الملاحظ أن التيارات الشعوبية العنصرية ، ازداد نفوذها وأتباعها في الغرب خلال العقدين الأخيرين، وحصولها على مراتب متقدمة في الانتخابات. ومن الأمثلة فرنسا وايطاليا وهولندا وغيرها من دول الاتحاد الأوربي ، ونجاح ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية. ولو استعرضنا جيدا لأمكن القول أنالعمليات الإرهابية التي نفذتها القاعدة وداعش في الغرب والعراق وسوريا وأفغانستان وأفريقيا ، قد كانت الدافع الأول لهذه الظاهرة ، المستهدف بهاأولا المسلمون وموجات الهجرة .. والغريب ان وسائل الإعلام العربية تغذي الهجرة غير الشرعية الى الغرب حصراً وليس الى دول غنية في المنطقة اودول كروسيا والصين، الصناعيتين والغنيتين. هذه الوسائل لا تنفك تتحدث عن مشاكل المهاجرين غير الشرعيين خلال هروبهم للوصول الى دول الاتحاد الأوربي ، وتهاجم دولاً مثل اليونان وبولونيا وأمثالها ممن لم تعد تستطيع انتستوعب أعدادا جديدة من المهاجرين . وتحاول هذه الدعاية تصوير الغرب بالعنصرية ومع ذلك تدعوا الى دخول دول الغرب ، وقد استغلت التيارات العنصرية واليمينية المتطرفة مشكلة الهجرة ولاسيما هجرة المسلمين ، لكي تخوف مواطنيها من المسلمين عموما وكأن كل مسلم هو إرهابي . والى جانب بث الكراهية تجاه المسلمين فان هذه التيارات نفسها تعادي اليهود المقيمين في الغرب. اما حين يقترف مسلم إرهابي جريمة قتل ضحيتها يهودي ، فان الدعايات الشعوبية تتقنع بالدفاع عن اليهود لتزعم بان المسلمين في الغرب هم أعداء الغرب .

وجاءت الأحداث الأخيرة في فرنسا شاهدا ، حيث مع عملية الإرهاب في متجر فرنسي في مدينة كركسون ، قام مسلم أخر بعد يومين بذبح جارته العجوز (85 عاماً) لأنها يهودية مع أنها كانت ترعاه على الدوام. وكأن مقتلها جاء كرد فعل على مقتل إرهابي كركسون . ولمسألة الهجرة جوانب أخرى وهي ان أكثر الساعين لها يبحثون عن عيش أفضل وليسوا في خطر الموت الداهم، وبالتالي فالمسؤولية تقع على حكوماتهم التي ينخر الفساد كثير منها ولا تعنى بحاجات المواطن وحرياته برغم أن منها من تتلق مساعدات ضخمة من الخارج تذهب الى جيوب الحكام أنفسهم. ولحد اليوم لم نجد في الغرب ردود فعل واعية ومؤثرة من الجاليات المسلمة هناك لإثبات أن غالبية المسلمين هم ضد الإرهاب ومع التعايش السلمي بين السكان الأصليين وأبناءالهجرة. ودول غربية كألمانيا تشجع الهجرة غير الشرعية وتسمي المهاجرين باللاجئين الذين يهددهم الموت في بلدانهم وهذا أيضا يغذي التيارات الشعبوية ، فالسيدة ميركل عانت صعوبات في الانتخابات الأخيرة بسبب موضوع الهجرة . ان استقبال طالبين اللجوء السياسي واجب أنساني ، وأماالهجرة إلى الغرب فيجب أن تكون لها حدود ومعايير... ترافقها دعايات إسلامية ناقدة عن الفرق بين المسلم وبين الإسلامي الإرهابي.