كان من الواضح&أن قادة المعارضة&العراقية&ليسوا&على رأي&موحد&أو موقف&متماسك&رصين&مما يجري!&

كانوا مختلفين حول شكل الحكم&المنشود ومبادئه وسياسته&وقادته،&يدخلون&أحيانا&في مشادات وملاسنات حادة!&وبدا&الأمر&طبيعيا،&فالمعارضةمكونة من تيارات مختلفة فيها العلماني واللبرالي والقومي&( العربي والكردي)&والإسلامي، &وكم انتهتاجتماعات سابقة لهم&في دمشق&بعراك واشتباك بالأيدي على قضايا مثل:&هل&تستهل&بياناتهم وأوراقهم&بالبسملة،&وحمد الله وشكره على نعمهعليهم!

في فترات اليأس أو الجمود&أثناء النضال&لإسقاط صدام كانت وتيرة التنسيق والتعاون بينهم&جيدة نسبيا ،&وبعد أن لاح&عن قرب أن كرسي صدام سيكون شاغرا،&واحتضنوا من دول عربية وأجنبيةوأغدقت عليهم أموال وتسهيلات&ازدادت&خلافاتهم&واشتد الصراع بينهم&حد&التباعد&والاحتراب،وبالطبع جميعهم بهذا القدر أو ذاك صاروا امتدادالمصالح وطموحات تلك الدول!

وكما استقيته من مصدر&أثق به&كان المقترح الرئيسي &في المؤتمر، الإطاحة بصدام ونظامه، ثم يتولى الحكم &مجلس انتقالي من ضباط &معارضين ونزيهين مع خبراء&مدنيين&مشهود لهم بالكفاءة والإخلاص ليمسكوا بمفاصل الجيش والدولة ويحولوا دون انهيارهما ثم يمهدون خلال فترة محددة لإجراء انتخابات عامة ووضع دستور ديمقراطي للبلاد!&

لكن&محمد باقر الحكيم طرح&شيئا آخر مناقضا،&قائلا&إنه يتحدث باسم الشيعة&أصحاب&المظلومية منذ عهد السقيفة&وهم&الآن&في انتفاضة&إسلامية&سيطرت&على كل مدن الجنوب، والمنتفضون&يزحفون&الآن&إلى بغداد وسيحققون&إرادتهم&بحكم إسلامي وقادة إسلاميين&ثوريين،(&الذين هم في الواقع إيرانيون،وعملاء لإيران!)&وإن&هذا المؤتمر&عقد لدعم انتفاضتهم.&ويجب أن يبحث سبل ذلك!&

نقلوا عنه إنه&حين تفند ادعاءاته وترد&طروحاته المتطرفة&بحجج الأطراف الأخرى ويوافق&مكرهاً؛يذهب&إلى&جناح&وفده حيث جلبوا معهم تلفونيا لاسلكيا&خاصا&ويتحدث مع طهران ثم يلغي موافقته ويعود لموقفه المتشدد!

استغرقت النقاشات طويلا&دون التوصل إلى قرار يحظى بموافقة الجميع أو الأكثرية الحاسمة،&إذ أصر الحكيم على رأيه وموقفه!

كان بوش يعلم القادة العرب إنه يريد &سرعة اتخاذ قرار حول موقفهم من وضع صدام ونظامه &وإنه لا يستطيع أن يبقى منتظرا إلى مالا نهاية! &

وكان القادة السعوديون يستطلعون عما&وصل إليه المجتمعون&&العراقيون&وفي كل مرة كان الجواب إنهم لا زالوا يتناقشون&ويتجادلون&ولم يصلوا إلى قرار!

كانت الأجواء في المنطقة &في أعلى درجات التوتر، فرغم إخراج الجيش العراقي من الكويت&لم تضع الحرب&أوزارها&بشكل نهائي&ولا تزال مفتوحة&على&احتمالات عديدة!&

وكان&من الواضح أن ذلك يلقي على المعارضين العراقيين مسؤولية اتخاذ قرارهم الصحيح والسريع حول مستقبل بلدهم بعد إسقاط النظام ولا يبقوا&في جدل ونقاش&محتدم&.&بعد يومين من النقاشات الحامية لم تخل من عراك وشتائم بينهم&أعلن&عن فشل&المؤتمر، وبذلك&ضاعت فرصة تاريخية كبرى كان يمكن أن تغير مسار تاريخ&العراق والمنطقة!&

وتحدثوا أن&الملك فهد أعلم الرئيس الأمريكي&بفشل&قادة المعارضة العراقية في الاتفاق على بديل لحكم صدام،وإن&ودول الجوار&لا يستطيعون &ضمان ماذا سيحدث للعراق&إذا استلمه أناس متكارهون متصارعون،&ولا يريدون له&أن يقع&فريسة لفوضى&أو حرب أهلية،&ونقلوا عنه أنه قال:&( شيطان نعرفه خير من ملاك لا نعرفه ).

