بدء الحملة الإنتخابية وخطة لحماية 6500 مركز إنتخابي
53 ألف مرشح عراقي يتنافسون على 440 مقعدًا

أسامة مهدي من لندن: مع بدء الحملة الدعائية للإنتخابات المحلية العراقية اليوم الإثنين فقد علمت إيلاف quot;أن حوالى 53 ألف مرشح سيخوضونها في نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل للتنافس على 440 مقعدًا بمشاركة 13 مليون ناخب في 14 محافظة عراقية عبر 6500 مركز انتخابي في عموم هذه المحافظات التي ستشهد الإنتخابات من بين 18 محافظة عراقية، إثر تأجيل العملية الانتخابية في اربع منها هي كركوك ومحافظات أقليم كردستان اربيل والسليمانية ودهوك... في وقت أشار فيه رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق ستافان دي ميستورا إلى أن البعثة تقوم حاليًا بتدريب 200 ألف مراقب لمنع عمليات التزوير، إضافة الى إجراءات فنية وتقنية متقدمة ستتخذ للسيطرة على عملية الاقتراع ضمانًا لعدم التلاعب بالأوراق الانتخابية.

وقال مصدر في المفوضية العليا للانتخابات العراقية ان حوالى 53 الف مرشح قد تقدموا لخوض انتخابات مجالس المحافظات العراقية في الحادي والثلاثين من كانون الثاني المقبل للتنافس على 440 مقعدًا فيها. واضاف ان هؤلاء المرشحين ينتمون الى مختلف الطبقات والمهن موضحًا ان مجموع الائتلافات السياسية التي ستشارك في الانتخابات والتي يضم كل منها اكثر من كيان سياسي قد بلغ 36 إئتلافًا. وقال ان العدد النهائي للكيانات السياسية المشاركة قد بلغ 427 كيانًا منها 343 جديدًا و84 كيانًا قديمًا.

توزيع المقاعد على المحافظات

ويبلغ عدد اعضاء مجالس المحافظات 440 مقعدًا تتوزع على 14 محافظة بالإستناد الى عدد السكان في كل منها وفقاً لقاعدة بيانات البطاقة التموينية التي أعدتها وزارة التجارة في التاسع والعشرين من أيلول (سبتمبر) الماضي . وتوزعت المقاعد عبواقع(57) مقعدًا لمحافظة بغداد و (29) مقعداً للأنبار و (35) مقعدًا للبصرة و (28) مقعدًا للقادسية و (26) مقعدًا للمثنى و(28) مقعدًا للنجف و(30) مقعدًا لبابل (29) مقعدًا لديالى و (31) مقعدًا لذي قار و(28) لصلاح الدين و( 27) كربلاء ومثلها لميسان و(37) لنينوى و(28) لواسط . وقد كان للعاصمة بغداد النصيب الاكبير في تسجيل الاحزاب وتخصيص المقاعد بمجلسها حيث سجل 103 كيانات سياسية فيها للتنافس على 57 مقعدًا من خلال اكثر من الف و800 مركز انتخابي. وجاء تحديد المقاعد إستنادًا إلى أحكام المادة (17) من قانون إنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي. وستجري الانتخابات في يوم واحد في بغداد والمحافظات الاربع عشرة الاخرى.

وكان مجلس الرئاسة العراقي قد اقر مؤخرًا القانون الذي تبناه مجلس النواب حول تمثيل الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات عبر تخصيص ستة مقاعد بينها ثلاثة للمسيحيين. وخصص القانون تخصيص مقعد واحد للمسيحيين واخر للصابئة المندائيين في بغداد ومقعد لكل من المسيحيين والشبك والايزيديين في الموصل، إضافة إلى مقعد واحد للمسيحيين في البصرة. يذكر ان انتخابات مجالس المحافظات هذه هي الثانية بعد الاولى التي اجريت في كانون الاول (ديسمبر) عام 2005 خضعت لسيطرة مطلقة للاحزاب الطائفية.

إنطلاق الحملة الانتخابية

وقد انطلقت الحملات الانتخابية للكتل والأحزاب المتنافسة في الانتخابات اليوم مع تكثيف المفوضية العليا للانتخابات استعدادتها لإجراء الانتخابات في موعدها نهاية كانون الثاني المقبل. وقال رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية قاسم العبودي ان المفوضية قطعت أشواطا كبيرة في سياق الاستعداد للانتخابات مؤكدا الانتهاء من تصميم ورقة الاقتراع. وحث المرشحين عمومًا والكتل السياسية على الامتثال لشروط وقواعد السلوك الانتخابي النزيه محذرا من استغلال الدوائر والمؤسسات الحكومية والمناصب الوظيفية في الترويج للمرشحين.

