في أخبار دولية متتالية ان العراق صار في مقدمة دول الفساد في العالم، وتساءل معلق ساخر فإذا لم يكن من اجل الدقة ، تنظيم سباق دولي لمعرفة من هي الدولة الفاسدة الأولى؟؟؟ ومهما يكن فان طغيان الفساد في العراق ليس فيه أي شك، ومع هذا الوباء ثمة كارثة تداعي الخدمات واستفحال الطائفية وانتشار الفقر والبطالة في بلد غني بالثروات . 

ان انفجار المظاهرات الصاخبة في البصرة والمحافظات الجنوبية الأخرىوالنجف وبابل وبغداد، واحتمال توسعها ، ليس غير رد فعل عفوي ومتوقع على المآسي التي يعانيها شعبنا العراقي المستباح وليس مؤامرة خارجية اوتصفية حسابات سياسية. ومن حسن الحظ ان المظاهرات ظلت سلمية لولا أعمال عنف تنسب لبعض المتطرفين وربما أيضا عناصر مندسة لتشويه أهداف هذا التحرك الشعبي واسع النطاق ، وقد أيدت قيادات سياسية ودينية معينة على أحقية المظاهرات وشرعية مطالبها ، وفي الوقت نفسه دعت الى تجنب أي نوع من العنف لان ذلك يسيء الى المظاهرات نفسها والى البلاد، وان كل اعتداء على الممتلكات والمنشآت العامة – من موانئ وشركات نفط وغيرها- هو اعتداء على مصالح الشعب نفسه. والمطلوب من لجان التظاهر بذل كل جهد وإيضاح في هذا السبيل.

تجري محاولات حثيثة لتفسير المظاهرات الشعبية العراقية بأنها من فعل مندسين وكأنها مؤامرة، ولكن أن يتسلل بعض الفوضويون الى بعض المظاهرات ، يمكن فهمه حيث ان هذا يحدث حتى في الدول الغربية نفسها ومنها فرنسا ، حيث يتسلل للمظاهرات الشعبية فوضويون يقومون بأعمال تخريب. ولكن المتظاهرين يدينون أعمالهم.

ومن المضحك المبكي أن الأحزاب الطائفية الحاكمة بدلاً من أن تعترف بمسؤوليتها بأزمة الخدمات وغير ذلك من الأزمات العراقية وكيف أن ذلك مافجر الغضب الشعبي، فأنها تهاجم هذه المظاهرات المطلبية وكأنها مؤامرة. أما الخطاب الأخير للمرجعية فأنه دون المستوى المطلوب في هذه الظروف العصيبة.

لقد تداعت الكهرباء في حرّ بلغ أوجه، والناس يعانون ليل نهار ، فضلاً عن شحة المياه ، وتداعي الخدمات الأخرى .... التهب قائم على قدم وساق، ودهاقنة الفساد يعبثون ولا يبالون ، فلا من حسيب ولا من عقاب ، لان في أيديهم مفاتيح السلطة ومن ورائهم دعم من بعض الجيران. لم تفعل الحكومة شيئا باتجاه حرب المياه التركية – الإيرانية، ولم تقدم أية شكوى للمحافل الدولية المختصة، وبلغ الاستهتار التركي ، استباحة حدود العراق الى داخل 30 كم والقعقعة بالسلاح ، كهدية من اردوغان بمناسبة وصوله الى عرش الخلافة العثمانية الجديدة المطعمة بأنفاس وممارسات الأخوان المسلمين. ونتائج الانتخابات بانتظار العد والفرز ، وغير معروف متى وكيف ستشكل الحكومة الجديدة التي يجب ان تكون بعيدة عن المحاصصة والتبعية وتضع أهدافها العاجلة معالجة مشكلة الكهرباء ومكافحة الفقر والفساد والبطالة وووو .. وتحية لشعب العراق في تحركه المشروع من اجل أوضاع أفضل.