لا&يتحدث قادة المعارضة عن مؤتمر الرياض، لا يذكرون سوى مؤتمراتهم&الفاشلة أيضا&في فينا ولندن وشقلاوة! بينما&هو&أخطر من كل المؤتمرات التي سبقته أو تلته&إذ&كان منظورا ومحتضنا من قادة أهم الدول العربية والإسلامية إضافة لبوش ودوائر مستنفرة في أوربا ومجلس الأمن والأمم المتحدة وعقد في ساعة حسم تاريخية ، وكان&هؤلاء&المعارضون يستطيعون تحديد&أو تشخيص&البديل النوعي لصدام ونظامه&بضمير صادق وبوحدتهم وإتلافهم&لكنهم ضيعوا الفرصة&بمداولات&متراخية مترددة أعطوا فيها للحكيم ولإيران حق&الرفض الكامل!&&

سألت&محدثي بهذه المعلومات في حينها :&لماذا لم يتجاهل

المشاركون في هذا المؤتمر&"فيتو"&الحكيم لمشروعهم&ويمضوا&لإطاحة صدام ويستلموا الحكم ويبنوه وفق ما طرحوه من تصورات&وطنية وديمقراطيةقال: ذلك&كان&موضع حيرتنا&أيضاً&نحن الذين تابعناالمؤتمر&عن قرب.&بعض من قادة المعارضة&تحدث:&إن&النظام&الجديد سوف لن يكون قويا بما يكفي لمواجهة التدخل الإيراني والجموع الشعبية المعبأة من قبل&الحرس الثوري&وقوات بدر التي أسست&من قبل المخابرات الإيرانية&في طهران &وتمرست في مقاتلة&الجيش العراقي إبان حرب الخليج,&ما&سيؤدي لاندلاع حرب أهلية يطول مداها&ولا أحد من&دول المنطقة&أو أمريكا&مستعدا&لخوض غمارها والغرق &في معمعتها!&أحد العسكريين العراقيين الكبار&قال&: لا نريد أن نلطخ أيدينا بدم أبنائنا في الجنوب،&ولا نستطيع ضمان هدوء سكان الجنوب وولائهم للدولة الجديدة ما دامت إيران ستواصل تحريضهم على التمرد والعصيان،لكنه من&حيث يدري أو لا يدري ترك ذلك لصدام وأزلامه المتخصصين بالحملات الدموية والمهمات القذرة.&

بعض المعارضين&في المؤتمر&قالوا :إن&أمريكا &لم تكن تريد إسقاط صدام ونظامه&وادخرته لجولة أخرى تستنزف خلالها دول المنطقة لتبيعا&المزيد من&سلاحها الكاسد والمستعمل!&آخر يقول أن بعض الدول في المنطقة أرادت&العراق&ضعيفا&مستنزفا لا يستطيع النهوض وعليه أن&يدفع الديون والتعويضات بينما هو قد لا يدفعها لو رحل صدام!&وقد وجدوا&في موقف الحكيم المتصلب العذر والمبرر لمواقفهم!

ومهما قيل في هذا الصدد يظل&موقف الحكيم ومن يقف خلفه أهم أسباب فشل المؤتمر وما كان يراد أن يبنى عليه من تغيير للنظام في العراق!

إثرها أوعز&بوش&لشوارزكوف أن يبدأ مع صدام تلك المفاوضات التي جرت في خيمة صفوان&والتي سمح فيها لصدام&باستخدام &طائراته ( عدا ثابتة الجناح)!

بهذا قتلت&الانتفاضة&من داخلها بأيدي الإيرانيين &وعملائهم&في قوات بدر&وحزب&الدعوة!&ثم قتلت ثانية من خارجها بأيدي ضباط صدام وأزلامه&كالمجرمين علي حسن المجيد وحسين كامل ومحمد حسن الزبيدي&وطه الجزراوي&وغيرهم!

عاد الحكيم إلى طهران متحدثا عن انتصارات تاركاً &أبناء الجنوب تلتهمهم &القبور الجماعية&بوحشية صدام وخسته المعروفة!&ومن&حاول اللجوء إلى إيران&صدهم الحرس الثوري على الحدود,&لم يقبلوا أن يدخل إيران غير أولئك&الذين أرسلوهم من الحرس الثوري واطلاعات&وقوات بدر&وعصاباتهم المختصة بالتدمير &والتخريب. فذهبوا باتجاه الأراضي السعودية وقبلوا هناك كلاجئين، واسكنوا في معسكرات الأرطاوية ورفحاء،&حتى انتقلوا&إلى&دول غربية مختلفة،&وليس غريبا أن&كثيرا&منهم&اليوميمتدح إيران ويدين لها بالولاء ويشتم السعوديةخاصة بعد أن شرع لهم قانون خاص منحهم رواتب وامتيازات خيالية!&

سينكر&كثيرون وكالعادة&أن إيران ورجالهم آنذاك&يتقدمهم&محمد باقر الحكيم&هم &من&أجهض انتفاضة وطنية وضيعوا&فرصة إسقاط صدام عام 1991 ،&ولكن الواقع يؤكد أنهم كانوا يريدون الحكم لغاياتهم التوسعية الخاصة&وليس لخير العراقيين&ودليلنا على ذلك أنهم&هم أنفسهم &أضاعوا الفرصة الثانية &في عام 2003 عندما تسلموا حكم&العراق فمنحوه لطهران&وملئوا العراق فسادا&وتخلفا وظلاما&، وفتحوا&حدود العراق مع إيران لتتدفق منها المخدرات والأدوية المسمومة والعملة المزورة وأدوات اللطم والتطبير&تحت صور&الخميني وخامنائي&وبقية آيات الله، وتصبح بغداد&كما قال&أحد القادة الإيرانيين:&إحدى&عواصم خمس&عادت لبلاد فارس!&