بعد إنقطاع وفتور وغيوم ملبدة على مدى سنوات
صفحة جديدة في العلاقات بين الأردن وقطر تلوح في الأفق

رانيا تادرس من عمان: في إنطلاقة جديدة بعد فتور وغيوم ملبدة شابت العلاقات الأردنية القطرية منذ أعوام، تأتي زيارة رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي لتعلن صحفة جديدة في العلاقات بين البلدين اليوم السبت خصوصا أن الاختلاف كان حول مواقف وقضايا سياسية من السهولة تجاوزها لما تتمتع به الدولتان من دور محوري تجاه القضايا العربية. والانطلاقة الرسمية لعودة العلاقات بعد قطيعة دامت عامين توجت بزيارة رئيس الديوان ناصر اللوزي في منتصف الشهر الماضي إلى الدوحة حاملا رسالة من العاهل الأردني إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وفي ظل مرحلة جديدة اتخذت الحكومة الأردنية قرارا بتعيين سفير جديد للدوحة دبلوماسي عمل في طهران وجاء ليكون السفير الأول هو quot; احمد المفلح quot; الذي يعود بعد قطيعة عامين عندما استدعت الأردن سفيرها على خليفة عدم تصويت قطر لمرشح الأردن رعد بن زيد لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة ووصفت الأردن في ذاك الوقت موقف قطر خروجا عن وحدة الصف العربي .

وجذور الخلاف القطري الأردني تتفرع في قضايا رئيسة مهمة خلقت صدعا وهوة خلافات عميقة وبهذا الشأن يقول مراقبون لquot;إيلاف quot; إن جذور الخلاف نشبت منذ عام 1999 عندما تم استبعاد قادة حماس من العاصمة الأردنية وقامت الدوحة باستضافتهم هذا التصرف خلق حالة تحسس لدى الأردن واعتبرته انه quot;اصطياد في الماء العكر quot; . ويستدرك المراقبون سردهم لمجريات الازمات التي وقعت بين عمان والدوحة قولهم إن quot; استغلال قطر لقناة الجريزة التي كانت دائما تنشر مواضيع وتشن هجوما لاذعا عبر برامجها على الأردن فاقم المشكلة إلى جانب اتهام قطر للأردن بأنها تتجسس عليها ولم تقف المناكفات عند هذا الحد بل استمرت لتطال العمالة الأردنية والتضييق عليهم وإبعادهم لاسيما أن قطر تستضيف على أراضيها حوالى 30 ألف أردني يعملون في عدة قطاعات .

وما يزيد من ضبابية مشهد الخلافات القطرية تجاه الأردن بحسب مراقبين quot; هو إحجامها عن الاستثمار في الأردن بل توجهت نحو دول مجاورة رغم التسهيلات الاستثمارية التي تتمتع بها عمان وهذا ما أظهرته الأرقام الرسمية وأن قطر تعد من اقل الدول الخليجية التي تستثمر أردنيا إذ وصلت استثماراتها الى 55 مليون دولار مقابل 14 مليار دولار حجم الاستثمارات الخليجية الأردنية.

ورغم هذه المواقف الشائكة ينظر المراقبون لهذه الملفات أنها سهلة التجاوز خصوصا في ظل رغبة من الطرفين لإعادة العلاقات بصورة قوية ومصالحة لانطلاقة مرحلة تعاون جديدة خصوصا انه من المتوقع أن يتم عقد اتفاقيات تعاون منها اقتصادية وكذلك بحث قضايا سياسية تهم المنطقة العربية وتنسيق المواقف المشتركة حيالها إلى جانب بحث أوضاع العمالة الأردنية ومحاولة جذب المزيد من الاستثمارات القطرية .

وتستمر زيارة الرئيس الذهبي وطاقمه الوزاري المكون من وزراء الصناعة والتجارة والنقل والعمل والطاقة يومين لدولة قطر يلتقي خلالها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكذلك كبار مسؤولين الدولة إذ من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقيات ثنائية وإعادة تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الموقعة بين البلدين.

وحسب معلومات لquot;إيلافquot; انه بات في حكم المؤكد أن تتوج مقدمات زيارة كبار المسؤولين كخطى تمهيدية لزيارة وشيكة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للدوحة في أواخر شهر نوفمبر الحالي.