خلال افتتاحه مشروع توسعة مطار السليمانية الدولي تحدث نائب رئيس حكومة اقليم كردستان العراق قوباد جلال طالباني عن الحصار المتواصل على المطار& منذ أشهر من قبل تركيا وأنه ليس من العدل معاقبة أهل السليمانية على خلفية موقف مبدئي من قبل طرف سياسي وهو الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعتمد مقاربة ثابتة في دعم واسناد النضال الديمقراطي الحقوقي للكرد في باكور ( كردستان تركيا ) .
والحال أن تصريحات نائب رئيس الحكومة هذه تعد أقوى موقف من الإقليم حيال مضي انقرة في حصارها على السليمانية في خرق واضح للقوانين الدولية الناظمة لحركة الطيران وحرية الأجواء فلتمتنع أنقرة عن التعاطي مع السليمانية جويا لكن ليس من حقها فرض الحظر على الرحلات العابرة عبر أجوائها من والى السليمانية يقول طالباني لكن في المقلب الآخر وبعد مرور نحو ٤٨ ساعة فقط على هذا الكلام تحدث رئيس الحكومة نيجيرفان يارزاني في مؤتمر صحافي بلغة تبريرية منحازة بلا لَبْس للموقف التركي مدعيا أن حجج أنقرة مبنية على أساس ولم تأت من فراغ .&
لا شك أن هذا التناقض الكبير بين كلام الرجلين مؤشر الى مدى ايغال الحزب الديمقراطي الكردستاني في الانغماس حتى النخاع في سياق السياسة والأجندة التركيين ومحاولة تحويل كردستان العراق الى حديقة خلفية تركية الأمر الذي يصطدم مع السياسة المتوازنة للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يدير ما تعرف بالمنطقة الخضراء والتي في ظل استعصائها على الهيمنة التركية تعتمد حكومة أردوغان حيالها سياسة الحصار وفرض العقاب الجماعي على مدينة بحجم السليمانية وبكل ما تحمله من رمزية وقيمة قومية وثقافية ونضالية ليس في كردستان العراق فقط بل في عموم أجزاء كردستان .
والحق أن خطاب طالباني الابن ودبلوماسيته المبدئية في دحض الدعاوى التركية يستدعي مباشرة الى الذاكرة منهجية ومواقف الرئيس مام جلال الذي ذاعت مقولته الحازمة عام ٢٠٠٧ ردا على مطالبات أنقرة تسليم قيادات حزب العمال الكردستاني في قنديل مطلقا جملته الشهيرة : لن نسلم قطة كردية حتى .&
فالايغال التركي في استهداف الاتحاد الوطني ومعقله : السليمانية بما تمثله من قبلة كردستانية وعراقية حتى بات يستوجب مواقف رادعة صريحة بعكس& موقف رئيس حكومة الإقليم الذي هو في الواقع امتداد لمنهجية أسلافه في قيادة حزبه في التسبيح بحمد أنقرة والعزف على أوتارها والتنسيق معها ضد الكرد في باكور ( كردستان تركيا ) وفِي روج آفا ( كردستان سورية )& كما شاهدنا خلال السنوات الماضية فجدار العزل الأردوغاني على الحدود التركية - السورية كان يبنى على وقع حفر الخنادق مع كردستان سورية على الحدود العراقية - السورية من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني في سياق محاولات حصار التجربة الديمقراطية الكردية في سورية وخنقها اقتصاديا وقس على ذلك .
هي سابقة فريدة في العلاقات الدولية وفِي العرف الدبلوماسي أن يدعم رئيس حكومة الإقليم فرض الحصار على عاصمته الثقافية من قبل دولة أجنبية وأن يسوق المبررات والمسوغات مكررا& ما يردده المسؤولون الأتراك كأننا هنا حيال تصريحات للقنصل التركي في أربيل لا لرئيس حكومة اقليم كردستان .&