أثينا: استعد محتجون مناهضون للحكومة لاغلاق الاعمال وخدمات النقل والخدمات العامة في اضراب عام بشتى أنحاء اليونان يوم الاربعاء بعد أن تأججت الاضطرابات في البلاد في أعقاب مقتل فتى برصاص الشرطة يوم السبت.
ودعا الاشتراكيون المعارضون الحكومة المحافظة للاستقالة في الوقت الذي اشتبكت فيه شرطة مكافحة الشغب مع محتجين خارج برلمان اليونان وفي ضواحي أثينا يوم الثلاثاء.
واشتبك شبان مع الشرطة خارج مقبرة حيث شيع أكثر من خمسة الاف معز يرتدون السواد جنازة الفتى الكساندروس جريجوروبولوس (15 عاما) الذي قتل برصاص الشرطة.
وقال جورج باباندريو زعيم الحزب الاشتراكي المعارض خلال مراسم تأبين للفتى أشعلت فيها الشموع quot;نعتقد أن هذه أزمة أعمق بكثير.. أزمة اجتماعية وأزمة أخلاقية. لدينا حكومة عاجزة عن تنفيذ القانون.quot;
واندلعت أسوأ اضطرابات مدنية في اليونان منذ ما بعد الحكم العسكري عام 1974 عندما قتلت الشرطة جريجوروبولوس يوم السبت.
وأجج مقتله الاستياء من فضائح الحكومة والسياسات الاقتصادية في الوقت الذي تعاني فيه اليونان من اثار الازمة الاقتصادية العالمية.
والتقى رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس الذي يتمتتع بأغلبية بسيطة في البرلمان مع زعماء سياسيين في محاولة لبناء جبهة موحدة ضد العنف وطلب من النقابات العمالية الغاء الاضراب العام يوم الاربعاء.
وقال quot;علينا جميعا أن يكون لنا موقف واحد مناهض للاعمال غير القانونية وأن ندين العنف والتخريب والنهب بوضوح.quot;
ورفضت النقابات العمالية دعوته وسينظم الاضراب خارج البرلمان الساعة 0900 بتوقيت جرينتش مما قد يؤدي الى مزيد من أعمال العنف. وسيوقف الاضراب جميع الخدمات العامة والاعمال وسيوقف وسائل النقل.
ويقدر حجم الاضرار الناجمة عن اشعال النيران في متاجر وبنوك وسيارات بملايين اليورو. وتعهدت الحكومة التي تراجعت شعبيتها بشكل كبير وراء الاشتراكيين بدفع تعويضات.
وفاز كرامنليس بالانتخابات عام 2004 قبل وقت قصير من بدء دورة الالعاب الاولمبية في أثينا التي عززت مشاعر الفخر لدى اليونانيين.
ولكن سلسلة من الفضائح المرتبطة بوزراء والاجراءت الاقتصادية الخاطئة وسط الازمة المالية العالمية غيرت هذه الاجواء بشكل كبير بعد ذلك بأربعة أعوام.
وامتدت أعمال الشغب بشكل سريع الى عشر مدن على الاقل في شتى أنحاء اليونان التي يقطنها 11 مليون نسمة بما في ذلك جزيرتا كريت وكورفو. واحتج يونانيون بالخارج أيضا في باريس وبرلين ولندن ولاهاي.
واتهم ضابط شرطة بقتل جريجوروبولوس. وذكرت الشرطة أن الضابط أطلق ثلاثة أعيرة نارية تحذيرية بعد أن هاجم 30 شابا سيارته يوم السبت الا أن شهود عيان قالوا انه صوب سلاحه مباشرة نحو الفتى.