واكد ان عقوبات رادعة ستفرض بحق الاطراف التي تخرق هذه التعليمات موضحا ان العقوبات قد تصل الى حرمان المرشح من خوض الانتخابات اضافة الى غرامات مالية لم يحددها . واشار الى ان المفوضية ستشكل لجانًا خاصة لتلقي الاعتراضات الخاصة بالدعاية الانتخابية وإعطاء الراي فيها. وستتواصل حملات التنافس الانتخابي بين المرشحين على مدى 60 يومًا وتتوقف قبيل موعد اجراء الانتخابات بيوم واحد اي الثلاثين من كانون الثاني .

وقد انهت المفوضية قبل ايام تنفيذ المستوى الثاني لتدريب المدربين على برامج تثقيف الناخبين من قبل دائرة بناء القدرات في المفوضية. وقال مصدر في المفوضية انه تمت الاستعانة بالمدربين الحاصلين على شهادة نصف الاعتماد الدولي من مكاتب المحافظات الانتخابية لتدريب 36 شخصًا وبحضور خبيرة الاتصال بالجمهور من المنظمة الدولية للانظمة الانتخابية. واضاف ان المباشرة بتنفيذ تدريب المستوى الهرمي الثالث جرت لمدراء المراكز الفرعية في مكاتب المحافظات تدريبا ميدانيأ وبعدد (449) مدير مركز فرعي موزعين على عموم محافظات العراق وباشراف مدربي مكاتب المحافظات من الذين دخلوا ورش تدريب المدربين على برنامج تثقيف الناخبين.

اجراءات لمنع التزوير والتلاعب

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق ستافان دي ميستورا ان معايير جديدة قد صممت لمنع التحايل والتزوير في الانتخابات محذرا في مؤتمر صحافي في بغداد امس من محاولات بعض الكيانات والأفراد لتعطيلها. وأكد أهمية هذه الانتخابات قائلاً إنها لا تتعلق بالشأن السياسي فقط وإنما تتعداه لتشمل الخدمات الأساسية والصحة وحقوق الإنسان وتوفير الوظائف وغيرها من المجالات الحيوية التي تهم المواطن العادي. واشار الى ان إن الأمم المتحدة ساعدت مفوضية الانتخابات على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تزوير انتخابات مجالس المحافظات وقال أنها ldquo;دربت أكثر من 40 ألف مراقب وستعمل على تدريب مراقبين آخرين ليكون العدد 200 ألف لمنع عمليات التزوير اضافة الى إجراءات فنية وتقنية متقدمة ستتخذ للسيطرة على عملية الاقتراع ضمانا لعدم التلاعب بالأوراق الانتخابيةquot; رافضًا الكشف عن هذه الطرق لأنها ldquo;من أسرار العملية الانتخابيةrdquo;.

واوضح quot;أن 62 يومًا يفصلنا عن موعد أهم انتخابات في تاريخ العراقquot; وخاطب العراقيين قائلاً quot;إن هذه الانتخابات انتخابات لكم وهي الانتخابات التي طالما أردتموها وهي الأولى التي تنظمونها بأنفسكمquot;. وأضاف أن انتخابات مجالس المحافظات ستحدث فرقًا في الحياة اليومية للمواطن العراقي إذ ستقوم مجالس المحافظات المنتخبة بتقديم خدمات أكثر ودعم أكبر للمجتمعات المحلية في العراقquot;. وقال لذا quot;دعونا أن نسعى بان يدلي كافة العراقيون بأصواتهم فهذا حق لهم وواجب عليهم وفرصة لاختيار من يحظي بثقتهمquot;. وتعتبر إجراءات مكافحة التزوير من الأمور الهامة لمنع أي محاولة للتلاعب بنتائج الانتخابات.

ومن جانبه، حثّ رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري وسائل الإعلام كافة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني على التقدم بطلباتهم إلى المفوضية لمراقبة العملية برمتها. وقال ان قانونًا للعقوبات تم وضعه من قبل المفوضية سيطبق بحق الكيانات السياسية التي تقوم بخروقات في الانتخابات سواء في حملتها الانتخابية أو في الانتخابات، سمي بقانون الجرائم والعقوبات الانتخابية. وأوضح الحيدري أن quot;من بين العقوبات التي نص عليها القانون هو حرمان الكيان السياسي من الأصوات التي حصل عليها في محطة أو أكثر إذا كان هناك عملية تزوير . وأكد ان الإجراءات الانتخابية قد استكملت حيث ستباشر الكيانات بحملاتها في الانتخابات موضحا أن quot;المفوضية بانتظار رد هيئة اجتثاث البعث على أسماء المرشحين الذي من المقرر أن يأتي غدًا الثلاثاءquot;.

