اسطنبول: عندما حبس العالم أنفاسه لمشاهدة الصحفي العراقي منتظر الزيدي وهو يرمي بفردتي حذائه باتجاه الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال مؤتمر صحفي في بغداد نُقل مباشرة على شاشات التلفزة العالمية، هتف صانع أحذية تركي يدعى رمضان بايضن قائلاً إن الحذاء من صنعه، ويستطيع تمييزه من بين آلاف أزواج الأحذية، أكانت متطايرة في الأجواء أو منتعلة بإحكام من قبل مرتديها.

ونقلت صحيفة quot;ذي نيويورك تايمزquot; على موقعها الإلكتروني تأكيد صانع الأحذية التركي الذي قال: quot;شركتنا تصنع هذا الطراز المحدد الذي صممته بنفسي شخصياً منذ عشر سنوات، لذا يمكنني تمييزه بسهولةquot;، مضيفاً في لهجة مستسلمة: quot;كصانعي أحذية يمكنكم أن تتفهموني!quot;

ورغم استحالة إثبات تأكيده، فإن عدداً من مصنعي الأحذية المقلدة في الصين ولبنان والعراق، زعموا بدورهم أنهم صنعوا حذاء الزيدي، الذي أصبح أشهر من نار على علم، حتى أن سعودياً عرض دفع عشرة ملايين دولار مقابل الحصول عليه، معتبراً أنه أرفع من الأوسمة ويجب حفظه في المتحف الوطني العراقي.

ومنذ تلك الحادثة ارتفعت الطلبات لتصنيع مزيد من أحذية بايضن المعروف سابقاً بموديل quot;دوكاتي 271quot;، والذي تحول الآن إلى اسم quot;حذاء بوش.quot; وقال صانع الأحذية التركي إن هناك طلبية سترسل للعراق، لتصنيع 15 ألف زوج من طراز الحذاء الذي انتعله الزيدي quot;لبعض الوقتquot;، خلال المؤتمر الصحفي للرئيس بوش ومضيفه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.

وأضاف التركي أن موزعاً بريطانياً طلب أن يكون الوكيل الحصري لبيع أحذية شركته في أوروبا، حيث وضع أول طلبية لصنع 95 ألف زوج، كما وضعت شركة أميركية طلبية لشراء 18 ألف زوج. وأضاف أن أربعة موزعين يتنافسون لتمثيل مصنعه في العراق، حيث باع بايضن 19 ألف زوج مماثل لحذاء الزيدي مقابل قرابة أربعة دولارات للزوج الواحد.

وقال إن خمسة آلاف يافطة إعلانية للحذاء أصبحت في طريقها إلى أسواق الشرق الأوسط وتركيا، حاملة جملة quot;وداعاً بوش.. مرحباً بالديمقراطيةquot;، باللغات التركية والإنجليزية والعربية. وعلق المدير العام لشركة بايضن، سرحان ترك على ارتفاع المبيعات قائلاً: quot;السيد بوش خدم بعض القضايا المفيدة للاقتصاد قبل مغادرتهquot;، في إشارة إلى قرب انتهاء ولايته في العشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل.

في غضون ذلك، ليس أمام زبائن صانع الأحذية التركي حالياً إلا تصديق كلامه، بأن حذاء الزيدي قدم فعلاً من الجارة تركيا. يُذكر أن المحققين في العراق فجروا حذاء الزيدي بمتفجرات كما أفيد.