يحصل على الإجتهاد عام 2010 ليحتل مكانة السيستاني والحكيم
أول إعلان إيراني عن إستقرار مقتدى الصدر في قم
أسامة مهدي من لندن :
في أول إعتراف رسمي بإستقراره في مدينة قم الإيرانية، أكد مصدر إيراني أن رجل الدين الشيعي العراقي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيحصل على مرتبة الاجتهاد في عام 2010، وأن آية الله السيد كاظم الحائري وآية الله السيد محمود هاشمي شارودي رئيس السلطة القضائية في ايران يشرفان على دراسته الحوزوية ليتولى مكانة سياسية ودينية في بلاده. وقال تقرير لموقع quot;تابناكquot; الايراني على شبكة الانترنت الذي يشرف عليه محسن رضائي الامين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام quot;ان زعيم جيش المهدي وبعد ابتعاده عن الساحة السياسية موقتًا فإنه قد وصل بدراسته في قم الى quot;مستوى السطوح الحوزويةquot; المتوسطة . واضاف انه يعمل على الحصول على درجة الاجتهاد عام 2010 . واوضح ان قرار مقتدى مصدر هذا إتخذ بعد أن وصفه منتقدوه بأنه زعيم سياسي وليس دينيًا وعلميًا، وقد تسببت هذه النقيصة بدفع رجل الدين العراقي الشاب الذي ينتمي الى واحدة من أشهر الأسر الدينية العراقية الى تكميل تعليمه للحصول على درجة الاجتهادquot; التي تؤهله إلىإصدار الفتاوى الشرعية التي تلزم مريديه اتباعها .

واضاف ان الصدر الذي استقر في مدينة قم بتلقي الدروس والبحوث الدينية حاليا على يد اثنين من أستاذة الحوزة هما المرجع الشيعي كاظم الحائري الذي يقلده الصدر، وكذا على يد آية الله محمود هاشمي شارودي رئيس السلطة القضائية في ايران .
وقال احد كبار مساعدي الصدر وهو صلاح العبيدي مؤخرًا إن رجل الدين الشاب قد قرر الانعزال عن الناس، وليس الاعتزال ليتفرغ لشؤون دينية ودراسية في علوم الدين وعلاقته بالخالق عز وجل . واضاف ان quot;السيد مقتدى أكد انه في امس الحاجة إلى توثيق علاقته بالله واداء الواجبات الدينيةquot; . وعن مكان وجود الصدر ان كان في مدينة قم او في مدينة النجف قال العبيدي انه غير مخول بالكشف عن مكانهquot;، حرصًا عليه من تحركات الجهات المخابراتية الخارجية او الداخليةquot; غير انه نفى ان يكون الصدر في مدينة قم الايرانية.

واشارت مصادر عراقية الى ان دراسة الصدر الحالية في قم ترمي الى اعداده لتولي مكانة في العراق مشابهة لموقع حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني. وقالت انه يسعى الى أرفع درجة دينية في الفقه الشيعي تؤهله للافتاء في خطوة تأتي لمنافسة المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني. ويقتضي الحصول على درجة الاجتهاد هذه تقديم جديد في العلم الديني وهذا لا يأتي إلا بعد تحضير بحث خارجي، وهو امر يتطلب دراسة تتجاوز الخمس سنوات . لكنه يبدو ان اساتذة الصدر يسرعون بتهيئته ليتولى مكانة سياسية ودينية في العراق .

وتقول المصادر ان حصول الصدر على لقب آية الله سيمهد الطريق امامه مع كبر سن السيستاني الذي يناهز الثمانين وإصابة زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عبد العزيز الحكيم بسرطان الرئة لكي يصبح مرجعا دينيا وسياسيا بعد رحيلهما. وكان الصدر نفسه قد قال إنه في المستوى الثالث من دراسته الدينية والتي يطلف عليها quot;البحث الخارجquot; وتسبق مباشرة مرحلة الاجتهاد أي المرحلة التي يصبح فيها رجل الدين عالماً له رسالته العملية التي يقلده بها الناس وبإمكانه أن يتصدى لإصدار الفتاوى أو الأوامر الدينية العليا.

