واشنطن: مع اقتراب موعد يوم الحسم، حيث لا تفصل سوى أربعة أسابيع فقط عن يوم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يستعدّ السناتوران باراك أوباما وجون ماكين لمواجهة بعضهما البعض مجددا مع مؤشرات لا تخدع بكونها ستكون هذه المرة حامية الوطيس، حيث quot;سخّنquot; لها الطرفان بهجمات تناولت الأوضاع الاقتصادية والسياسية ولامست أيضا الجوانب الشخصية.

وكانت حاكمة ألاسكا سارة بالين، التي تخوض الانتخابات مرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة السيناتور الجمهوري جون ماكين، أوّل من أطلق الشرارة باتهامها أوباما quot;بملاطفة الإرهابيين الذين سيهاجمهم في عقر دولهم. لكنّ معسكر أوباما ردّ بإعلان دعائي استند إلى مقالات تصف ماكين quot;بغريب الأطوار.quot;

والاثنين، بثّ معسكر أوباما شريطا وثائقيا على الانترنت ينتقد ماكين لدوره في فضيحة quot;كيتينغ فايفquot; في عقد الثمانينيات من القرن الماضي. ومن شأن quot;حركات الإحماءquot; هذه أن تعد بمناظرة أكثر سخونة من الجولة الأولى التي بدا فيها المتنافسان ملتزمين بالحدود التي اختاراها لتدخلاتهما.

وفي اجتماع انتخابي عقد في دنفر، الأسبوع الماضي، سأل أحد الناخبين ماكين عن الموعد الذي quot;سينزع فيه القفازاتquot; ويوجّه ما يلزم لمنافسه أوباما، فردّ المرشّح الجمهوري quot;ما رأيك في ليلة الثلاثاء؟quot;

ووفق آخر استطلاعات الرأي، يتقدم أوباما على ماكين بـ49 نقطة مقابل 43.(التفاصيل).

وساهمت الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها الولايات المتحدة الأمريكية، في تعزيز أوباما لتقدمه خلال الشهر الماضي.

وفيما كان من المتوقع أن تخصص المناظرة الأولى لمناقشة السياسة الخارجية، تحوّل مركز الاهتمام فيها إلى الوضع الاقتصادي. وتزامنت تلك المناظرة التي جرت في 26 سبتمبر/أيلول، مع مناقشات كانت حاسمة من أجل تمرير خطة الإنقاذ التي اقترحها البيت الأبيض، في مجلسي النواب والشيوخ.

وهدّد الإلغاء تلك المناظرة عندما قال ماكين إنه سيركز على حشد التأييد لخطة الإنقاذ بدلا من الحملة الانتخابية، لكنه عاد وشارك فيها بعد أن أعلن أنّ الكونغرس حقق تقدما واضحا في التوافق بشأنها.

لكنّ معسكر الديمقراطيين وجّه انتقادات لماكين معتبرا خطوته تلك مناورة سياسية لا غير.

وأظهر استطلاع بين أشخاص شاهدوا المناظرة أنّ أوباما كان هو الأفضل في تلك المناظرة، لكن الخلاصة العامة أظهرت أيضا أنّ كلا المرشحين مؤهلان لدور الرئيس في حال انتخاب أي منهما.

ومناظرة الثلاثاء، هي الثانية من ثلاث جولات، غير أنّ شكلها مختلف مقارنة بالأخريين.

فالجولة الثانية، التي تحتضنها جامعة بلمونت، هي بمثابة اجتماع شبيه باجتماعات المجالس المحلية أو البلدية، في الوقت الذي ستكون فيه الثالثة، مثل الأولى، منقسمة من ثمانية محاور تستغرق مناقشة كل منها 10 دقائق، بحيث يتولى مدير المناظرة تقديم كل محور ثمّ يمنح كلا من المرشحين مدة دقيقتين لعرض وجهة نظره بشأنها، قبل أن يتمّ تخصيص الخمس دقائق الأخرى لمناقشة بينهما.

أما في هذه الجولة الثانية، فلن تقتصر الأسئلة الموجهة للمرشحين من مدير المناظرة طوم بروكاو، المذيع في شبكة NBC وإنما تشمل أيضا أسئلة من الحضور وأخرى موجهة عبر الانترنت. وفي بداية حملته، دعا ماكين أوباما إلى إجراء مناظرة شبيهة بمناظرة الثلاثاء، غير أنّ المعسكرين لم يتوصلا إلى اتفاق بشأن ذلك.

وأمضى ماكين الأيام السابقة في مزرعته بأريزونا استعدادا للمناظرة، في الوقت الذي كان فيه أوباما يجتمع مع فريقه في منتجع بآشفيل في كارولينا الشمالية.