اديس ابابا، وكالات: بدأ مجلس السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي إجتماعا طارئا حول الوضع في غينيا في مقر المنظمة في أديس أبابا الأربعاء. وقبل بدء الإجتماع المغلق وقف السفراء الاعضاء في مجلس السلم والامن دقيقة صمت تكريما لذكرى الرئيس الغيني لانسانا كونتيه الذي توفي مساء الاثنين. وكان الاتحاد الافريقي quot;دان بشدةquot; الثلاثاء محاولة الانقلاب العسكري في غينيا بعد ساعات قليلة على اعلان وفاة رئيس الدولة وقال ان مجلس السلم والامن سيعقد اجتماعا طارئا اليوم الاربعاء.

وكان ضابط برتبة نقيب قد اعلن الثلاثاء عبر الإذاعة الوطنية حل الحكومة بعد ساعات من الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس كونتي. وقال موسى كامارا في بيان إن quot;مؤسسات الجمهورية اظهرت عجزها عن مواجهة الازمة القائمة في البلاد، ومنذ اليوم سيتم وقف العمل بالدستور، كما سيتم وقف الانشطة السياسية والنقابيةquot;. وأعلن الضابط تشكيل مجلس استشاري يضم عسكريين ومدنيين لادارة شؤون البلاد. ويحمل المجلس الجديد اسم quot;المجلس القومي للتنمية والديمقراطيةquot;. واضاف كامارا وهو المسؤول عن إمدادات الوقود في الجيش ان البلاد تعيش حالة من quot;اليأس الشديدquot;، وكان لابد من عمل شيء لوقف الفساد وتحسين الاقتصاد.

لكن رئيس الحكومة احمد سواري أكد أن حكومته تواصل أداء مهامها ، ودعا إلى الهدوء معلنا حدادا لأربعين يوما على وفاة الرئيس. كما أكد رئيس الجمعية الوطنية( البرلمان) أبو بكر سومبار أنه لايعتقد أن الجيش بأكمله يؤيد محاولة الانقلاب. يشار إلى انه بموجب الدستور الغيني إذا ما شغرت الرئاسة يتولى رئيس الجمعية الوطنية ادارة شؤون البلاد مؤقتا حيث يقوم بتنظيم انتخابات رئاسية في فترة 60 يوما.

ويقول مراسل بي بي سي في غرب أفريقيا ويل روس أن الصراع على السطة بين قادة الجيش الغيني قد يكون له عواقب خطيرة بالنظر إلى الانقسامات العرقية في البلاد. وأضاف روس أن قادة الجيش ربما يحاولون اعتلاء السلطة لأن كونتي كان يعتمد كثيرا على الجيش في إحكام قبضته على مقاليد الحكم.

ويؤكد المراقبون أيضا أن هناك مخاوف من أن تؤثر هذه التطورات في غينيا على الأوضاع في غرب أفريقيا حيث تمتعت الدول المجاورة مثل ليبيريا وسيراليون وساحل العاج مؤخرا باستقرار نسبي بعد سنوات من الصراع.

كونتي

وكان لانسانا كونتي قد وصل الى الحكم بانقلاب عسكري في الثالث من نيسان/ابريل 1984 بعد اسبوع على وفاة اول رئيس في غينيا المستقلة احمد سيكو توري. وكان كونتي مدخنا شرها واصيب بأمراض عديدة منها السكري وسرطان الدم وهو ما تطلب علاجه فى الخارج بشكل منتظم. وخلال اربعة وعشرين عاما من حكمه اعيد انتخابه ثلاث مرات كما سمح بظهور بعض الأحزاب التي مارست نشاطاتها في اطار ضيق بينما تعرض عدد من زعماء المعارضة للسجن خلال حكمه.

ورغم عدم تمتعه بالشعبية بسبب استمرار بين طبقات شعبه الا ان كونتي تمكن من الحفاظ على الاستقرار الأمني في بلاده الغنية بمواردها المعدنية على الرغم من مجاورتها للعديد من البلدان التي شهدت اضطرابات كبيرة طيلة الفترة الماضية وعلى رأسها سيراليون وليبيريا وساحل العاج.