مسيحيو العراق احتفلوا بأعياد الميلاد من دون خروقات أمنية
طالباني اكد حمايتهم والحكيم شاركهم والجيش أمن كنائسهم

وزير خارجية الإمارات بعد قداس بيت لحم: التطبيع مقابل إعادة إسرائيل للأرض

أسامة مهدي من لندن :
احتفل المسيحيون العراقيون اليوم في اجواء امنة ووسط اجراءات امنية استهدفت حماية كنائسهم وخاصة في بغداد العاصمة والموصل الشمالية االتي شهدت مؤخرا عمليات قتل واختطاف وتهجير لهم في حين اكد الرئيس العراقي جلال طالباني العمل على حماية امن المسيحيين وتأمين عودة المهجرين منهم بينما حضر نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم مصحوبا بقياديين ورجال دين شيعة احتفالا للمسيحيين في احدى كنائس بغداد .

وقام طالباني اليوم بزيارة النيابة البطرياركية الكلدانية في مدينة السليمانية الشمالية حيث قدم التهنئة للمسيحيين لمناسبة عيد الميلاد المجيد باسمه الشخصي وباسم رئاسة الجمهورية واصفاً هذا اليوم بأنه مهم في التأريخ البشرية quot;لان سيدنا المسيح هو رسول السلام والمحبة والتآخيquot;. واكد quot;ان الاخوة المسيحيين هم مواطنون اصلاء في هذا الوطن ومن حقهم ان ينعموا بخيرات البلاد اسوة بالمكونات الاخرى في العراقquot; .. واشار الى المظالم التي تعرض لها المسيحيون قام الارهابيون باستهداف المسيحيين quot;وقد تعرض هذا المكون الاصيل والمسالم الى اعمال ارهابية شنيعة لاسيما في الموصلquot; كما نقل عنه مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه . وشدد على ان سياسة رئاسة الجمهورية والحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان تستهدف تكثيف الجهود لارساء السلام والامان والطمأنينة للمسيحيين والعمل من اجل عودة المهجرين معززين مكرمين ومرفوعي الرأس الى اماكن سكناهم.

واشاد طالباني بدور المسيحيين في المجالات السياسية والثقافية والادبية والعلمية، مثمنا خدماتهم على الساحة العراقية والكوردستانية. وطمأن المسيحيين بأن الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كوردستان لم ولن تبخلا ابدا في مد يد العون وتقديم المساعدات الضرورية لهم مشيراً في هذا السياق الى انه قدم مبلغ مليار دينار من مخصصاته الى اخوة المسيحيين في الموصل اثناء تعرضهم للاعمال الارهابية الشنيعة مؤخرا مؤكدا تصميمه على مواصلة دعمه الكبير للمسيحيين بكافة طوائفهم. ومن جانبه، شكر القس دنحا حنا توما باسمه وباسم كافة المسيحيين الرئيس طالباني على زيارته وتهنئته، مثمناً اهتمامه المتواصل بحقوق المسيحيين والدفاع عن تطلعاتهم.

وقد قاد نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم وفدا من رجال الدين وقياديي المجلس حيث حضروا اتفالات الميلاد باحدى كنائس بغداد مهنئا المسيحيين باعيادهم ومعبرا عن اعتزازه بوطنيتهم .
وقد احتفل المسيحيون فى العراق اليوم باعياد الميلاد وتجمعوا فى الأديرة والكنائس لأداء القداس فى ظل تدابير أمنية مشددة. وابتهل المسيحيون إلى الله أن يحفظ العراق وشعبه ويبعد عنه الأوضاع غير الطيبة وأن يشيع الأمن والاستقرار فى ربوعه والمحبة والسلام بين أبناء شعبه كما تبادل المسيحيون التهانى فيما بينهم فى ظل أجواء من البهجة والأفراح.

وقررت الحكومة العراقية اليوم عطلة رسمية لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد فيما قامت محطة تليفزيون quot;العراقيةquot; شبه الحكومية بنقل احتفالات المسيحيين في الموصل وبغداد خاصة في اجواء امنة نوعا ما تشهدها البلاد ..

ومن جهته تقدم رئيس الوزراء نوري المالكي quot;باجمل التهاني والتبريكات الى المسيحين من أبناء شعبنا بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية سائلاً المولى القدير ان يديم نعمة السلام على ارض الرافدين لتبقى رمزاً للتعايش بين ابناء الوطن الواحدquot; . واكد quot;ان المسيحيين مكون أصيل من مكونات شعبنا وهم جزء من باقة الورد العراقية الجميلةquot; . وشدد في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم الحرص quot;على توفير حياة حرة كريمة وآمنة للمسيحيين ولجميع أبناء الشعب العراقي الكريم .. وكل عام وانتم بألف خيرquot; .

وعلى الصعيد نفسه أعلن مدير مركز العمليات الوطني في وزارة الداخلية اللواء الركن عبد الكريم خلف اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في جميع المناطق التي تشهد تواجدا للمسيحيين في بغداد وباقي محافظات العراق.
وقال خلف إن quot;قوات الأمن العراقية بدأت منذ يومين بتكثيف تواجدها وتشديد إجراءاتها الأمنية لحماية المحتفلين بأعياد الميلاد التي بدأت اليومquot; . واوضح أن quot;الأوامر صدرت من وزارة الداخلية بنشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة حول الكنائس والمناطق التي تشهد تواجدا للمسيحيين المحتفلين بأعياد الميلادquot; كما نقلت عنه وكالة quot;نيوز ماتيكquot; .

وأضاف خلف أن quot;وزارة الداخلية العراقية نزلت بكل ثقلها إلى الشارع في العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية التي يتواجد بها المسيحيين لحماية المواطنين الذين يؤدون القداس الخاص بالأعيادquot;.
واشار الى أن quot;القوات الأمنية ستستمر في إجراءاتها المشددة لحين انتهاء الاحتفال بأعياد الميلاد ومنع حدوث أي خرق امني أو استهداف من قبل الجماعات المسلحة للمواطنين المحتفلين بهذه المناسبةquot;.

وقد تعرض المسيحيون في العراق على مدى السنوات الاربع الاخيرة وخاصة في الموصل لسلسلة من الاعتداءات ارغمن عشرات الالاف منهم الى الهروب من العراق الى دول مجاورة وغربية اخرى . وخلال الشهرين الماضيين واجه المسيحيون في مدينة الموصل الشمالية حملة قتل وتهجير طالت المئات منهم كما تعرض رجال دين منهم الى عمليات قتل واختطاف ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في شباط (فبراير) الماضي والعثورعليه مقتولا بعد اسبوعين في شمال الموصل . كما شهدت كنائس في الموصل وبغداد في كانون الثاني (يناير) الماضي موجة اعتداءات اسفرت عن سقوط قتيل واربعة جرحى والحقت اضرارا طفيفة بالمباني المستهدفة. وقتل مسلحون كاهنا وثلاثة شمامسة في حزيران (يونيو) عام 2007 امام احدى كنائس الموصل اضافة الى عمليات خطف تعرض لها اساقفة وكهنة في المدينة .

ويعيش في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل حوالى نصف مليون مسيحي يمثل الكلدان سبعين بالمئة منهم فيما يشكل السريان الارثودكس والكاثوليك والاشوريون الباقي. وتشير تقديرات الى ان عدد المسيحيين في العراق كان اكثر من مليون شخص قبل الاجتياح الاميركي لكنه تضاءل كثيرا بسبب الهجرة فيما نزح قسم كبير منهم الى الشمال بعد ان تعرضوا لعمليات قتل وخطف وتهجير من جانب متطرفين مسلحين .