بيروت:
تتجه الأنظار إلى الزيارة التاريخية التي سيقوم بها رئيس كتلة (الاصلاح والتغيير) النيابية النائب اللبناني ميشال عون إلى سوريا والمتوقع أن تبدأ يوم غد وتستمر لعدة أيام. وتكتسب زيارة عون اهمية خاصة كونها تفتح صفحة جديدة مع سوريا لكنها لن تكون زيارة للالتفاف على الدولة اللبنانية بل دعما لها كما اكد عضو كتلة (الاصلاح والتغيير) النائب نبيل نقولا.

واكد نقولا في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا quot;هو من صلاحيات الدولة اللبنانية وليس من صلاحيات اي فئة لبنانية ان تذهب وتقوم بعملية التطبيعquot;. واردف ان quot;التطبيع يكون بين دولة واخرى وهذه زيارة يقوم بها زعيم لبناني الى سوريا لدعم لبنان الرسمي والشعبيquot;.

وردا على سؤال اكد نقولا ان quot;المصالحة بين سوريا والعماد عون تمت منذ زمن بعيد عندما كانت سوريا تتعرض لهجمة وكان العماد عون من المدافعين عن سوريا بمواقفهquot; معتبرا ان المصالحات لا تحتاج الى quot;تقبيل اللحىquot;. واشار الى ان الزيارة quot;ستتم وفقا لدعوة رسمية تلقاها من المسؤولين الرسميين السوريين quot;وسيكون له لقاءات على ارفع المستويات بالاضافة الى جولة على عدد من المناطق والاماكن المسيحية المقدسة في سوريا.

ووضع نقولا زيارة العماد عون الى سوريا في اطار quot; دعم السلطة اللبنانية quot; في الزيارات التى تمت مؤخرا الى دمشق وايضا من اجل مصلحة كل لبنان. ونفى نقولا ردا على سؤال ان يكون هناك اي علاقة لزيارة عون الى سوريا بموضوع الانتخابات النيابية المرتقبة في لبنان في الربيع المقبل. واكد نقولا ان quot;نبض الشعب اللبناني هو الاستقرار والمصالحات والهدوء في هذه المنطقة وليس نبض التقاتل والتصادم والتقسيم الذي ولى الى غير رجعةquot; داعيا الى quot;ركوب قطار السلامquot;.

يذكر ان العماد عون تراس الحكومة العسكرية عام 1988 واستمر الى ما بعد اتفاق الطائف في العام 1989 ورفض هذا الاتفاق الذي انتخب بموجبه الرئيس اللبناني الراحل رينيه معوض الذي اغتيل بعد اسبوعين من انتخابه. وخاض عون انذاك معارك طاحنة ودامية مع الجيش السوري في لبنان تحت عنوان quot; حرب التحريرquot; كانت نتيجتها لجوء العماد عون الى السفارة الفرنسية في بيروت لينفى لمدة 15 عاما امضاها في باريس.

وتترقب الاوساط السياسية اللبنانية نتائج هذه الزيارة اذ تكتسب بعدا سياسيا يتمثل بالمصالحة التاريخية بين العماد عون والقيادة السورية بما يطوي صفحة دموية وصمت العلاقة السابقة بين الجانبين.