واشنطن: تجري الانتخابات الرئاسية الاميركية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر لكن في ذلك اليوم وحين يختار الناخبون الاميركيون مرشحهم انما هم يصوتون لمجموعة من كبار الناخبين يجتمعون ضمن ما يعرف بالهيئة الناخبة. وهذه الهيئة الناخبة التي تعود دستوريا للقرن التاسع عشر، هي التي تنتخب فعليا الرئيس الاميركي ونائبه.

والهيئة الناخبة التي انشئت بموجب التعديل الثاني عشر للدستور عام 1804 تعد 538 عضوا. وكل ولاية ممثلة عبر ناخبين كبار عددهم يساوي عدد اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الذين يمثلون هذه الولاية في الكونغرس. وليس لدى quot;ديستريكت اوف كولومبياquot; الذي يضم العاصمة واشنطن، اي ممثل يملك حق التصويت في الكونغرس لكنه يضم ثلاثة من كبار الناخبين. وتعد كاليفورنيا، الولاية التي تضم اكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة، 55

من الناخبين الكبار. والولايات الاقل اكتظاظا بالسكان لديها ثلاثة ناخبين كبار على الاقل. وتختلف طريقة تعيين الناخبين الكبار من ولاية الى اخرى. ويتم اختيار كبار الناخبين عادة من صفوف شخصيات منتخبة محليا وقادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري والاشخاص المقربين من مرشح للرئاسة.

والدستور الاميركي مقتضب جدا حول المواصفات المطلوبة لتولي مهام ناخب كبير. وتشير المادة الثانية فقط الى انه لا يمكن لاي عضو في الكونغرس quot;او اي شخص يواجه تهمة في الولايات المتحدةquot; ان يعين كناخب كبير. والمرشح الذي ينتخب رئيسا هو ذلك الذي ينال الغالبية المطلقة من اصوات كبار الناخبين اي 270 صوتا.

وفي حال التعادل بين مرشحين يعود الامر لمجلس النواب لاختيار الرئيس المقبل. وقد حصل ذلك في 1800 و1824. ويختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس في حال التعادل بين المرشحين لهذا المنصب. وقد حصل ذلك في العام 1836. وفي اطار هذا النظام، من الممكن انتخاب رئيس بدون الحصول على الغالبية المطلقة من اصوات الشعب. وهذا ما حصل العام 2000 لكن ايضا ثلاث مرات في تاريخ الولايات المتحدة.

وهذه الشائبة في النظام حصلت لانه في كل الولايات تقريبا- باستثناء ماين ونبراسكا اللتين تعتمدان النظام النسبي - يتمثل المرشح الذي نال اكبر عدد من الاصوات في ولاية ما بكل اصوات كبار الناخبين في هذه الولاية ضمن الهيئة الناخبة. وبالتالي ففي كاليفورنيا، على سبيل المثال يكفي ان يتقدم المرشح بصوت واحد على منافسه لكي ينال كل اصوات الناخبين الكبار ال55 في هذه الولاية.

وقد عرض على الكونغرس حوالى 700 اقتراح لتعديل الدستور يهدف الى تغيير وضع الهيئة الناخبة او الغائها خلال السنوات ال200 الماضية لكن بدون احراز اي نتيجة. وبالواقع فان الاقتراحات حول هذا الموضوع كانت اكثر من تلك المتعلقة باي موضوع اخر لتعديل الدستور. وبسبب هذا النظام المعقد فان المرشحين يعطيان اهمية اكبر لبعض الولايات الاساسية (مثل فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا وميشيغن او كولورادو) التي قد تغير موقفها من معسكر لاخر وتحسم بالتالي نتيجة الانتخابات.

وفي المقابل فان المرشحين لا يقومون بحملات انتخابية في بعض الولايات التي لديها عدد كبير من الناخبين مثل تكساس (34 ناخبا كبيرا) او ايلينوي (21 من كبار الناخبين) لان هذه الولايات لا تغير معسكرها عموما الا في حال حصول مفاجاة كبرى وهو امر غير مرجح. وبالتالي فانه يتوقع ان يفوز الجمهوري جون ماكين في تكساس والديموقراطي باراك اوباما في ولايته ايلينوي.

ويجتمع كبار الناخبين في عاصمة ولايتهم لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس رسميا في اول اثنين يلي ثاني اربعاء من كانون الاول/ديسمبر اي ما يصادف هذه السنة 15 كانون الاول/ديسمبر. وسيؤدي الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة اليمين الدستورية ويتولى مهامه في 20 كانون الثاني/يناير 2009.