ونقلت صحيفة الواشنطن بوست عن quot;غيث صبارquot; الذي وصفته بأنه رجل دين مقرب من آية الله السيستاني قوله مؤخرًا إن شهادة الصدر من قم وهي بالطبع لن تكون مكتوبة على غرار الدراسات الأكاديمية مع أنها تكون أصعب من المحتمل ألا تقبل في النجف. واشار الى ان الصدر لا يتمتع بقدرات متميزة وليس مشهورًا بثقافته العلمية الدينية حسب قوله . واشار الى ان المعيار الحقيقي لقوام أو مكانة طالب العلم في الحوزة الدينية يقاس في الأغلب بكم الدروس التي يحضرها عملياً.
وابتداء من الصيف الماضي قرر الصدر الاتصال فقط من خلال ثلاثة أو أربعة مساعدين والذين يغيرهم كل عدة أشهر . وعندما صعدت الحكومة من حملتها ضد الصدريين فإن ضغط هؤلاء قد تصاعد أيضًا على زعيمهم لإنهاء quot;تجميد نشاط جيش المهديquot;، لكنه لم يستمع الى نداءاتهم التي استهدفت الحملة العسكرية العراقية الاميركية ضد اتباع التيار الصدري . فقد نفذت هذه القوات عمليات عسكرية منذ منتصف العام الماضي، قالت إنها تستهدف الخارجين على القانون في اشارة الى مسلحي جيش المهدي التابع للصدر او المنشقين عنه . وعادة ما تتهم القوات العراقية والاميركية هذه العناصر التي تصفها بالمجاميع الخاصة بعلاقة مع ايران وتلقى دعمًا عسكريًا وسياسيًا وماليًا وتدريبيًا منها . وخاض التيار الصدري معارك مع قوات اميركية وعراقية في مديني البصرة والعمارة الجنوبيتين ومدينة الصدر في بغداد منذ اذار (مارس) الماضي استمرت حوالي شهرين وانتهت بفرض القوات العراقية السيطرة بعد التوصل الى اتفاق بين الطرفين . كما تنفذ هذه القوات بين الحين والاخر عمليات مسلحة ضد مكاتب وعناصر التيار الصدري تسفرعادة عن قتل واعتقال عدد منهم .

وقد شطر الصدر اثر ذلك جيش المهدي الى قسمين للمقاومة وللتثقيف الاول مسلح يختص بمقاومة المحتل والثاني عقائدي للتثقيف . وخاطب الصدر عناصر جيش المهدي قائلا quot;يجب عليكم طاعتهم ومن يخالف هذا التقسيم بشقيه فهو ليس مني بشيء وتوخوا في ذلك عدم التحزب والعمل السياسي والدنيوي وابتعدوا عن الرياء والشطط فخير الامور الوسط واجعلوا من اخلاقكم وتعاملكم الحسن هداية للاخرين وهدفًا لهم واياكم والاعتداء باللسان او القول او الفعل وبذلك ستبقى سمعة الجيش العقائدي ناصعة والمقاومة في الوقت نفسه مستمرة ولا تفعلوا فعلا ولا تقولوا قولاً يضر بالمقاومة من ناحية وبسمعة جيش المهدي من ناحية اخرى واعلموا بان اي شخص يتدخل بعمل المقاومة من غير خبرة او ادعاء لها بغير دليل فهو عدوها واياكم والعصيان واوصيكم بالكتمان وتصافي القلوبquot; .

وتفيد تقديرات متفاوتة ان جيش المهدي الذي اعلن الصدر عن وجوده بعد سقوط النظام السابق ربيع عام 2003 يضم حوالي عشرة الاف عنصر . ويشغل التيار الصدري 32 مقعدًا من اصل 275 في مجلس النواب. وكان الصدر امر في منتصف اب (اغسطس) الماضي بتجميد جميع انشطة جيش المهدي على خلفية الاشتباكات التي وقعت في كربلاء واسفرت عن مقتل 52 شخصًا واصابة اكثر من 300 اخرين من الزوار الشيعة الذين قدموا لاحياء ذكرى ولادة الامام المهدي.