مع اقتراب العد التنازلى لإستفتاء إنفصال إقليم كُردستان عن العراق والمزمع اجراؤه في 25 سبتمبر/أيلول الجاري، تشھد الساحة الكردستانية جدلیة عقیمة مابین ضروریات (تأجیل موعد الإستفتاء ) و(الالتزام بموعده المقررله في 25 من الشھر الحالي)، إذ یرى أصحاب مطلب التأجیل, ان ھذا الخیار أصبح ضرورة وطنیة ملحة وخاصة في الوقت الحالي وفي ظل هذا الصراع الحزبي القائم بين الاحزاب الكُردستانية وتلك الإفرازات الحزبية القاتلة التي تعصف بالإقليم وتنتھج لغة العنف الخطابي وتدعم وترسخ ثقافة الغنيمة والفريسة والقوي يأخذ حق الضعيف سعیا لامتلاك زمام السلطة والتي لن تبشر بتحقیق الحد الأدنى من الأمان والإصلاح والمستقبل الزاھر الواعد المأمول، ویرى الطرف الأخر بقيادة السيد ( البارزاني ) ان إجراء الإستفتاء في موعده المقرر( بالرغم من الضغوطات الدولية والإقليميه والداخلية لتاجيله ) يعد الإستفتاء مطلبا وطنيأ ملحأ بعد ان فشل بغداد في تنفيذ بنود الدستور وقبول الكُرد كشريك اساسي في العراق، وخاصة في فترة حكم السيد (نوري المالكي) والتي عمّقت رغبة أهل الإقليم في الانفصال باعتبار ان الانفصال وحده يقود الإقليم وشعبه لبر الأمان, ولحد كتابة هذه الكلمات یتمسك كل طرف بموقفه حول موضوع الإستفتاء.
وعلى هذا الاساس بدأت الهنجمة والمراجمات الخطابیة والتشكیك بنوایا كل طرف، فحركة التغيير والجماعة الإسلامية إلى حد ما، متمسكة بالمشاريع التي قدمتها لتعديل قانون رئاسة الإقليم في 23 يونيو (حزيران) الماضي من جهة، و تشكك في ثبات موقف السيد البارزاني تجاه قضیة الإستفتاء باعتبار ان كل ھمه هو بقائه في راس السلطة بحجة (ان مصالح كُردستان العليا تكمن في استمراره في أداء مهامه،من جهة ثانية. وتزامنا مع بدء جلسة إعادة تفعيل برلمان كُردستان والتي انعقدت في (15 ايلول 2017) بغياب الكتل ( التغيير، الجماعة الإسلامية، الحركة الإسلامية، والجبهة التركمانية) قال رئيس كتلة التغيير، السيد (برزو مجيد)، في مؤتمر صحفي عقد بعد جلسة إعادة تفعيل برلمان كُردستان بعد انقطاع دام عامين، قال السيد (مجيد): إن الغرض من تفعيل البرلمان يأتي "لإعطاء الشرعية للجنة العليا للاستفتاء وهي بعيدة عن العرف القانوني والنيابي"، مضيفا أن "كتلة التغيير ستستمر في جهودها لتعديل قانون رئاسة إقليم كردستان )، اما السيد البارزاني, يعتبر طلب تأجیل الإستفتاء لعبة مخططة ومؤامرة مفبركة لااقل ولااكثر، وانه يرى بان الفرصة التاریخیة للإنفصال باتت مھیئة في ظل المتغیرات الخارجية على المنطقة والانقسامات والخلافات الحادة في اوساط الاحزاب العراقية والتناقض بين اطرالمؤسسات الحكومة العراقية، وعليه يرى السيد البارزاني في اجراء الإستفتاء في موعده المقرر مقیاسا لحصول الإقليم على موطىء قدم ضمن الخارطة الجديدة والوضع الجديد وخاصة بعد انتهاء ( مسرحية داعش ) في العراق.
اخيرا، على الرغم من جرعات التفاؤل التي بثّها ( بريت ماكغورك)في مؤتمره الصحفي يوم امس المصادف ( 41ـ 09 2017 ) والذي عقده في (هه ولير) بعد لقائه بالسيد البارزاني، والذي عبر عن تفاؤله بقبول مقترحه حول تأجيل الإستفتاء على إنفصال الإقليم،مقابل مناقشة أوضاع الإقليم، بما في ذلك إستفتاء الإنفصال في الأمم المتحدة،, اكد السيد مسعود البارزاني بعد لقائه بـ(ماكغورك والسفراء وممثل الأمم المتحدة )، اكد خلال مشاركته في المهرجان الذي أقيم في قضاء (آميدي ) لدعم إستفتاء إنفصال إقليم كردستان، اكد على أن (الاستفتاء سيجرى في موعده المحدد)، ولسان حاله يقول: (والله لو وضع ماكغورك الشمس في يميني والقمر في يساري لن اتراجع عن قراري ). 
اعتقد جازمأ ان الإستفتاء سيجري في موعده المحدد ولا رجع فيه على الرغم من الطلب الأمريكي والإقليمي والداخلي بتأجيله الى اشعار اخر، وان أهم التحليلات في كبريات الصحف الصادرة باللغات الاجنبية تؤكد بان قرار إجراء (إستفتاء البارزاني قرار نهائي،كما جاء على لسان السفير الأمريكي الأسبق بالعراق السيد (زلماي خليل زاد ) في مقابلة مطولة مع صحيفة haberturk التركية ) يقول ( زاد): من الصعب ان يتراجع مسعود بارزاني عن قرار إجراء الإستفتاء، إذا لم يكن هناك اتفاق بين واشنطن وأربيل وبغداد بشان تحديد موعد جديد للإستفتاء والاعتراف بنتائجه رسميأ ). 
ــــــــــــــــــــ
1 رابط حوار( haberturk ) مع (زلماي خليل زاد) http://www.haberturk.com/dunya/haber/1617792-zalmay-halilzad-onumuzdeki-20-yil-suriyede-kurdistan-kurulmaz )