أسامة مهدي من لندن: قرر مجلس الوزراء العراقي اعتبار مناسبة عيد ميلاد السيد المسيح غدا عطلة رسمية في انحاء البلاد بينما اكد رئيسا الجمهورية والحكومة الاعتزاز بالمسيحيين كمكون اصيل من الشعب العراق. واصدر مجلس الوزراء العراقي اليوم قرارا اعتبر فيه يوغد الخميس الذي يصادف ذكرى ميلاد السيد المسح عطلة رسمية مهنئا المسيحيين بأعيادهم.

ومن جهته تقدم رئيس الوزراء نوري المالكي quot;باجمل التهاني والتبريكات الى المسيحين من أبناء شعبنا بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية سائلاً المولى القدير ان يديم نعمة السلام على ارض الرافدين لتبقى رمزاً للتعايش بين ابناء الوطن الواحدquot;.

واكد quot;ان المسيحيين مكون أصيل من مكونات شعبنا وهم جزء من باقة الورد العراقية الجميلةquot;. وشدد في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم الحرص quot;على توفير حياة حرة كريمة وآمنة للمسيحيين ولجميع أبناء الشعب العراقي الكريم .. وكل عام وانتم بألف خيرquot;.

ومن جانبه وجه الرئيس جلال طالباني رسالة تهنئة الى المسيحيين في العراق و العالم بالمناسبة نفسها . وقال quot;من صميم القلب اهنيء مسيحيي العراق، شركاءنا في الوطن، و سائر مسيحيي العالم، أشقاءنا في الانسانية، بمناسبة أعياد الميلاد و رأس السنة الميلادية، سائلا الله تعالى أن يجعله عام هناء و سعادة لشعبنا و لسائر البشر.

ولكد قائلا quot;أن المسيحيين المواطنين الاصلاء في العراق أسهموا بقسط وافر في بناء حضارة بلادنا و صناعة تاريخه واننا لعلى ثقة ان عطاءهم سوف يتواصل و يتعاظم في ظل نظام ديمقراطي اتحادي يكفل تكافؤ الفرص و يحرص على احقاق حقوق كل ابنائه الذين يصنعون مستقبله بتكاتفهم وأخائهمquot;.

وقد تعرض المسيحيون في العراق على مدى السنوات الاربع الاخيرة الموصل لسلسلة من الاعتداءات ارغمن عشرات الالاف منهم الى الهروب من العراق الى دول مجاورة وغربية اخرى . وخلال الشهرين الماضيين واجه المسيحيون في مدينة الموصل الشمالية حملة قتل وتهجير طالت المئات منهم كما تعرض رجال دين منهم الى عمليات قتل واختطاف ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في شباط (فبراير) الماضي والعثورعليه مقتولا بعد اسبوعين في شمال الموصل.

كما شهدت كنائس في الموصل وبغداد في كانون الثاني (يناير) الماضي موجة اعتداءات اسفرت عن سقوط قتيل واربعة جرحى والحقت اضرارا طفيفة بالمباني المستهدفة. وقتل مسلحون كاهنا وثلاثة شمامسة في حزيران (يونيو) عام 2007 امام احدى كنائس الموصل اضافة الى عمليات خطف تعرض لها اساقفة وكهنة في المدينة.

ويعيش في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل حوالى نصف مليون مسيحي يمثل الكلدان سبعين بالمئة منهم فيما يشكل السريان الارثودكس والكاثوليك والاشوريون الباقي. وتشير تقديرات الى ان عدد المسيحيين في العراق كان اكثر من مليون شخص قبل الاجتياح الاميركي لكنه تضاءل كثيرا بسبب الهجرة فيما نزح قسم كبير الى الشمال بعد ان تعرضوا لعمليات قتل وخطف وتهجير من جانب متطرفين اسلاميين ومسلحين من تنظيم القاعدة.