غاب رئيس الوزراء عن خلوة دوكان مستعداً للانتخابات المحلية
مساع رئاسية للاقتراب أو الإلتفاف على المالكي

164 قتيلاً وجريحاً بتفجير انتحاري في مطعم مزدحم بكركوك

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: لم يلبِ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي توقعات المحللين والمراقبين والسياسيين في العراق بأن ينضم إلى الاجتماع الذي جمع في ثالث أيام عيد الأضحى طاقم الرئاسة العراقي المكون من الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي بصحبة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرازاني، في منتجع دوكان السياحي الذي يبعد نحو 60 كليومترا شمال غرب مدينة السليمانية المقر العتيد لحزب الرئيس الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني، وكان شهد اجتماعات مكوكية لقادة هذا الحزب مع حزب رئيس الاقليم مسعود البارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني تمحورت، وفق ما تسرب من منتج دوكان رسمياً وغير رسمي، حول إيجاد سبل للتفاهم مع توجهات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المصر على تعديل الدستور العراقي باتجاه حكم مركزي أكبر تجتمع كل خيوط البلاد بيد رئيس الوزراء باعتباره السلطة الأعلى بين الكادر التنفيذي.

وتمحور أيضاً حول مجالس الاسناد التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير العلاقة بين بغداد وأربيل العليلة أصلاً. حيث يخشى القادة الكرد من أن تكون لدى المالكي خطة دقيقة لاستعادة سيطرة الدولة مركزيا على المناطق التي اختلف على تسميتها بالمناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى وكركوك وديالى التي تضم نسبة غير قليلة من السكان الكرد الحالمين بتشكل دولتهم مستقبلاً.

مراقبون عراقيون وجدوا في قمة دوكان رسالة للمالكي، بما تسرب منها وماسبقها، عن امكانية طرح الثقة بحكومته اذا أصر على العناد تجاه مطالب الكرد الذين نجحوا في ضم الحزب الاسلامي quot;سنيquot; والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي quot;شيعيquot; لهم للضغط على المالكي، لما لهذين الحزبين من كرّ وفرّ مع رئيس الوزراء بسبب مجالس الاسناد التي لما يزل المالكي يعضّ عليها بالنواجذ مع اقتراب الانتخابات المحلية نهاية الشهر المقبل. وقد بدأ حملته من مسقط رأسه كربلاء جنوب بغداد بحزبه حزب الدعوة بقائمة إئتلاف دولة القانون، منتقداً حلفاء الأمس الذين قال إنهم، لاسباب انتخابية، باتوا يبحثون عن إبرة في كومة القش من أجل تصويب سهام النقد لحكومته لمصالح حزبية بحتة.

وهي رسالة تبدو رداً على من اجتمع في خلوة العيد في دوكان الذين سربوا للاعلام أن المالكي سينضم لهم ليلة الاجتماع في الأربعاء أو صباح الخميس. لكن رده الذي جاء خلال خطاب من كربلاء بثه التلفزيون الرسمي العراقي مباشرة مساء الاربعاء كان واضحاً بعدم قدومه لدوكان.

خلوة دوكان التي جاءت عقب تبادل الرسائل الغاضبة بين الرئيس الطالباني ورئيس الوزراء المالكي قبيل مصادقة البرلمان العراقي على الاتفاقية مع واشنطن في السابع والعشرين من الشهر الماضي بسبب مجالس الانقاذ أيضاً التي طالب الطالباني بحلها باعتبارها مخالفة للدستور فيما تمسك المالكي بها وبدستوريتها مستغربا تفجير قصتها بعد مضي نحو عام على تشيكلها. وأرسل للرئيس عدة مخالفات للدستور من قبل منتقديه.

الجميع ينتظر انقضاء عطلة عيد الأضحى الرسمية في العراق في الرابع عشر من الشهر الجاري فالرئيس الطالباني لم يذهب بعيداً مع موقف رئيس إقليم كردستان البارزاني ضد المالكي لحسابات حزبية ومحلية كردية وليبقى ممسكاً العصا من وسطها حتى آخر المطاف. وليحافظ على موقعه الرئاسي دون انحياز حزبي لأحد، وهو يعلم ما بين جميع قادة الاحزاب الكبيرة من تنافس.

وقد جنح الجميع، علناً، نحو التهدئة فبيان صدر من دوكان عن اجتماعات الحزبين الكرديين نص على أن الرؤى بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم متطابقة. بينما صرح النائب عباس البياتي القريب من حزب المالكي أن خلافات الحكومة العراقية وحكومة الإقليم تتجه نحو الانفراج.

وهي تصريحات لاتعبر، وفق مراقبين عراقيين، عن المواقف الحقيقية بين أحزاب هؤلاء القادة الذين يسعون إلى إرضاء مصالحهم الحزبية ومصالح ناخبيهم قبل كل شيء وهي مصالح تتعارض كثيراً مع بقية الاحزاب القريب منها والبعيد.