بالتزامن مع قرار سوريا بإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان
جعجع يعرض على مبارك رؤيته لترسيم الحدود مع دمشق

نبيل شرف الدين من القاهرة: في إطار التحرك الدبلوماسي اللبناني النشط الذي يمتدإلى عواصم عدة عربية وإقليمية ودولية مهمة، وبالتزامن مع قرار طالما انتظره اللبنانيون من دمشق بإقامة علاقات دبلوماسية للمرة الأولى منذ أن حصل البلدان على الاستقلال عن فرنسا في الأربعينات من القرن المنصرم، اجتمع اليوم الثلاثاء سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، فضلاً عن الوزير عمر سليمان، رئيس الاستخبارات العامة المصرية .

وعقب لقائه مبارك قال جعجع إنه استعرض معه تطورات الأوضاع في الجنوب والشمال اللبناني، ومشكلة مزارع شبعا، وطرح خلال المقابلة مدخلين لحل مشكلة مزارع شبعا ، الأول يتعلق بالاستعانة بعلاقات مصر الدولية ـ خاصة مع الولايات المتحدة ـ من أجل الضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، والثاني إقناع السوريين بتوقيع وثيقة مشتركة مع الحكومة اللبنانية تؤكد quot;لبنانية المزارعquot;، بحيث تقدم للأمم المتحدة لتصبح المزارع تحت أحكام قرار مجلس الأمن رقم 425 وبالتالي تصبح إسرائيل مضطرة للانسحاب منها تنفيذا لهذا القرار، معتبراً أن هذا الحلهو الأسرع والأفضل لتحرير آخر قطعة من الأراضي اللبنانية .

ومضى جعجع قائلاً إنه عرض على الرئيس مبارك الوضع في شمال لبنان خاصة مسألة الانتشار العسكري السوري على الحدود الشمالية مع لبناني وبطول 40 كيلومترا، وأضاف أنه طلب من الرئيس مبارك أن تقدم مصر يد المساعدة للبنان على صعيد المجتمع الدولي لمواجهة هذا الموقف مضيفا أنه من الصعب الحكم على النوايا .

ووصف جعجع هذا الانتشار بأنه غير مفهوم quot;لأنه لو كان يستهدف ضبط الحدود السورية فقط لكان أكثر شمولاquot; وتابع قائلاً quot;إن هذا الانتشار السوري على جزء من الحدود الشمالية اللبنانية يذكرنا بثلاثين عاما من التدخل السوري في لبنان لأننا لا نفهم حقيقة أسبابه فقد ركزت سوريا في انتشار قواتها على منطقة ضيقة وتركت الجزء الاكبر من حدودها وهي الحدود الشرقية الأطول حيث تمتد لمسافة 250 كيلومتراquot; .

رسائل وترتيبات

وتأتي زيارة جعجع إلى القاهرة وسط أنباء تواترت مؤخراً عن اعتزام القاهرة الانفتاح المحسوب دبلوماسياً على الساحة اللبنانية، وفي هذا السياق أكد جعجع أن الرسالة التي تمثلها زيارته لمصر ليست حزبية ولا لمسيحيي لبنان، لكنها رسالة مفادها أن مصر مع لبنان الحر المستقل، وأنها كانت أكبر دولة عاشت الازمة اللبنانية بعمق منذ اللحظة الأولى وساندتها وأشار إلى الشعار الذي طرحه الرئيس الراحل أنور السادات عندما قال quot;ارفعوا أيديكم عن لبنانquot;، على حد قوله .

وردا على سؤال حول مستقبل الحوار الوطني اللبناني، قال جعجع إن هذا الحوار سيكون صعباً للغاية، لكنه في أسوأ الحالات سيكون أفضل من اللا حوار، وأكد أنه سيذهب إليه بعقل مفتوح ونية صافية للتوصل إلى نتيجة ايجابية لصالح لبنان وليس لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة موضحا أن مطلب حزبه وفريق 14 اذار هو أن يصبح القرار استراتيجيا نابعا من الدولة اللبنانية وليس من خارجها أو من أي دولة أخرى .

وردا على سؤال حول استمرار الخلافات اللبنانية اللبنانية بعد انتخاب الرئيس ميشيل سليمان قال جعجع إنه ليس من الصحيح وصف الخلافات في لبنان بأنها خلافات لبنانية لبنانية ، فالوضع في لبنان تعقد بسبب التدخلات الخارجية، مشيرا الى أن هناك نظريتين مختلفتين للدولة اللبنانية بين فريقي 14 آذار والمعارضة خاصة وأن نظرة الفريق الموالي لـ 14 آذار تؤكد أن يكون القرار بكامله، وكذلك كل السلاح بيد الدولة اللبنانية بينما ترى المعارضة توجها آخر .

وأكد سمير جعجع أن انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان خطوة ايجابية للامام ولكنها ليست كافية لحل كل المشكلات وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وأن انتخاب الرئيس اللبناني خطوة مهمة لانه يمثل مرجعية لكل اللبنانيين يتم الرجوع اليها عند حدوث اختلافات في وجهات النظر .

ترسيم الحدود

وشدد على أن مسألة ضبط الحدود تستلزم تنسيقا كاملا مع الجيش اللبناني وليس القيام بعمل انفرادي على جزء من الحدود الشمالية من جانب سوريا، وأضاف أن هدف هذا الانتشار السوري على الحدود مع طرابلس وعكار وهي مناطق مؤيدة لفريق 14 اذار هو الضغط النفسي على المواطنين اللبنانيين في هذه المنطقة قبل الانتخابات النيابية ، ويقول للمواطنين quot;نحن مازلنا هنا ولسنا بعيدا quot;.

وقال ان هذا الانتشار من قبل دمشق يهدف إلى الايحاء للغرب بأن سوريا بصدد التحرك لتنفيذ القرار 1701 الخاص بضبط الحدود وترسيمها مع لبنان ، وجاء في وقت تسعى فيه سوريا إلى تطبيع علاقاتها مع الغرب ، واعتبر هذا الايحاء غير حقيقي .
وردا على سؤال حول تزامن زيارته لمصر مع زيارة ميشال عون (زعيم التيار الوطني اللبناني الحر) لايران وعما اذا كانت هذه الزيارة لمصر تؤكد عروبة مسيحيي لبنان قال جعجع ان هذه الزيارة كانت مقررة منذ فترة طويلة ولكنها تأجلت بسبب اغلاق مطار بيروت بعد أحداث 7 مايو الماضي .

ومضى جعجع قائلاً إن هذه الزيارة ليست لها علاقة بزيارة ميشال عون لإيران لكنها تأتي في إطار العلاقات الوطيدة التي تربط بين مسيحيي لبنان ومصر حيث عاش أكبر حزب مسيحي لبناني وهو حزب بيار الجميل في مدينة المنصورة، كما عاش في مصر رموز الحركة الوطنية اللبنانية من المسيحيين .

كما تطرق جعجع إلى واقعة اعتقال الصحافيين الأميركيين في شمال لبنان من خلال القوات السورية حيث أكد الصحافيان أنهما تعرضا للاختطاف من الاراضي اللبنانية من مدينة طرابلس بينما يقول السوريون إنه تم اعتقالهما أثناء محاولتهما اختراق الحدود، واختتم جعجع متسائلاً : هل كان هذا الانتشار السوري لضبط الحدود حقيقة ؟