(بونى سيو) رائحة التفاح : 

المكان ـ حلبجة 

الزمان ـ 16 ـ 17 ـ 18 اذار عام الانفال (1988): 

تعدُ مَجزرةُ حلبجة إحدى أفظعَ المجازر الدموية في تاريخ الشعب الكوردي والمنطقة برمتها ، والتي قالَ عنها المراقبون بأنها كانت إبادةً جماعية للشعب الكوردي , ففي 16 آذار 1988، قتل خمسة آلاف مواطن معظمهم من النساء والأطفال بغازات كيميائية ألقتها طائرات الجيش العراقي بأمر من صدام حسين على مدينة حلبجة , وحسب افادة الناجين من المجزرة إن الغاز الكيميائي الذي ألقي على مدينة حلبجة المغدورة كان يفوح منه رائحة التفاح(راجع ملف قضية حلبجة في المحكمة الجنائية العراقية ) , الأمر الذي زاد من فضولهم للخروج من البيوت ومعرفة مصدر تلك الرائحة الطيبة التي زادت من أعداد الضحايا خنقأ معظمهم من النساء والأطفال بغازات كيميائية قاتلة مصنوعة من شركات عالمية منها شركات (ألمانية) زودت النظام العراقي وشاركت في تطوير برنامج الأسلحة الكيماوية العراقي في الثمانينات من القرن الماضي , ولكن الصمت الدولي على هذه الجريمة ادى إلى طمس وتحريف الحقائق وليس ابرازها ,حيث كان صدام حسين يحظى بدعم الغرب و الغالبية المطلقة من الدول العربية .

حلبجة الجريحة لاتزال تعاني من مخلفات السموم البعثية : 

بعد مرور3 عقود على جريمة العصر , تؤكد إحصاءات رسمية صادرة من الجهات الدولية والمحلية ان هناك عبوات غير متفجرة تحت مبان تم إنشاؤها حديثا وفي مزارع على أطراف المدينة , اضافة الى أن مدينة حلبجة تاتي في إحصائيات وزارة الصحة العراقية لكل عام على قمة قائمة المناطق التي أصيب أبناؤها بمرض السرطان،وان هناك أعداد كبيرة من الأطفال حديثي الولادة يعانون من تشوهات لدى ولادتهم , اضافة الى انتشار امراض خطيرة ومزمنة على سبيل المثال : العقم وألامراض الجلدية ومشاكل في التنفس والربو ومشاكل في البصر والإضطرابات العصبية والتخلف العقلي واعراض مرضية مزمنة كثيرة اخرى ... 

التاريخ يعيد نفسه (الغاز الألماني في حلبجة والدبابة الألمانية في عفرين ): في ذكرى مرور 3 عقود على مجزرة حلبجة ، تتعرض عفرين اليوم لمجازر مماثلة على يد الفاشية التركية , وان الصمت حيال عفرين اليوم هو ذات الموقف المشين الذي اتخذه المجتمع الدولي و الدول العظمى في العالم حيال حلجبة المغدورة , ففي حلبجة استخدمت غازات المانية قاتلة واليوم يؤكد خبير عسكري فى الجيش الألمانى، أن الجيش التركى يستخدم فى عملياته العسكرية فى منطقة عفرين شمالى سوريا (دبابات ألمانية) .

إن صورغزوة غصن الزيتون تظهر فيها دبابات من طراز (ليوبارد 2 إيه 4) المنتجة فى ألمانيا، وان تصريح وزير الخارجية الألمانى (زيغمار غابرييل ) قبل بدء غزوة عصن الزيتون تثبت تورط المانيا في قتل الابرياء في عفرين حيث قال غابرييل : - أن الحكومة الألمانية تدرس طلبا لأنقرة بتزويد الدبابات الألمانية فى القوات المسلحة التركية بجهاز للحماية من الألغام، ، مضيفا أنه لا يرى سببًا وجيها (لرفض تزويد تركيا ، الشريكة فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) ، بمثل هذا الأسلحة )..!! 

استخدام النظام التركي غاز الكلور لقتل المدنيين في عفرين : 

اجرى المخبر المركزي في عفرين بتاريخ 18 شباط 2018 تحاليل لعينات التربة المقدمة من مشفى عفرين والعائدة لقرية ( ارندة ) في ناحية (شيخ الحديد) ( العينات الماخوذة من مكان القصف التركي ) تبين بنتيجة التحليل ان عينات التربة تحوي تراكيز عالية من (الكلور) , علما انه تم تحليل عينات اخرى من التربة من مناطق اخرى من نفس القرية ولم يلاحظ اثر الكلور ) (وثيقة التحاليل محفوظة في ارشيف الكاتب ) , وعلى الرغم من اثبات استخدام غاز الكلور السام من قبل النظام التركي ضد المدنيين في روزافا , الا ان المجتمع الدولي لايزال يتخذ الصمت حيال جريمة اردوغان بحق اهالي روزافا (غرب كوردستان ) ...

في ذكرى مجزرة حلبجة وانا واقف في حضرة شهداء سموم البعثية اقول : ان المجتمع الدولي ليس فقط يغمض عينه عن انتهاكات الدولة التركية , بل يساند الاحتلال التركي وجرائمه بسكوته المشين كما فعل مع الدكتاتور صدام حسين في ذروة جرائمه بحق الشعب العراقي والكوردستاني تحديدا في عام الانفال .... 

إن العالم لايرى ولا يسمع بما يحدث الان في عفرين ويركزفقط على الأحداث هنا وهناك ولكن بعد مرور3 عقود على مجزرة عفرين اوربما اكثر , لعل ضميره يستيقظ من سباته ليذرف دموع التماسيح لاطفال عفرين وهمجية النظام التركي , بالضبط كما يفعل اليوم بعد مرور 3 عقود على جريمة العصر( حلبجة ) المغدورة ...