أزمات حادة تتراكم ، والموت ينتشر هنا وهناك، وقرارات دولية تصدر بلا تطبيق، أمامنا اليوم خاصة مأساة الغوطة الشرقية السورية. حروب بالوكالة ، ومبعوثون دوليون والفيتو يعطل مجلس الأمن، حتى كأن الجمعية العمومية تحولت الى عصبة الأمم التي كانت تقف عاجزة أمام العدوان الهتلري المستمر...

الملاحظ هنا:

1. هناك قوى عدوان وإرهاب مغامرة ، همّها التصعيد والدمار وتأبىالخضوع لأية قواعد سلام ، منها القاعدة وداعش وكوريا الشمالية. وثمة من وقت الى آخر تعاون سري بين هذه القوى التدميرية ، وأيضابينها وبين دول وجهات أخرى تستغلها لمآربها وغاياتها، كما حدث مثلاً مع اردوغان الذي سمح في وقت ما للمئات بالتسلل الى سوريا والعراق.

2. غياب القيادات الغربية الشجاعة وبعيدة النظر، ولاسيما تبلبل وتناقضات المواقف الأمريكية منذ عهد اوباما ولاسيما اليوم في عهد ترامب الذي ليس واضحا ماذا يريد ، ويعلن غير ما يفعل ، وتصرفات تؤجج الوضع كموقفه من القدس. وكثيرا ما يهدد ثم يتراجع ، الخ... الخ...

3. لو راجعنا الأزمات الساخنة لوجدنا أن غالبيتها هي في منطقتنا، ولاسيما منذ ما سمّي بالربيع العربي الذي تحول الى جحيم شامل، وألقى بتداعياته على مجمل الوضع الدولي .. وأود التذكير بأنني كنت ممن شكك في وصف (الربيع العربي) منذ البداية ، لان العقلية السياسية السائدة في المنطقة بعيدة عن الهم الديمقراطي، ما عدا شعارات إسقاط الحكم رغم ان سقوط حاكم فردي او ديكتاتور لا يكفي بحد ذاته لقيام نظام ديمقراطي علماني لاسيما مع الصعود الكاسح للإسلام السياسي، بمذهبيه... وهذه حالات سوريا وليبيا والعراق وايران واليمن...

4. نظام الأمم المتحدة نفسه يحتاج الى إعادة نظر وتغيير ، ابتداء بإلغاءحق الفيتو ، وإعادة النظر في الترهل البيروقراطي وكثرة وتداخل المؤسسات والهيئات والمجالس. أما المبعوثون الدوليون (الى اليمن وسوريا وليبيا) فقد فشلوا في حل المشاكل لأسباب كثيرة، منها التأثربمواقف هذه الدول الكبرى او تلك من روسيا الى الولايات المتحدة.

وأخيرا فان جبهة قوى العدوان والتوسع والإرهاب هي التي تلعب الدور الأولعلى الساحة الدولية ، مع تراجع لدور قوى السلام والاعتدال... أنها حالة خطيرة ، مابين التدخل الروسي في كل مكان وتهديدات بوتين بأسلحة دمار شامل جديدة وما بين تخبط ترامب ومفارقات الاتحاد الأوربي، الذي تقوده المانيا... وفي رأينا ان هذه الحالة الخطرة سوف تستمر وقتاً آخر وقد تزداد خطورة ، وخلال ذلك فان الموت والدمار هما سيّدا الموقف ، وأسفاه.