بهية مارديني من دمشق: رأى محلل سياسي سوري في تصريح خاص لإيلاف ان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر خلال زيارته لسوريا يحمل رسائل غير مباشرة تقدم تسوية مهمة ترافقت مع تصريحات أميركية تهيئ لهذه التسوية ، و أشار إلى اعتقاده ان حركة المقاومة الإسلامية حماس ليس بالضرورة ان تحذو حذو حزب الله وسيلتقي ممثلون عن حماس كارتر .
وبدا الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر زيارة لدمشق اليوم قادما الى لبنان والتقى الرئيس السوري بشار الاسد وبحث معه مستقبل العلاقات السورية الاميركية وعملية السلام والاوضاع في المنطقة وخاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات الاوضاع في العراق في ظل الاتفاقية الامنية ، ومن المتوقع ان يلتقي الرئيس الاميركي الاسبق رئيس حركة المقاومة الاسلامية خالد مشعل وخاصة انه التقاه في زيارته السابقة لدمشق هذا العام رغم الانتقادات الأميركية .
وقال المحلل السياسي رجاء الناصر ان كارتر يحمل رسائل غير مباشرة ويمكن اعتبار الجواب عليها نوع من انواع الاستطلاع الذي يقدم عادة الى أصحاب القرار الى الولايات المتحدة الاميركية واعتبر ان المضمون العام الذي يستشف من الزيارة بان يطرح تسويات محتملة لمجمل قضايا المنطقة على ضوء قراءته لتوجهات السياسة الاميركية ومن الملاحظ بان هناك فعلا تهيئة لمثل هذه التسويات يمكن قراءتها من خلال عدة تصريحات ومواقف منها تصريح قائد عسكري كبير للقوات الاميركية في العراق بان ايران اوقفت او قللت دعمها الى المتمردين اضافة الى التصريحات التي اطلقها مقربون من ايران في الحكومة العراقية والتي تشير الى تمسكهم بالاتفاقية الامنية واعتبارها مدخلا اساسيا للتسوية ، والى تصريحات نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الايجابية حول زيارة كارتر وحول الدور الذي يمكن ان يقوم به .
وحول ان كان الرئيس الاميركي الُمنتخب باراك اوباما يحتاج الى مثل هذه المراكز الاميركية لارسال رسائل الى المنطقة اجاب الناصر في هذه المرحلة الانتقالية فان اوباما يحتاج الى مراكز الدراسات لتقديم المشورة ولجس النبض لمعرفة الصورة المتكاملة ماقبل طرح المشروع النهائي ، واشار الى ان زيارة كارتر السابقة الى سوريا والتي التقى فيها حماس كانت للدراسة في حين ان هذه الزيارة سيقدم من خلالها الدراسة الاولية لاتخاذ القرارات اللاحقة.
وقال الناصر حسب المؤشرات الاولية ان حماس لديها استعداد من حيث المبدأ للقاء لكارتر وخصوصا انها تريد ان تكسر الحصار السياسي المفروض عليها وهي متسلحة بموقفها القوي من الناحية الديمقراطية لجهة رفضها الاولي للتمديد لانتخاب رئيس السلطة الفلسطينية وهو موقف ينسجم مع مسالة الشفافية في الانتخابات التي يطرحها الرئيس كارتر.
وقال ان كارتر يقدم نفسه باعتباره يمثل الوجه الاخر للولايات المتحدة الاميركية ويسوق صورة الراعي للديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان الا ان هذه الصورة ليست صورة مجردة وانما هي في حقيقتها جزء من من السياسة الاميركية العامة في المنطقة وبالتالي فان زيارته في هذا الوقت هي عبارة عن محاولة لتقديم تصورات للادارة الاميركية ذاتها عما يمكن ان يقوم به في المرحلة القادمة.
وحول زيارة كارتر للبنان اوضح الناصر اذا نظرنا بالتحليل الى هذه الزيارة يمكن ان نرى ان الهدف الاساسي هو محاولة قراءة احتمالات مايمكن ان تنجم عنه الانتخابات النيابية من تغييرات في موازين القوى وانعكاساتها على المنطقة ككل ولعل هذا يبين المواقف التي ظهرت من قبل الاطراف اللبنانية حول الزيارة فراينا ان حزب الله لم يشجع هذا الدور ووقف بوضوح ضد الاهداف الحقيقية للزيارة عبر امتناعه عن استقبال كارتر بينما رات اطراف لبنانية اخرى ان مثل هذا التدخل مقبول وان كان الجميع علقوا موافقتهم النهائية على قرار يصدر من مجلس الوزراء اللبناني بصورة توافقية.