إن أهم مصنع تنتظره الأوطان وتُدفع عليه أموالًا طائلةً ويسعى إلى تحسين المنتج النهائي بعناية وجودة فائقة التعليم الذي استطاعت منه الدول أن تنهض بعبقرية، فالتعليم هو النقطة التي تركز عليها والآلة المولدة لإنتاج ذلك المعلم الذي يحمل علمه وثقافته حتى يشع ليصبح إما نابغة يزهى ويخدم طلابه أو معلمًا ذو عقلية معقدة يهدم ولا يبني.

إذا أردنا أن نطور التعليم فنقطة الانطلاق هي تحسين هيئة أعضاء المعلمين فطرق التدريس تختلف ليست موحدةٌ هنالك أساسيات ينبغي معرفتها وتطبيقها قبل أن يحمل بطاقة (معلم) ويُمسك طبشورةً أو قلمًا ويقف أمام السبورة، أولها أن يُؤهَّل تأهيلًا جذريًا وتُصقل مهاراته ليستطيع من خلالها تلقين الطلبة بنمط معين فالمعلم يحتاج إلى تدريب قبل مباشرة عمله وبرمجته على أن اعتقاداتك ومذاهب حياتك الشخصية لا تٌسكب في ذهن الطالب هي لك وحدك تختص بك ولا علاقة للطالب بها، فهنا صرح تعليمي يلتقط فيه عقل المتلقي كل شيء من الملقّن سواء كان بالسلب أو إلايجاب، وهنالك وقائع تشهد أن المعلم المتطرف يخرج كل ترم عقليات تشبعت بتلقينه وما عززه لهم فتتفاقس هذه العقول حينما تتخرج وتمارس التطرف، اذًا المدرسة هي الحاضنة لعقولهم لذلك ينبغي أن نهتم بها حتى لا تنفجر عليهم إلا بالعلم والمعرفة حتى تصل مرحلة التشبع في كل علم من علوم المناهج التعلمية فلمَ لا!

الطالب المتفوق يختصر ويعكس تماما جهد معلمه فعندما يصير العكس لابد أن يشيّد التقصير إذا اخفق في توصيل المعلومة لذهن المتلقي،إن انتقاد صرح تعليمي يفرق عن انتقاد الملقنين وإن لم تكن الأولى فالثانية إذاً،انتقادهم ليس ملامة أو تقصير في واجباتهم وأداء عملهم بل الحقيقة مؤلمة حقاً كما أثارها الصحفي بقلمه أ.قينان الغامدي هناك أشخاص غير مؤهلين في القيام بمثل هذه المهام أصبحت معتمدة كلياً على التلقين اللفظي دون استيعاب مايقولوه فكأن السنوات حواجز يقفزها حتى يجتازها ثم يحمل الشهادة. ويظن أنه تصريح للعمل ثم يحصل هذا الخريج على مهنة المعلم وكأنها حلقة تدور.

برأيي المعلمات تفوقن على عنصر الرجال في التعليم ليس تحيزًّا بل هذه هي الحقيقة والمخرجات تشهد أن كفاءة الطالبات أكثر من خريجي الطلاب لذا اقترحت قبل أعوام دمج صفوف المرحلة الأولى حتى يتأسس الطالب على يد التعليم النسائي فهي خير مربية وخير مؤسسة لنشأة هؤلاء الطلبة جميعا.

حالة الطالب اليوم يدرس بدون متعة فقط من أجل اجتياز هذه المرحلة، فجزء من التعليم يتربع عليه الدين الذي يجهله عامة الناس ويعممه بالتقاليد، فالدين الذي يدرس في المدارس قد لا يطبق فقط للمعلومية، فلماذا لا تكون المناهج قريبة من الواقع والحقيقة؟ لماذا لا يكون هناك مناهج جديدة باسم الثقافة الإسلامية مضمونها الدين الإسلامي مع احترام كل الأديان والمذاهب؟ ومن هنا استطعنا أن نغرس في عقولهم ومقولة د.طاهر ميسرة التي ترثي الحال " ثلاثة ألآف حصة دين في منهج كل طالب سعودي لم تنفعهم ولم تنتج إنسان له دور حضاري، فما الخلل؟ "

‏مقولة صائبة من الدكتور، هل لأنهم وبكامل التركيز على الدين يريدون أن يخرجوا كل الطلبة دعاة علم ومكتشفين في الدين؟! فالبعض لا يعجبه إلا أن يضع ابنه في مدارس تحفيظ القرآن فيكون التركيز على القرآن مع إهمال كل العلوم وبالتالي قد يتمشى المعلم في منهجه ببطء، وعلى تعليمهم القرآن سوف تخرج منهم أصوات قد تقرأ القران في الصبح بناء على رغبة الأهل وتتغنى في مواقع التواصل الاجتماعي ويصبح التعليم مخفف من اللغات والثقافات الأخرى كالموسيقى والرقص وحتى التربية البدنية التي لم يكن لها نصيب من الحصص الأكثر في الجدول الأسبوعي فحصة التربية البدنية هي مثل اهتمام الرياضة في السعودية كرة قدم فقط! ومعلم الحصة يدع الطلاب يتسلوا بينهم بكرة القدم والحكم جرس المدرسة انتهت حصة التربية البدنية.
‏ولو عاد " الخويطر " رجل التعليم الأول لحزن على حال الطلبة اليوم، ومعةةحاة المعلم الذي كاد أن يكون كسولا وضعت النقطة.