المطعم المستهدف يقصده شيوخ العشائر ووجهاء ومسؤولين
164 قتيلاً وجريحاً بتفجير انتحاري في مطعم مزدحم بكركوك

كركوك: قُتل 55 شخصاً وجُرح 109 في انفجار نفذه مهاجم انتحاري بمدينة كركوك العراقية الخميس، وفق ما أكدته مصادر الشرطة المحلية، التي قالت إن العملية استهدفت مطعماً مزدحما بالزبائن في ساعة الذروة شمالي المدينة. وأشارت معلومات أولية غير مؤكدة أن الانتحاري قاد سيارته إلى مكان يقع بالقرب من موقع الحادث، ثم غادرها ودخل المطعم حيث فجّر سترة مفخخة كان يرتديها، في حين أبدى مسؤولون خشيتهم من وجود أطفال بين الضحايا، إذ أن المطعم يضم ساحة مخصصة للهوهم. ويأتي الهجوم في عيد الأضحى، حيث تزدحم المحال والحدائق والمطاعم العراقية بالزوار، إلى جانب أن المطعم المستهدف يقع في شارع رئيسي مزدحم يصل بين كركوك ومدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وقال معاون قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف ان quot; ما لا يقل عن خمسة واربعين شخصا قتلوا واصيب 93 اخرون عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط مطعم شمال كركوك (255 كلم شمال بغداد) على الطريق باتجاه اربيلquot;. واضاف ان ثلاثين جريحا في حالة حرجة. وكان يوسف اعلن في السابق مقتل ثلاثين شخصا وجرح حوالى ثمانين.

ووقع التفجير خلال اخر يوم من عطلة عيد الاضحى التي تنتهي الخميس فيما كان المكان الذي يبعد مسافة 15 كلم عن وسط كركوك يشهد اقبالا واسعا. ويقصد مطعم quot;عبد اللهquot; زبائن من مختلف القوميات العربية والكردية والتركمانية والمسيحيين. وتضاربت المعلومات حول اسباب الانفجار. فقد قال احد العاملين في المطعم عباس فاضل ان quot;انتحاريا دخل الجناح المخصص للعائلات وفجر نفسه بينهاquot;. يشار الى ان المطعم مقسم الى ثلاثة اجنحة واحد للعائلات واخر لشيوخ العشائر والوجهاء والمسؤولين، وثالث للذكور.

واكدت مصادر في وزارة الدفاع رواية العامل بينما قال مصدر في وزارة الداخلية ان quot;سيارة مفخخة استهدفت مطعم عبد الله على الطريق الرئيسي شمال كركوكquot; مشيرا الى quot;وجود نساء واطفال بين الضحاياquot;. ويسيطر على منطقة شمال كركوك حيث يقع المطعم الحزبين الكرديين الرئيسيين الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجهورية جلال طالباني. ونقل القتلى الى مستشفى quot;آزادquot; في حين نقل الجرحى الى مستشفى كركوك العام. وشاهد مراسل فرانس برس المصابين ممددين ارضا تغطي الدماء غالبيتهم، وقال الطبيب محمد عبد الله quot;هناك الكثير من الضحاياquot; دون ان يحدد عددهم.

من جهته، قال رزكار محمود (24 عاما) الذي كان جالسا وسط المطعم مع والده وزوجته واطفاله ان quot;المكان كان مكتظا عندما وقع الانفجار فتطاير الزجاج والجدران العازلةquot;. واضاف محمود المصاب بجروح في ساقه بينما كان مستلقيا على فراش بسيط وسط مستشفى كركوك العام quot;لا اعرف اين والدي وابنائي او ماذا حل بهمquot;. من جانبها، قالت رزقية اوجي (49 عاما) المستلقية في احدى غرف المستشفى quot;كنت مع اثنين من ابنائي واحفادي في المطعم (...) وفقدت حفيدتي البالغ عمرها اربعة اعوامquot;. واضافت رزقية وهي تذرف الدموع وملابسها مخضبة بالدماء اثر اصابتها بجروح في يدها وساقها quot;لا اعرف ماذا حل بولدي الاثنينquot;.

وفي مدخل قسم الطوارئ، جلس طفل عمره لا يتجاوز عمره خمسة اعوام يبكي والديه اللذين قضيا بالانفجار. واقامت الشرطة حواجز في وسط كركوك طالبة من المارة التوجه الى المستشفيات للتبرع بالدم نظرا لكثرة المصابين. ويسود التوتر بين القوميات التي تسكن كركوك من عرب واكراد وتركمان. وعملية المطعم هي الاكبر منذ التفجير المزدوج في سوق الاعظمية، شمال بغداد، في العاشر من تشرين الثاني حيث قتل 28 شخصا واصيب عشرات بجروح. كما لقي 63 شخصا مصرعهم واصيب 75 اخرون في 17 حزيران/يونيو الماضي قرب سوق شعبي في الحرية، شمال بغداد. لكن العدد الاكبر كان 98 قتيلا سقطوا في الاول من شباط/فبراير في عمليتين انتحاريتين في سوق الغزل وسوق بغداد الجديدة.

الكاردينال مارتينو: ننتظر ما سيفعله أوباما في العراق بعد حرب بلا فائدة

من جهة أخرى قال رئيس المجمع البابوي للعدالة والسلام الكاردينال ريناتو مارتينو إن quot;حرب العراق كانت عديمة الفائدة، والرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما لا يلبث يعلن عن سحب قواته من البلاد بسبب التزام عسكري أكبر في أفغانستان، ولنرى ما سيحدثquot; وفق تعبيره.
وأثناء تقديمه في الفاتيكان اليوم الخميس رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة يوم السلام العالمي، الذي من المزمع الاحتفال به في الأول من كانون الثاني/يناير المقبل، أضاف الكاردينال مارتينو quot;ننتظر ما سيحدث لأن ليس كل ما يصرح به رجال السياسة أثناء الحملات الانتخابية يقومون بتحقيقه عند اعتلائهم مناصبهمquot;، وأردف quot;سعى البابا السابق يوحنا بولس الثاني جاهدا ليحول دون قيام الحرب على العراق، هذه الحرب عديمة الفائدةquot; حسب قوله.

وذكّر رئيس مجمع العدالة والسلام بأنه quot;عند اندلاع الحرب كنت قد تقلدت منصب رئاسة المجمع منذ مدة وجيزةquot;، وقد أجريت مداخلات عديدة لتجنبها، وكل ما كنت أدعوا إليه كان مدعوما من قبل الباباquot;، وختم بالقول quot;ما يمكن فعله دون اللجوء إلى السلاح ينبغي فعله، فدبلوماسية السلام يمكنها إبعاد كثير من الدمار والخطر، وحيث يوجد سلاح هناك موت محتملquot; على حد تعبيره.