مراكز انتخابية خاصة بالمهجرين

وأعلنت مفوضية الانتخابات أنها وضعت خططًا لتسهيل مهمة إدلاء المهجرين بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات . وقال رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية القاضي قاسم العبودي إن المفوضية استحدثت محطات إنتخابية خاصة بالمهجرين في جميع مراكز الإقتراع بالبلاد موضحا أن هذه الالية ستوفر مرونة كبيرة في عملية الاقتراع بالنسبة للعوائل المهجرة. وكشف العبودي عن إعداد حقل خاص في البطاقة الانتخابية للمهجرين يتضمن اسم محافظتهم والمرشح الذي يرومون انتخابه. وعن طريقة فرز الاصوات الانتخابية بين رئيس الادارة الانتخابية أن المحطات ستبدأ عمليات الفرز حال غلق صناديق الاقتراع وتجميع بطاقات التصويت ورزمها وإرسالها الى المكاتب الانتخابية في المحافظات ومن ثم نقلها الى المركز الوطني في بغداد كما نقل عنه المركز الوطني للاعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلاف.

واشار الى ان عملية فرز الاصوات ستتم الكترونيا في المركز الوطني للعد والفرز في بغداد على وفق التقنيات الحديثة المطبقة في بلدان العالم الاخرى. واوضح ان احتساب الاصوات الكترونيًا سيؤمن الشفافية العالية والدقة في احتساب حصة كل مرشح معربًا عن امله في تأمين السرعة في الاداء واعلان النتائج بوقت أسرع عما تطلبته التجارب الانتخابية السابقة.

ومن جهته، أكد وزير المهجرين والمهاجرين عبد الصمد رحمن سلطان ان الانتخابات المحلية المقبلة ستشهد مشاركة كبيرة للنازحين والمهاجرين وحتى العائدين مشيرًا الى اهمية نشر وسائل الاعلام للحقائق والآليات المطلوبة وتوجيه الناخبين لخطوات هذه العملية . واشار سلطان الى ان الانتخابات ستحدد المسار والمصير للمستقبل السياسي في العراق مما يتوجب على كل نازح ومهجر المشاركة وتحقيق نجاح سياسي . واضاف ان للنازحين والمهجرين دور كبير في العملية لانهم يمثلون شرائح واسعة وكبيرة ويجب حثهم على المشاركة من خلال تقديم التوصيات والتعليمات الكافية والتي من شأنها ان تقودهم الى الادلاء باصواتهم وارائهم بشكل صادق وبالاعتماد على وسائل الاعلام التي لها دور كبير في نشر الحقائق والآليات وتوجيه الناخبين لخطوات هذه العملية الديمقراطية.

خطة عسكرية لأمن الانتخابات

وقد كشف الناطق باسم أمن الانتخابات اللواء ايدن عمر عن ان مؤتمرًا امنيًا سيعقد الاربعاء المقبل لاطلاع المواطنين والراي العام على تفاصيل خطة العمل الامني قبيل الانتخابات ويومها. وقال في تصريح صحافي ان وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني والاطراف الأمنية الوطنية الساندة أنهت تحضيراتها بعد ان شكلت فرقا لحماية اكثر من 6500 مركز انتخابي موزعة في العاصمة وعموم محافظات البلاد باستثناء اقليم كردستان وكركوك.

واضاف أن عملية تامين الانتخابات ستكون ذات سمات عراقية كاملة مبينا ان دور القوات متعددة الجنسيات سيقتصر على الاسناد في حال الضرورات القصوى . وفي إشارة الى استنفار كامل الجهاز الامني الوطني يوم الاقتراع المح اللواء ايدن الى أن عناصر القوات الامنية ربما سيدلون بأصواتهم في الانتخابات قبل موعدها المقرر. وقال ان قيادات القوى الامنية تعقد اجتماعات متواصلة مع الاطراف المسؤولة عن ترتيب الانتخابات ومناقشة اي فكرة تخص شفافيتها وسير عملية الاقتراع بالاسلوب الأمثل.

واشرفت بعثة حلف الاطلسي quot;الناتوquot; للتدريب في العراق الاثنين الماضي على تمرين عسكري تعبوي لتامين اجراء الانتخابات اطلق عليه quot;القيادة والسيطرةquot;.وشارك في التمريـن عسكريون مـن المراكـز الوطنيـة ومركـز العمليـات الوطنـي التابـع لرئيـس الـوزراء ومركـز القيـادة الوطنيـة فـي وزارة الداخليـة العراقيـة ومركـز العمليـات المشـتركة فـي وزارة الدفـاع بالأضافـة الـى مراكـز الجيـش والشرطـة المحليـة. وهـدف التمريـن الـى تحسـين اجـراءات الكـوادر والأتصـالات بيـن مراكـز العمليـات الوطنيـة والمحليـة مـن أجـل ضمـان أن يتـم التصويـت خلال عمليات الانتخاب ضمـن بيئـة آمنـة ومحكمـة. وحضرت هـذا التمريـن بعثـة من عسكريي حلف الناتـو للتدريـب فـي العـراق وقـوات التحالـف بصفـة مراقـب.