سيادة الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط المحترم.

لا يشك أحد في حرصكم على مصالح الشعبين العربي والكوردستاني والعلاقات التاريخية الودية بينهما ودون ان اعود الى التأريخ القريب ومواقف الجامعة العربية وصمتها المؤسف تجاه المظالم التي لحقت بشعب كوردستان في العراق وسوريا وحملات التعريب والتهجير والترحيل والانفالات المتكررة والمقابر الجماعية ولا الى مأساة حلبجة وشيخ وسانان ومناطق برواري بالا التي قصفت بالأسلحة الكيماوية، اود ان ابحث ما نقلته مصادر مطلعة عنكم وزيارتكم المرتقبة الى أربيل لبحث موضوع تأجيل الاستفتاء الشعبي.

سيادتكم وفق هذه المصادر تدعون الى التمسك الى ابعد مدى بالشعب الكوردي باعتباره مكون اصيل في المجتمع العربي وهي نفس الفكرة التي تقول (لا فرق بيننا، كلنا عرب) ومع اعتزازنا بالشعب العربي الشقيق ولكننا يا سيادة الأمين العام، شعب مختلف تماما، لغة وحضارة وثقافة وبناء اجتماعيا ولم نصبح (جزء لا يتجزأمن الوطن العربي) الا بعد الحرب العالمية الأولى واتفاقية سايكس بيكو التي رسمت هذه الخارطة الفاشلة للمنطقة رغم إرادة مكوناتها ودون أي حساب او احترام لحقوقها الانسانية

سيادة الأمين العام، انتم تدعون الشعب الكوردي، حسب ما نقلته المصادر المطلعة، الى التمسك بالدستور والنظام الفيدرالي وتأجيل او الغاء الاستفتاء وتتناسون ان الحكومة الفيدرالية هي التي الغت الدستور عمليا وهي التي منعت من تطبيق مواده( المادة 140 مثالا) إضافة الى ما يقرب من خمسون مادة دستورية، اما النظام فحدث ولا حرج فلا هو بالنظام أساسا ولا هو بالديموقراطي ولا بالاتحادي ولا هم يحزنون وانما نظام ثيوقراطي طائفي متخلف يعيش أوهام ما قبل القرون الوسطى ولا هدف له غير فرض ارادته ووصايته وإلغاء الاخرين ومن المؤكد ان لديكم معلومات مفصلة حول الامر فلماذا يجب ان يتقبل الشعب الكوردستاني بهذه الوصاية والوحدة القسرية المفروضة لمثل هكذا نظام كرمال عيون ( الكورد مكون اصيل في المجتمع العربي)!!

سيادة الأمين العام، ان من مصلحة الشعب العربي كما الكوردستاني انهاء هذا الظلم والغبن التاريخي الذي لحق شعب كوردستان وأثر سلبا على التطور الطبيعي للمجتمع العربي والكوردستاني فتحت يافطة محاربة (المتمردين الاكراد عملاء إسرائيل وامريكا) تم حرمان الشعب العراقي أيضا من حقوقه الإنسانية والديموقراطية المشروعة وتم زج أبنائه في حروب عنصرية وجرائم بشعة ضد الكورد ولقد حان الوقت لكل هذا ان ينتهي بالطرق الحضارية والسلمية والحوار والتفاهم قبل الشروع في حروب وماسي جديدة.

ان كوردستان حرة مستقلة صديقة للامة العربية ستكون عامل سلام أساسي في المنطقة وتصب في صالح الامن الاستراتيجي العربي اذ تشكل كوردستان شمال وشمال شرق الوطن العربي وقطعا ليس من مصلحة الامة العربية ان تتخذ اليوم موقفا سلبيا ولا أقول عدائيا ضد مصالح الشعب الكوردستاني وحريته فالمواقف السلبية صعبة النسيان وتترك اثارها على الأجيال القادمة ولذلك وبدلا من التوجه الى اربيل التي اختارت طريق الاستفتاء والسلام والحوار فمن المفروض ان تتوجه يا سيادة الأمين العام الى بغداد التي تقرع طبول الحرب ولا تستطيع ان تستوعب متغيرات العصر ولا حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وتحاول اقناعهم بالتقسيم الودي وقبول الحقائق على الأرض وانتهاء مرحلة الوحدة القسرية و الاستعمار الاستيطاني الذي ترك ورائه جرائم تند منه جبين الانسانية وسيذكر لكم التاريخ بانكم حاولتم ( اذا كان من غير الممكن ان نعيش معا فلنكن جيرانا جيدين).... مع أحر التحيات.

[email protected]