توقيع شلومو فيلبر مدير عام وزارة الاتصالات المعلق عمله على اتفاقية شاهد ملك في ملف 4000 ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، يثير الرأي العام الاسرائيلي ويشعل الساحة السياسية وهناك من يعتقد ان توقيع فيلبر على اتفاق شاهد ملك مع الشرطة الاسرائيلية تشير الى نهاية بنيامين نتانياهو السياسية وانه سيضطر للاستقالة على اثرها.
فيلبر هو من مقربي نتانياهو وعينه نتانياهو مديرا عاما لوزارة الاتصالات التي تبوأها نتانياهو نفسه لسنة ونيف قبل ان تلزمه محكمة العدل العليا تفويض وزيرا متفرغا لهذه الوزارة علما انه كرئيس حكومة ووزير للخارجية لن يستطيع الاستمرار بهذا المنصب الاضافي من باب الادارة السليمة لمؤسسات الدولة. وكان فيلبر هو الامر الناهي بالوزارة وهو من يقرر فيها واستمر بهذه الصلاحيات الممنوحة له من نتانياهو حتى مع تعيين الوزير ايوب قرا وزيرا للاتصالات والذي يعتبره الكثيرون تعيينا صوريا فقط، وفيلبر باوامر نتانياهو استمر بادارة الوزارة حتى عندما علق عمله قبل اشهر بسبب التحقيقات بامر الرشاوى والتجاوزات في الوزارة بشأن شركة بيزك للاتصالات والشبهات بعلاقات غير مهنية وتلقي رشوة من صاحب الشركة شاؤول الوفيتش المليونير المقرب من نتانيهو والذي يملك موقع ولاه walla الاخباري واسع الانتشار في اسرائيل.
من التحقيقات والتسريبات يستدل ان بنيامين نتانياهو منح الوفيتش امتيازات كبيرة بينها السماح لدمج شركتي بيزك الكبرى ويس yes للتلفزة معا، ومن جهة اخرى طلب من الوفيتش بالمقابل ان يكون موقع والاه لطيفا معه في الاخبار واعداد تقارير مؤيدة لنتانياهو بحسب الشبهات.
توقيع فيلبر رجل اسرار عائلة نتانياهو يضع مستقبل نتانياهو على المحك وهو كان مقربا جدا من زوجة نتانياهو سارة نتانياهو، والمعروف ان سارة نتانياهو تدخلت في كل الامور بالنسبة لعمل زوجها وعلاقاته مع الصحافة الاسرائيلية التي تشوبها الخلافات منذ انتخابه رئيسا للوزراء في العام 1996 بعيد اغتيال يتسحاك رابين. حيث هاجم نتانياهو الصحافة منذ اول يوم له ولا يزال وهو استطاع زرع كراهية الصحافة لدى قاعدته الشعبية اليمينية بحيث يعتبر الصحافة يسارية ومعارضة لليمين مع ان عدد لا بأس به من الصحافيين المعروفين في اسرائيل يمينيون الى ابعد الحدود.
ورطات نتانياهو كثيرة وعدد الملفات يزداد وتوصيات الشرطة الاسرائيلية بتقديم لائحة اتهام بحقه واضحة ويبقى السؤال: هل سيستطيع المستشار القضائي للحكومة تبرأته هذه المرة ايضا ام ان امره اصبح محسوما على الساحة السياسية والاستقالة اصبحت امرا واقعا؟ 
الجدير ذكره ان اريه هارو مستشار سابق لنتانياهو ومتورط بقضية 2000 بشأن الاتصالات بين نتانيهو ونوني موزس مالك صحيفة يديعوت احرونوت وقع هو الاخر على اتفاقية شاهد ملك ضد نتانياهو في تلك القضية.
نتانياهو وبتصرفاته هذه تجاه الصحافة التسراىيلية وما يرشح من التحقيقات وما يمكن ملاحظته من عمله تجاه الصحافة التي وصفها باليسارية والناقمة عليه، ومن ناحية اخرى اغلاق سلطة البث واقامة هيئة بث ضعيفة وبحاجة لاموال الحكومة بدل الرسوم السنوية التي كانت تجبى سابقا من المواطنين مباشرة، من كل هذا يستدل ان نتانياهو حاول السيطرة على السلطة الرابعة في اسرائيل بعد سيطرته على السلطة التشريعية والتنفيذية ومحاولات السيطرة على القضاء بتعيين قضاة هنا ومستشارين قضائيين هناك بحسب ما يتسرب مؤخرا من التحقيق مع مقربين منه.
من ناحية اخرى هناك من يرى ان نتانياهو كالساحر فقد يخرج في اخر لحظة ارنبا جديدا من كمه ليتملص من انياب العدالة والمحاكم. ولكي "ينفذ بريشه" فهو قد يزج سارة، زوجته في معمعة قضاياه بادعاء انها ليست منتخبة من الشعب ويمكنها تلقي الهدايا مثلا بدون تحديد الثمن وايضا انها لو قامت بمحاولات لرشوة هذا او ذاك لتخفيف الضغط عن زوجها دون علمه فهو ليس مسؤولا عن ذلك ناهيك عن انه على خلاف كبير معها ويقال انه يتمسك بها لخوفه منها وما تملكه من معلومات وملفات ضده الا انه قد يعمد الى توريطها لان شهادتها ضده لن تكون مقبولة في المحاكم الاسرائيلية التي لا تقبل شهادة الزوجة او الابناء ضد رب العائلة في الامور الجنائية وفقط في حالات العنف الاسري تقبل مثل هذه الشهادات استثناءا. ويقول مقرب سابق من رئيس الوزراء الاسرائيلي ان نتانياهو مستعد لتقديم كل المقربين والاقرباء، قرابين بدلا منه شريطة ان يستمر بالجلوس على رأس حكومة اسرائيل!