أماني الصوفي من صنعاء : برر المشاركون في منتدى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب ظاهرة الثار التي تشكوا منها الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الداخلية والجهات الأمنية بالعديد من الأسباب أبرزها ضعف هيبة الدولة وغياب القانون وتعطيل أحكام القضاء.
وأضاف المشاركون في المنتدى الذي يُعقد أسبوعياً (كل اثنين) في منزل الشيخ الأحمر بصنعاء ، أن ظاهرة الثار التي يئن منها المجتمع اليمني استفحلت وانتشرت جراء تلك الأسباب ، مستبعدين أن يكون لانتشار السلاح دور كبير في انتشارها وتوسعها ، مؤكدين ضرورة تكاتف الجهور لمجابهة هذه الظاهرة .
وكان المنتدى قد بدأ نقاشاته عقب قراءة رسالة الدكتوراه التي قارنت بين القوانين اليمنية والمصرية في التصدي للثأر للباحث اليمني العميد أحمد جندب والذي أكد فيها أن غياب سلطة القانون وضعف القضاء الذي قال أن مرده إلى انعدام التأهيل للقضاة وعدم وجود حماية حقيقية لهم ما يجعلهم عرضة للابتزاز والتهديد والتدخلات من قبل المتنفذين عدم استقلاله ، إضافة إلى قلة الوازع الديني لدى البعض والذي قالت الدراسة أن سببه انتشار العادات والتقاليد والابتعاد عن الثقافة الدينية من أهم العوامل التي تغذي ظاهرة الثأر.
وقال الباحث احمد جندب أن هناك العديد من العوامل السياسية التي تعمل على إذكاء هذه الظاهرة التي وصفها بالخطيرة ، موضحاً أن احتكار السلطة والمال في جهة بعينها وإحساس الناس بالضيق من ذلك يؤدي إلى نمو العصبيات السياسية وحدوث الكثير من الحروب الأهلية لدى مناصرة القبائل لهذا الطرف أو ذاك كما حدث في الحروب المختلفة التي شهدتها البلاد أثناء الثورة وبعدها.
وأكدت كذلك على أن غياب الكثير من القيم والمفاهيم القبلية النبيلة تتسبب في لجوء القبائل إلى تصرفات باسم القبيلة في حين لم تكن تلك التصرفات معهودة من قبل كانتشار السلب والتقطع القبلي والقتل الأسباب بسيطة ومرده ذلك بحسب الدراسة إلى لجوء كثير من مشائخ القبائل إلى الاستقرار في عواصم المدن وابتعادهم عن الجو القبلي ما يجعلهم يغيبون عن كثير منها فأعراف بعض المشائخ اليوم أصبحت لا دولة ولا قبيلة.
وحول عامل السلاح أكدت الدراسة بأنه لا يعد عاملا رئيسياً نظراً لأن القتل يحدث بأي وسيلة ودللت الدراسة بكل من أمريكا وكندا حيث بلغ عدد الأسر التي تمتلك السلاح نحو 40% من عدد السكان في حين بلغ معدل الجريمة في أمريكا نحو 15 ضعفاً مما هي عليه في كندا.