الغالبية النيابية بلبنان تتصدى لزوار سورية

دمشق: أعلن مصدر رسمي ان الزعيم المسيحي في الاقلية البرلمانية اللبنانية النائب ميشال عون وصل الى دمشق صباح الاربعاء في بداية زيارة لسوريا. واوضحت الوكالة ان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد كان في استقبال العماد عون لدى وصوله الى مطار دمشق الدولي في زيارة quot;تستمر عدة ايامquot;. وترتدي هذه الزيارة الاولى لعون اهمية كبرى بالنظر الى تاريخ النزاع الطويل بين الطرفين.

وسيتوجه عون على الفور الى قصر الشعب (القصر الرئاسي) حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد. واضاف ان العماد عون سيعقد في قصر الشعب اثر لقائه الاسد مؤتمرا صحافيا. ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير ما مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.

ولم ينشر البرنامج الرسمي لزيارة عون التي ستستمر حتى الاثنين quot;مبدئياquot;، حسبما ذكر القيادي نفسه لوكالة فرانس برس موضحا انه quot;سيتم الاعلان عن برنامج كل يوم بيومهquot;. كما سيلقي عون محاضرة في كلية الهندسة في جامعة دمشق الخميس. وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها العماد عون الى دمشق بعد سنوات التوتر في علاقاته مع دمشق اثناء الوجود السوري في لبنان الذي استمر ثلاثة عقود. وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) quot;حرب تحريرquot; ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.

وقد اطاحته في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد عون الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية. واثارت زيارة quot;التعارف والصداقةquot; الى سوريا، كما وصفها عون، عاصفة من ردود الفعل في بيروت ولا سيما من فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية).

وقد اعتبر عون في وقت سابقان زيارته سوريا هي تأريخ لنهاية مرحلة قديمة وبداية مرحلة جديدة قائمة على تنقية الوجدانين السوري واللبناني بعد محطات سيئة تاريخياً، وعزا معارضة البعض لزيارته الى أسباب عدة منها خوفهم من أن تسلمه سوريا سجلاتهم العدلية التي تفضح ما ارتكبوا من خطايا. عون وفي حديث إلى صحيفة quot;الوطنquot; السورية، لفت إلى أن المطلوب اليوم إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية وموضوع ترسيم الحدود، ومسألة المفقودين.

وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت الى انه في حال شنت إسرائيل هجوما على لبنان وسوريا في آن واحد، فإن الإستراتيجية الدفاعية تتخذ تلقائياً طبيعة الجبهة الواحدة، مؤكداً أن الأرض اللبنانية ستكون ممنوعة على إسرائيل لاستخدامها كممر لضرب سوريا. كما أعرب عون عن رضاه عن التنسيق الأمني اليوم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، مشيراً إلى أن الأمن المشترك هو أمر ملزم بين دولتين جارين، إذ ان أمن لبنان من سوريا مسؤولية سورية، وأمن سوريا من لبنان مسؤولية لبنانية وعلى كل دولة أن تتولى مسؤولية ضبط حدودها وأمنها كي تحفظ أمن جارتها.

ودعا عون فريق 14 آذار ليتوقف عن الحديث عن السيادة والاستقلال quot;فعندما كنا نطالب بالاستقلال كانوا يهزؤون ويطلقون عبارات مخجلة فيقولون: أي استقلال في عصر العولمة؟ فهل يحق لهم اليوم أن يعلمونا السيادة والاستقلال؟ هل يكون الاستقلال باتخاذ قرارات مضرة بمصالح حيوية لدول مجاورة؟ أن بلوغ الاستقلال هو كبلوغ سن الرشد، على الدولة المستقلة الحرة أن تفهم أنه لا يحق لها إيذاء جيرانها بغية ممارسة حريتها وسيادتهاquot;.