نضال وتد من تل أبيب: في الوقت الذي دافع فيه وزير الأمن الإسرائيلي عن قرار إسرائيل بإبرام التهدئة في الصيف الماضي مع حركة حماس، حيث قال في حديث خاص مع صحيفة هآرتس، سينشر في عددها غدا الجمعة، قائلا إنه من الواضح ان التهدئة لم تكن خطوة خاطئة، فقد انفردت صحيفة معاريف في عددها اليوم، بنشر تقرير قالت فيه إن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر من دول عربية لتصفية قادة حركة حماس. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر إسرائيلية مطلعة إن إحدى الرسائل التي وصلت لتل أبيب قالت حرفيا quot;إفصلوا رؤوسهم عن جسدهمquot;، في إشارة إلى قادة الحركة في قطاع غزة، وذلك في حال نفذت حماس تهديدها ورفضت تجديد الهدنة مع إسرائيل، وجددت إطلاق الصواريخ باتجاه النقب الغربي.

ونقل اثنين من كبار مراسلي ومحللي الصحيفة للشؤون السياسية والأمنية؛ بن كسبيت، وأمير بوحبوط أن قيادة حماس في غزة مقسمة إلى فئتين قيادة عسكرية وأخرى سياسية، وأن أحمد الجعبري، رئيس الذراع العسكرية لحماس في القطاع هو واحد من ثلاثة أشخاص مرشحين للتصفية من قبل إسرائيل، والثاني هو إبراهيم غندور ومحمد ضيف.
وأشار التقرير إلى أنه من بين الشخصيات التي تشكل القيادة السياسية لحركة حماس: quot; هناك رئيس الحكومة إسماعيل هنية، ووزير الداخلية سعيد صيام، ومحمود الزهار، والشخص الآخر الذي قد يكون هدفا للتصفية هو د. جمال الخضري عضو المجلس التشريعي الذي يقول إنه يعمل في المجالات الإنسانية ولا علاقة له بحماس،إلا أنه مقرب من إسماعيل هنية وهو متورط في الدعاية ضد إسرائيل. كما أنه مرتبط بحملات إغراق غزة في الظلام، وفي حملات السفن التي تأتي من قبرص لكسر الحصار، كما ينسب له تورطه بصورة جوهرية في مجال الإرهاب.
وقالت الصحيفة إنه بالإضافة إلى هذه الأسماء (قامت الصحيفة بنشر صورهم على ورق كوتشينة، على غرار رموز نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين)،هناك أيضا قادة القوات المحلية التي تخضع لسيادة الجعبري، وهم أيضا على قائمة التصفيات. مع ذلك قالت الصحيفة فإن التقديرات في أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه في حال عادت إسرائيل لسياسة الاغتيالات، فستبدأ من الطبقة الدنيا وفقط بعد ذلك ستبدأ بتصفية كبار المسؤولين في حماس.
وفي سياق الحديث عن التهدئة قالت صحيفة يسرائيل هيوم، إنه في الفترة الممتدة بين توقيع الهدنة بتاريخ 19.6 2008 وبين تاريخ 17؟12؟2008 فقد أطلق باتجاه إسرائيل 200 صاروخ قسام و7 صواريخ من طراز غراد، و175 قذيفة يقطت في البلدات الإسرائيلية وأصيب 12 جنديا إسرائيليا كما تم اكتشاف 32 عبوة ناسفة عند الشريط الحدودي مع القطاع.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك، قوله إننا لا نرتد عن القيام بعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، ولكننا لا نركض باتجاه القيام بها، ورفض براك التصريح ما إذا كان الجيش الإسرائيلي ينوي القيام بعملية كهذه قريبا مكتفيا بالقولquot; سنعمل عندما يضطرنا الوضع لذلكquot;.
الأحزاب الإسرائيلية تستغل الأوضاع لصالح دعايتها الانتخابية
في غضون ذلك، وفي ظل موقف براك المعلن، والرافض حاليا للقيام بعمليات عسكرية في القطاع (تبعا لتصريحاته) فإن إطلاق صواريخ القسام بالأمس باتجاه إسرائيل، سرع من تلويح الأحزاب الإسرائيلية بورقة التهدئة وحماس واستغلالها في الانتخابات. فقد شن بينيامين نتنياهو، زعيم الليكود، هجوما شديد اللهجة على حكومة أولمرت وليفني قائلا: quot;إن حكومة أولمرت وليفني تقوم بالإفراج عن المخربين دون مقابل، وهي على استعداد لاستيعاب آلاف اللاجئين الفلسطينيين، لآ أعرف أية دولة على استعداد للقبول بزخات مطر من الصواريخquot; وقال نتنياهو إن السياسة الحالية للحكومة الإسرائيلية تقود إلى المزيد من الصواريخ، لكن هذا الوضع سيتغير ويتحول من موقف اللامبالاة والخمول إلى خطوات فعالة ونشطة تهدف إلى استعادة قوة الردع الإسرائيلي التي تآكلت ولم تعد قائمة. وبالإضافة إلى نتنياهو فقد طالبت أحزاب اليمين الإسرائيلي الأخرى ؛ شاس ، يسرائيل بيتينو، حكومة أولمرت بالعمل وعدم تمديد التهدئة.

أما رئيس الحكومة الإسرائيلي أولمرت فقال إن الحكومة الإسرائيلية لن تقبل باستمرار هذا الوضع وسيكون لها رد قريبا على هذا الوضع.

يشار إلى أن زعيمة كديما، ومنذ مطلع الأسبوع تتخذ وقادة حزبها خطا متشددا ضد حكومة حماس في غزة وضد تجديد التهدئة، لكن وزير الأمن براك يرفض حاليا مطلب شن هجوم بري على القطاع، وهو يحظى بتأييد من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكنازي.