برزاني في سبعينات القرن الماضي.
الامريكان ينقلبون على وعودهم بمجرد ان تضر تلك الوعود المصالح الامريكية.
سوف يتذرع الامريكان عند تراجعهم عن وعودهم بحجة ان حلفاءهم الكرد لا يتقيدون بتطبيق القيم الامريكية العليا مثل الديمقراطية والعدالة وتعدد الاحزاب وحرية التعبير وحرية التجارة والصحافة في المناطق التي يحكم فيها حزب الاتحاد الديمقراطي اي في مناطق الادارة الذاتية او منطقة فيدرالية شمال سوريا.
الامور في الادارة الذاتية الآن لا تتماشى مع القيم الامريكية المذكورة اعلاه لاسيما الاعتقالات التعسفية ضد السياسيين.
التراجع الامريكي عن الوعود اذا حدث سوف تبدأ بتبديل السيد بريت ماك غورك مبعوث الرئيس الامريكي والعاملين في فريقه حتى اذا قام البعض بالتذكير بالوعود لمن سيحل مكانه سيكون الرد: اذهبوا الى واشنطن واسألوا ماك غورك.
لذلك على حزب الاتحاد الديمقراطي الانتباه الى هذه القيم الامريكية العليا دون الدخول في جدال عقيم حول فيما اذا كان الامريكان انفسهم يتقيدون بتلك المبادئ فعلا على ارض الواقع في بقية ارجاء العالم حيث و كما يعلم الجميع ان المصالح الامريكية هي دائما وراء اية قرارات او مواقف في السياسات الامريكية اتجاه الآخرين.
بالمختصر سوف تستعمل امريكا هذه الحجة عندما تقرر التخلي عن وعودها للكرد.
ليس هناك ضمانة مؤكدة بان امريكا لن تتخلى عن حلفائها حتى لو تم التقيد بتطبيق القيم الامريكية ولكن سوف يكون صعبا على الادارة اتخاذ مثل هذا القرار اذ ان الكونغرس والرأي العام الامريكي سوف يضعون العراقيل بل قد يمنعون الادارة من تصرف كهذا.
تطبيق القيم الامريكية او قيم العالم الرأسمالي الحر ستشكل حجة مضادة وستحرج الادارة في واشنطن وبالدرجة الاولى الرئيس الجديد ترمب.
ولكن اليس من الاجدر باية حركة تحررمثل حزب الاتحاد الديمقراطي ان يتقيد بالديمقراطية والعدالة وحرية الصحافة وتعدد الاحزاب وتقديس حرية الفرد ومنع الاعتقالات التعسفية بسبب الآراء السياسية؟
وكما يمحو النهار كلام الليل هناك قلق من ان كلام ووعود ديمستورا سيمحيه الوسيط القادم.
ووعود ماك غورك مبعوث الرئيس اوباما قد يمحيه مبعوث الرئيس ترمب.

كاتب كردي
[email protected]