في الحديث السابق تطرقنا الى افعال الجيش الحر ازاء المدنيين العزل اثناء و بعد الاحتلال التركي لعفرين السورية وكيف انهم حولوا عفرين وسكانها الى ارض وغنائم مستباحة.

العالم والدنيا وبالدرجة الاولى دول التحالف وقفوا مذهولين امام انتهاكات الجيش الحر ضد المدنيين العزل وتساءلوا؟؟

 اذا كان هذا الذي شاهدناه من افعال الجيش الحر يحدث في العلن وامام الناس اذن كيف كانت الامور في الخفاء وبعيدا عن الكاميرات؟ 

طبعا الامر لا يحتاج الى عبقرية.... همجية قل نظيرها من سلب ونهب وسرقات واهانة واذلال وتهكم وقتل وتهجير اي جرائم ضد الانسانية وكل ذلك جهارا نهارا واحيانا بالبث الحي على الشاشات.

الغالبية العظمى من سكان عفرين هم من الطيف الكردي و عفرين كانت منطقة آمنة جدا بعيدة عن الاحتراب وملاذا للنازحين السوريين بمئات الالوف من كل انحاء سوريا كذلك لم تطلق رصاصة واحدة من هناك باتجاه تركيا.

اهل عفرين مثل جميع الكرد السوريين مغضوب عليهم ومضطهدين من قبل السلطة ومن البعث منذ الانقلاب البعثي عام 1963 وحتى الآن.

اذا كان هذا ما حدث للابرياء من الناس العاديين من الكرد في عفرين الذين لم يتعاونوا يوما واحدا مع النظام ولم يصبحوا اعضاء في حزب البعث ولم يصبح احد منهم موظفا لدى دوائر المخابرات ولم يصل احد منهم الى اي منصب وزاري او ضابط كبير في الجيش حالهم في ذلك حال الكرد عامة في سوريا.... فكيف سيكون الانتقام اذن من العلويين وازلام النظام وجيشه ومخابراته و الموالين له من رجال الدين عامة واسرهم وابنائهم واقاربهم و حتى الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء السوريين؟؟.

 لو تسنى لعناصر هذا الجيش السيطرة على مناطق نفوذ السلطة لكانوا قاموا بذبح الاطفال والنساء ويبقرون بطون الحوامل ويسبون البنات وينتهكون الاعراض و حرق الناس في اقفاص كما فعلها داعش مع الطيار الاردني الشهيد و الاعدامات بالجملة على الرافعات الذي هو اختراع ايراني.

هذا كاد ان يحدث في درعا لولا ان التحالف كان قد قرر مسبقا انهاء دعمه للجيش الحر منذ معارك الدجاج في عفرين قبل عدة اشهر حيث مهد لانهاء تعهده في اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري و بذلك تحول الجنوب الى منطقة نفوذ روسي بالكامل.

الدور كان سيأتي لاحقا على الموحدين الدروز وذلك لسببين الاول هو ان الدروز حسب لوائح الاخوان ومنهم الجيش الحر هم مشركون وملحدون و السبب الآخر هو ان قسما كبيرا من هذا المكون كان حياديا اومع النظام.

هنا بدأ كل شيء يتبدل بل اتجهت الامور الى الطرف المعاكس واتخذ التحالف قراره وهو الحفاظ على النظام وانهاء كل الدعم للمعارضة اذ انهم توصلوا الى نتيجة واضحة وهو ان النظام بكل مساوئه سيكون ارحم من ادعياء جند الله الدجالين من الجيش الحر وقياداتهم الاخونية.

التحالف الذي كان يدعم ويمول الجيش الحر مباشرة او عن طريق تركيا بدأ باعادة الحسابات منذ معارك الدجاج التي اتينا على ذكرها في الحديث السابق وتصرفات الغوغاء من هذا الجيش مع المدنيين العزل في عفرين وقرر التخلي عن هذا الجيش وقياداته.

وهكذا انهار هذا الجيش المتفرعن على المدنيين وتم حشر افراده في باصات مكيفة كالعادة حيث يعرف الجميع كل تفاصيلها.

نقل المقاتلين بالباصات في سوريا يعني الاستسلام بلغة الجهاديين

كاتب كردي