بومباي: سمعت صباح السبت اصداء اطلاق نار غزير وانفجارات قوية آتية من داخل فندق تاج محل في بومباي حيث يحاول عناصر كومندوس هنود القضاء على الاسلاميين الذين ما زالوا متحصنين فيه.

وهذا الفندق الفخم هو آخر موقع ما زال يتحصن فيه المهاجمون بعد 45 ساعة على شن الهجومات المنسقة على عشرة اهداف في العاصمة الاقتصادية للهند، كما ذكر مسؤولون امنيون هنود. وقد بدأ اطلاق النار والانفجارات بعيد الساعة الرابعة السبت (22,30 ت غ الجمعة)، فانتهت هدنة نسبية استمرت بضع ساعات، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

وقد اعلن مسؤولون امنيون ان وحدات كومندوس ما زالت تواصل خلال الساعات الاولى من صباح السبت عملياتها لضمان امن فندق تاج محل الذي اعتصم فيه اسلامي او اثنان مدججين بالسلاح. وصرح قائد الحرس الوطني الامني جي.كي. دون للصحافيين انه يتوقع انتهاء العمليات قريبا.

هذا و افادت قناة سي.ان.ان-اي.بي.ان عن مقتل 155 شخصا واصابة 327 آخرين بجروح في سلسلة الهجمات التي نفذها المتطرفون. من جهتها افادت قناة quot;ان.دي.تي.فيquot; على موقعها على الانترنت عن مقتل 154 شخصا واصابة 327 آخرين في حين ذكرت وكالة الانباء الهندية استنادا لاحد الوزراء ان الحصيلة النهائية قد تصل الى 200 قتيل. وصرح الوزير سري براكاش جايسوال للوكالة quot;عندما ننتهي من جمع الجثث قد يصل عدد القتلى الى 200quot;.

الى ذلك، اعلن مصدر دبلوماسي الجمعة ان طائرة ارسلتها فرنسا الى بومباي ستصل ظهر غد السبت الى باريس ناقلة حوالى مائة من الاوروبيين بينهم ثلاثون فرنسيا. وكانت السلطات الفرنسية ارسلت الخميس طائرة الارباص آي310 المجهزة بمعدات طبية بعد الاعتداءات في العاصمة الاقتصادية للهند. وليس من المقرر في هذه المرحلة ان تنقل مصابين.

وستنقل الطائرة نوابا اوروبيين ووفدهم الموجودين في بومباي. وكان يرافق النواب الاوروبيين -اسباني والمانيان وبريطانيان وبولندي ومجري- الاعضاء في لجنة التجارة الخارجية في البرلمان الاوروبي، ستة موظفين من البرلمان الاوروبي وثلاثة مترجمين.

القنصلية السعودية في مومباي تنفي وفاة أي سعودي في الأحداث

على صعيد متصل، نفت القنصلية السعودية في مومباي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الهندية المرئية من أنباء عن مقتل اثنين من المواطنين السعوديين وقالت quot;إن القنصل العام شخصيا قام بعد مغرب هذا اليوم الجمعة بالإشراف والوقوف على عملية المسح والمراجعة لعدد خمسة مستشفيات والمخصصة لتلقي حالات الإصابة والوفيات جراء الأحداث الدامية حيث تأكد عدم وجود أي حالة وفاة وعدم صحة هذه المعلومات الأمر الذي أكده كذلك رئيس مركز الجريمة ومكافحة الإرهاب الهندي quot;المسئول عن تلقي البلاغات عن إصابات ووفيات الأجانبquot;.

وأبانت القنصلية في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أنه إلحاقا لما سبق التصريح به في إيضاح ما قامت به من إجراءات فيما يخص متابعة أوضاع رعايا المملكة وانطلاقا من واجباتها تجاه ذلك لمن تواجدوا من الرعايا السعوديين في مكان الحدث نفسه أو في مناطق قريبة منه أو مناطق أخرى أكثر أمنا وإنفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية فقد قامت اللجنة المشكلة من قبل القنصلية لتنفيذ ذلك بعدد من الإجراءات تمثلت بالتنسيق المستمر بينها وبين السفارة في نيودلهي حول المعلومات المتوفرة عن الرعايا السعوديين ومع الجهات الهندية الأمنية والرسمية هاتفيا وكتابيا .

وقامت القنصلية بالرد المستمر على مدار الساعة على اتصالات واستفسارات المواطنين والرعايا السعوديين من الهند ومن ذويهم بالمملكة والتي قدرت بحوالي 440 اتصالا هاتفيا منهم من اتصل أكثر من مرة إلى جانب متابعة أوضاع 14 مواطنا سعوديا نجوا بالخروج سريعا من موقع الحدث لحظة وقوعه منهم 6 أعضاء من القنصلية السعودية بينهم القنصل العام وطفل أحد أعضاء القنصلية إضافة إلى قيام السلطات الأمنية الهندية بتحرير 5 مواطنين سعوديين من فندق تاج محل وتم تقديم الرعاية التامة لهم .

كما قامت بمتابعة جهود الخطوط السعودية التي تقوم بجهود مشكورة في إجلاء المواطنين إلى المملكة واستمرار التنسيق المستمر معها وتأمين تذاكر سفر لـ 12 مواطنا وتوفير حجوزات لـ 12 مواطنا آخر وتأمين السكن ل 6 مواطنين وتوفير الإعاشة للرعايا أثناء تواجدهم داخل القنصلية بانتظار إنهاء إجراءاتهم وفقا للترتيبات التي تتخذها القنصلية.

وقامت القنصلية بمنح تذاكر سفر لعوائل موظفي القنصلية وترتيب حجوزات الطيران لهم لمن رغب ذلك تمهيدا لعودتهم إلى المملكة وتزويد المستشفيات القريبة من موقع الحدث بهواتف القنصلية في حال وصول أي حالة إصابة أو وفاة أي سعودي.

وأكدت القنصلية في تصريحها أن تتابع أوضاع الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في الهند مؤكدة أنهم ولله الحمد يبعدون عن مواقع الأحداث بحوالي 150 كيلو مترا .وقدرت عدد الرعايا السعوديين المتواجدين في مومباي والذين يسكنون بعيدا عن موقع الحدث بما يقارب 150 مواطنا ، مبينة أن المواطنين أبدوا رغبتهم في البقاء في مومباي ، وطلب منهم اتخاذ الحيطة والحذر والاتصال بالقنصلية إذا دعت الحاجة لذلك.