الرئيس السوري كان سيستقبل عون في المطار وquot;مجلس العائلةquot; اعترض
quot;الجنرالquot; في دمشق : من quot;تكسير رأس الأسدquot; إلى الإشادة

عون يلتقي الأسد متحديا الأغلبية النيابية والحريري يدعو للندية مع دمشق

عون يدافع عن زيارته الوشيكة لسوريا

دمشق: عون يبدأ اليوم زيارة إلى سوريا تستمر خمسة أيام

الغالبية النيابية بلبنان تتصدى لزوار سورية

عون يلتقي الأسد متحديا الأغلبية النيابية والحريري يدعو للندية مع دمشق

إيلي الحاج من بيروت: تابع اللبنانيون من مواقع ومواقف مختلفة وقائع زيارة النائب الجنرال ميشال عون لدمشق ولا سيما لقاءه الرئيس السوري بشار الأسد، والمؤتمر الصحافي الذي عقده إثر اللقاء رئيس حكومة العسكريين السابق. ولعل مرد الإهتمام إلى أن جيلاً من اللبنانيين عاش quot;حرب التحريرquot; التي أعلنها الجنرال عون ضد الجيش السوري عام 1989 وانتهت إلى عقد إتفاق الطائف ثم إخراجه بالقوة من القصر الجمهوري فنفيه 15 عاماً إلى باريس في ظل ما سمي quot;عهد الوصايةquot; حتى عودته إلى لبنان في ظل quot;ثورة الأرزquot; التي أخرجت الجيش السوري في لبنان بالتقاء غالبية من المسيحيين والمسلمين إثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وما تلى ذلك من افتراق الجنرال عون عن قوى الغالبية quot;14 آذار/ مارسquot; وتفاهمه الذي تحوّل بالتدريج تحالفاً مع quot;حزب اللهquot; الحليف الرئيس لإيران ثم لسورية في لبنان ، ما مهّد للجنرال الآتي من مكان سياسي قصي الإنخراط في خطاب وسياق سياسي مغايرين لما عرف به تاريخيا، وهو من تباهى بأنه صانع quot;قانون محاسبة سوريةquot; في واشنطن، فضلاً عن مساهمته الكبيرة بالتعاون مع أكثر من لوبي في الولايات المتحدة لوضع القرار 1559 الذي قضى بخروج الجيش السوري من لبنان وعدم الإعتراف بشرعية الولاية الممددة للرئيس الذي اعتبر دولياً quot;صنيعة دمشقquot; إميل لحود.

وثمة سبب آخر للإهتمام الزائد هو شخصية الجنرال عون المثيرة للجدل والتي يرى لبنانيون كثر أن الحياة السياسية في هذه البلاد لكانت مملة لولاه، فضلاً عن مشاعر متناقضة تتعلق بالرجل وتثيرها زيارته لدمشق. فبعض من محبيه ممن يقتنعون عاطفياً بكل ما يقول ويقرر لم تثر لديه الزيارة تساؤلات كبيرة، وبعض آخر تملكه الوجوم وتحدث همساً عن quot;إنتحار سياسيquot;. فيما خصوم عون يفركون أيديهم فرحاً بالخطوة التي أقدم عليها لاعتقادهم أنها تعطيهم سلاحاً قوياً لمحاربته وإلصاق تهمة quot;خيانة الذات أقلهquot; على قاعدة عبارة شهيرة له إنه لا يرضى بأقل quot;من تكسير رأس (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسدquot; . ويعقد هؤلاء الخصوم إجتماعات لتقويم المرحلة التالية بعد الزيارة وعرض التوقعات والإستنتاجات ولاإنعكاسات لا سيما على صعيد التحالفات وتوزيع اللوائح للإنتخابات النيابية المقبلة في الربيع.

وفي شكليات الإستقبال أكد لـ quot;إيلافquot; سياسي لبناني من زوار دمشق الدائمين أن الرئيس السوري كان سيخف إلى استقبال النائب الجنرال عون في المطار إبرازاً للأهمية الكبيرة التي تعلقها سورية عليه ولإظهار مدى الإحترام والتقدير اللذين تكنهما له ، لكن quot;مجلس العائلةquot;- إذا صح التعبير- نصحه بالعدول عن هذه الفكرة والإكتفاء بإرسال طائرة الرئاسة السورية الخاصة لتقل عون من بيروت على أن يستقبله في المطار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ويسير معه على سجادة حمراء. وذلك خشية أن يفسر التكريم المفرط والمبالغ فيه تدخلاً مفضوحاً في السياسة اللبنانية يثير استياء لدى رسميين في لبنان، خصوصا أن لا صفة لعون سوى أنه نائب ورئيس تكتل في البرلمان.

اقتنع الأسد ، بحسب السياسي المذكور، لكنه عند إستقباله عون في مقر الرئاسة quot;قصر الشعبquot; حرص على أن يجلسه في المكان الذي يجلس فيه الرئيس السوري عادة، بينما جلس هو في مكان من يزوره. تصرف يقول عارفو الرئيس السوري إنه يحصره في من يؤدون خدمات جلى لسورية، مشيرين إلى أن الرجل في إحدى المرات النادرة أجلس الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص على الكرسي نفسه.

وذكر بيان رئاسي سوري أن الرئيس بشار الاسد أشاد بـquot;المواقف المبدئية والوطنيةquot; للجنرال عون، وبادله عون مشيداً بـ quot;مواقف سوريةquot;.