الدرع الصاروخي والملف الإيراني وأزمة القوقاز وأوكرانياأبرز عناوينها
رسائل روسية حادة إلى الرئيس الأميركي الجديد

الانتخابات الامريكية
فالح الحمراني من موسكو: ليس من قبيل الصدفة ان يكون الرئيس دمتري ميدفيديف قد زامن قراءة رسالة الرئيس السنوية للبرلمان مع يوم اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية. فانه وكما دلل الفصل الخاص من الرسالة بالامن والعلاقات بواشنطن، اراد ان يوجه رسالة حادة للرئيس الاميركي الجديد بغض عمن يكون، رغم ان الكرملين كان يرجح مثل الكثيرن فوز اوباما. وكان الرئيس ميدفيديف قد قرر في وقت سابق بصورة مفاجئة ارجاء قراء للبرلمان ليوم اعلان نتائج الانتخابات البرلمانانية.

Russia's President Dmitry Medvedev makes his annual state of ...
President-elect Senator Barack Obama speaks to supporters during ...
Russian soldiers pull out of buffer zones around Georgia's ...
File photo of technicians work at a uranium processing site ...
ورغم تفضيلها فوز اوباما الا ان الدوائر الروسية لاتتوقع منه احداث تغيرات جذرية في العلاقات مع روسيا. فليس ثمة مؤشرات على انه سيتراجع عن برنامج نشر الدرع الصاروخية في اوروبا او التخلي عن الدعم الاميركي لضم جورجيا واوكرانيا للناتو. ورغم تعهده بوضع الرهان على تسوية الملف الايراني النووي حصرا بالطرق السلمية فان اوباما سيطالب روسيا تجميد علاقاتها مع طهران في هذا المجال كأداة ضغط لوقف نشاطها النووي. ومن ثم سيثير اوباما كاي رئيس جمهوري اخر قضايا تتعلق بمسيرة الديمقراطية الروسية وخاصة ما يتعلق باحترام التعددية وحرية الكلمة.

وكان الرئيس ميدفيديف قد رد الاربعاء في رسالته للبرلمان على كافة المسائل الخلافية التي يحفل بها ملف العلاقات الروسية ـ الاميركية.ولكن بلهجةغير مهادنة وتتسم بالحدة. وقال ان روسيا لن تتراجع عن القوقاز وستنشر الصواريخ عند تخوم اوروبا وتعزز من قدراتها الدفاعية والهجومية، ولا تخشى الدخول في سباق تسلح او خوض حرب باردة جديدة.

وسترث ادارة اوباما ملفا ثقيلا يتعلق بالعلاقات الروسية ـ الاميركية، بما في ذلك مسالة عقد اتفاقية جديدة لتقليص الاسلحة الاستراتيجية والرقابة عليها، والمواقف المختلف من النزاعات الاقليمية، والعقوبات المفروضة على شركات روسية والقيود على الورادات الروسية.

وتفف الجهات الروسية على قناعة بان اوباما سيضع في اولوياته الخارجية تطوير العلاقات مع اوروبا وليس مع روسيا. وعلى خلاف الادارة السابقة فمن التوقع ان يعير اوباما اهمية اكبر لاوروبا القديمة. رغم استمرار جملة من الخلافات معها.

وتدرك موسكو ان اوباما سيتحول مع مرور الزمن الى رجل المؤسسة الاميركية الحاكمة. وانه لن يعلن القطيعة مع النسق الاعلى المتربع في واشنطن وسيقع بالتدريج تحت تاثيره وبغض النظر عمن سيكون هذا النسق ديمقراطي ام جمهوري، بالاهداف في نهاية المطاف واحدة، ولكن الخلاف على وسائل تحقيقها.

ومن الصعوبة الان التكهن برد فعل اوباما على خطاب الرئيس ميدفيديف الحاد، سوى ان مستشاره لشؤون السياسة الخارجية مايكل ماكفول اكد في تصريح لراديو الحرية الناطق بالروسية ان اوباما ليس برجل حرب باردة، وانه يفكر بطرق اخرى، معربا عن الخشية ان يتحدث الجانب معه بهذا الخطاب.
وربما سيلقي اول لقاء بين الرئيس الاميركي المنتخب والرئيس الروسي الذي يتكيف تدريجيا مع دوره الذي سينعقد قريبا بواشنطن، شئ من الضوء على نوايا اوباما من روسيا، والفاتورة التي ينبغي ان تدفعها.وفي غضون كل هذه الفترة ستضل روسيا متلبسة بالهواجس من الرئيس الاميركي المنتخب رغم الارتياح العام بدخولquot; رجل اسود للبيت الابيضquot;.