مكة المكرمة-غزة: انحى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت باللائمة على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في منع الاف الفلسطينيين من الذهاب للحج هذا العام قائلا ان اسرائيل نفسها لم تمنع الحجاج من اداء شعائر الحج. وقال عباس للصحفيين خلال مناسك الحج في مكة المكرمة quot;يؤسفني قرار حركة حماس منع حجاج قطاع غزة من أداء مناسك الحج لهذا العام بعد منعهم من السفر عبر معبر رفح.quot;

واضاف ان هذه هي المرة الاولى في تاريخ الشعب الفلسطيني التي يمنع فيها الحجيج مضيفا أن اسرائيل لم تمنعهم قط. وقال الرئيس الفلسطيني quot;ان من لم يتمكن هذا العام من اداء الحج من غزة سيحتفظ بحقه للعام المقبل.quot; ومنع الحجاج الفلسطينيون من مغادرة قطاع غزة عبر مصر يوم السبت للتوجه الى مكة. والقت كل من حركة حماس ومنافستها حركة فتح باللوم على الاخرى في عدم سفر الحجاج. وتدخلت المملكة العربية السعودية ايضا في النزاع بعد ان منحت تأشيرات سفر للفلسطينيين المسجلين من خلال السلطة الفلسطينية التي تديرها حركة فتح.

وقد طلبت حماس من السعودية اعطاء تأشيرات لنحو 3000 شخص حاولوا القيام بالحج عن طريق سلطات حماس في غزة وقالت بعض الشخصيات في حركة حماس انها ستمنع اي شخص من مغادرة غزة لاداء مناسك الحج ما لم يحصل حجاجها الثلاثة آلاف على موافقة السلطات السعودية.

وقال عباس ان هذه هي المرة الثالثة في تاريخ الاسلام التي يمنع فيها الحجاج من التوجه الى الكعبة المشرفة. وقالت السعودية هذا الاسبوع انها ستكون مستعدة لاستقبال الحجاج الفلسطينيين الذين يصلون للحج متأخرا . وقال عباس ان عدد الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من الحج هذا العام يقدر بالالاف.

احتمال إنهيار البنوك في غزة

وبشأن الوضع في غزة، قال البنك الدولي ان الحصار المُشدد الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس تسبب في نقص للسيولة يُنذر بانهيار بنوك في القطاع. وعبر صندوق النقد الدولي عن القلق أيضا وقال ان تصاعد الأزمة في غزة يخاطر بتعزيز النشطاء الذين يملكون إمدادات بديلة من السيولة والسلع بفضل أنفاق تهريب عبر الحدود مع مصر. وقد أغلقت فروع البنوك في أنحاء قطاع غزة منذ يوم الخميس لنقص الأموال اللازمة للقيام بعملياتها المعتادة.

وشددت اسرائيل إغلاق الحدود مع قطاع غزة خلال الشهر المنصرم مع اشتداد العنف عبر الحدود الأمر الذي خنق السيولة في البنوك. وقال البنك الدولي في بيان quot;أزمة السيولة قد تؤدي الى انهيار النظام المصرفي التجاري في غزة.quot; وحذر من ان ذلك قد يكون له quot; عواقب إنسانية خطيرة.quot; وحث البنك اسرائيل على quot;المسارعة الى إعادة السيولة النقدية في فروع البنوك في غزةquot; قبل عطلة عيد الأضحي التي تبدأ يوم الاثنين.

وسمحت اسرائيل يوم الخميس بدخول كميات محدودة من الغذاء والإمدادات الطبية لكن لم يتضح متى ستسمح بدخول النقد الى قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي يوجد مقر حكومته المدعومة من الغرب في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي انه لا توجد سيولة نقدية كافية في غزة لدفع رواتب الموظفين الحكوميين الذين يزيد عددهم على 77 ألفا.

وقال فياض ان المطلوب 250 مليون شيقل (63 مليون دولار) لدفع هذه الرواتب لكن بنوك غزة ليس لديها سوى 47 مليون شيقل. وقد شددت اسرائيل الحصار على غزة منذ غارة مميتة لقواتها في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني أعقبتها فورة من الهجمات الصاروخية من جانب نشطاء غزة. وزاد إغلاق المعابر الحدودية من المصاعب التي يلقاها كثير من سكان غزة وعددهم 1.5 مليون نسمة.

وقال صندوق النقد الدولي في بيان ان الموظفين الحكوميين الفلسطينيين الذين يفتقرون الى السيولة يمكن أن يصبحوا هدفا سهلا للتجنيد في صفوف جماعات النشطاء. وأضاف quot;عجز الموظفين عن سحب أجورهم والمستفيدين من المساعدات عن سحب المبالغ المخصصة لهم يثير مخاوف من أنه.. بمرور الوقت.. ستتحول تلك الجماعات الى فرص وظيفية ومزايا يوفرها القادرون على الحصول بسهولة على السيولة من مصادر أخرى (مثل من خلال الانفاق بين مصر وغزة).quot;

وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان 15 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت من غزة على اسرائيل منذ يوم الخميس ولكن لم يصب أحد بسوء. وقال مسؤول دفاعي اسرائيلي ان إغلاق القطاع سيظل ساريا يوم الاحد. وعَبَر معاون لمبعوث السلام في الشرق الأوسط توني بلير عن تفهمه للمخاوف الأمنية لإسرائيل لكنه قال ان إغلاق غزة يأتي فيما يبدو بآثار عكسية.

وقال المعاون فارس حداد زيرفوس في بيان quot;ان خلق فرص لحصول النشطاء على الأموال ليس نتاج دخول سيولة الى غزة ولكنه نتاج واردات وعمليات السوق السوداء المزدهرة في القطاع والتي زادت ربحيتها من جراء إغلاق المعابر مع اسرائيل.quot;