وسط حملات كراهية تشنها الصحف والأزهر
الاعتراف بالبهائية في الوثائق المصرية

نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط ضغوط من منظمات حقوقية دولية، ورغم حملات الكراهية والتحريض التي تشنها صحف محلية ضد البهائية في مصر، فقد علمت (إيلاف) من مصدر في المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان أن وزارة الداخلية وافقت على إنشاء مكتب خاص لمعاونة البهائيين في إصدار جوازات سفر مدون بها الديانة البهائية لتكون عوضاً عن البطاقة الشخصية لحين حسم مسألة إلغاء خانة الديانة في بطاقات الهوية .

إقرأ في الشأن المصري أيضا

تكهنات بالتصعيد قضائياً وإحالته للمحاكمة
رفع الحصانة عن إبراهيم نافع للتحقيق معه

أيمن نور سينقل الى مستشفى عام

في تقريره الذي تلقاه البرلمان المصري، قال المجلس الحقوقي الذي أسسته الحكومة إنه بناء على الشكاوى العديدة التي تلقاها فقد طرح حلاً يتمثل في إصدار الجوازات وبها الديانة البهائية كوثيقة رسمية لتحقيق الشخصية. ومضى تقرير المجلس القومي قائلاً إنه نجح في استخراج جواز سفر لأحد البهائيين، ويدعى أنور شوقي إسكندر بالصيغة المشار إليها، كما تم قبول أوراق الطالب سامح علاء محمد حسني في مكتب تنسيق القبول في الجامعات واعتماد جواز السفر كوثيقة رسمية، وتعهد المجلس الحقوقي باتمام هذا الإجراء لمن يطلبه.

حملة كراهية
ومنذ عقد الثمانينات في القرن المنصرم، امتنعت دوائر السجل المدني في مصر عن إصدار بطاقات شخصية للبهائيين فلجأوا إلى المحكمة الإدارية العليا التي جاء في حكمها الصادر بتاريخ التاسع والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام 1983 quot;إن امتناع السجل المدني عن إعطاء بطاقة شخصية لمن يدين بالبهائية هو قرار إداري مخالف للقانون، ولا يكون للسجل المدني أن يمتنع عن إعطاء بطاقة شخصية لمن يدين بالبهائية ولا أن يغفل ذكر هذا الدين في بطاقة من يعتنقهquot;.

غير أنه على صعيد الواقع فإن أغلب إدارات السجل المدني أهدرت تطبيق الحكم، واستمرت في إصدار البطاقات الشخصية للبهائيين و وضعت quot;ـــquot; في خانة الديانة، وقد ارتضى البهائيون بهذا الحل، خشية التصعيد ضدهم من قبل أجهزة الدولة، غير أنه في أوائل شهر شباط (فبراير) من العام 1985 ألقى جهاز مباحث أمن الدولة في القاهرة القبض على عدد من البهائيين على رأسهم الفنان التشكيلي الراحل حسين بيكار، وبعد عدة أشهر أفرجت عنه المحكمة لكبر سنه رغم تمسكه في أقواله أمام سلطات التحقيق بأنه بهائي، وأن البهائية ديانة مستقلة بذاتها شأنها في ذلكشأن الإسلام والمسيحية واليهودية، والديانات الأخرى.

ورغم عدم الزج بالبهائيين في أي قضايا جديدة منذ ذلك الحين، غير أن حملات التحريض والكراهية ضدهم في العديد من الصحف ووسائل الإعلام الحكومية تواصلت، فضلا عن استمرار مأزقهم مع الجهات الرسمية التي يتعاملون معها. وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2003، أصدر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر فتوى جاء فيها quot;إن الإسلام لا يقر أي ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه، فلا ينبغي، بل يمتنع أن تكون في مصر ديانة غير الإسلام ثم المسيحية واليهودية لأن كل ديانة أخرى غير مشروعة ومخالفة للنظام العامquot;.

ثم خصت فتوى الأزهر البهائية بقولها quot;إن هذا المذهب البهائي وأمثاله من نوعيات الأوبئة الفكرية الفتاكة التي يجب أن تجند الدولة كل إمكاناتها لمكافحته والقضاء عليهquot; . وبلغة بالغة القسوة وصف بيان مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الديانة البهائية ومن ينتسب إليها بأنهم quot;فئة باغية على دين الله، وعلى النظام العام للمجتمع الإسلامي، ويجب استئصالها من الأمة الإسلاميةquot; .