بعد أيام من إحباط أكبر عملية تهريب آثار إلى الخارج
إكتشاف موقع أثري عمره 300 عام قبل الميلاد جنوب بغداد

أسامة مهدي من لندن: أعلن في بغداد اليوم عن العثور على موقع أثري قديم يرجع إلى 300 عام قبل الميلاد خلال حفريات في منطقة المحاويل جنوب العاصمة، وهو يضم آثارًا تعود إلى الفترة الباراثية التي تمثل المملكة الإيرانية الثالثة، والتي كانت تسيطر على المنطقة خلال العصور القديمة وذلك بعد أيام من إحباط أكبر عملية تهريب لآثار عراقية تضم تماثيل بابلية وسومرية وحليًا ذهبية وأواني فضية إلى خارج البلاد . وقالت القوات المتعددة الجنسيات في العراق انها اكتشفت إنها إكتشفت تحفًا قديمة من الفخار خلال التحضير للحفر في موقع لبناء قاعدة دوريات للجيش العراقي في منطقة المحاويل جنوب بغداد. وأضافت في بيان أرسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; اليوم أن الجنود توقفوا فور العثور على الموقع عن الحفر وقاموا quot;بتشييد الحراسة على الموقع وتقييد الوصول إلى المكان حتى وصول خبير بالآثار للتمكن من إجراء مسح له وتحديد القيمة الثقافية للفخار من العصور القديمة. وقد وصل قائد وحدة التحالف النقيب كرستوفر نيمان الى المكان لضمان أمن الموقع الذي تمت حمايته من خلال وضع حراسة على مدار 24 ساعة على محيط الموقع الذي يبلغ عرضه حوالى 15 الى 20 مترًا وطوله حوالى 150 مترًا.

وقال النقيب نيمان quot; لقد تحدثنا الى الجيش العراقي في قاعدة الدوريات ونحن وافقنا على اهمية حصول شخص ماعلى التحقق من أنها قد وجدت في موقع اثريquot; .. فيما وصل مستشار التراث الثقافي العراقي الدكتور اسماعيل حجارة الى المكان مع قائد الفوج حيث تم تفحّص مختلف المناطق التابعة للمعسكر . واستنتج حجارة ان الفخار يعود تاريخه الى الفترة البارثية والتي كانت تمثل المملكة الايرانية الثالثة التي كانت تسيطر على المنطقة في العصور القديمة . وترجع الفترة التاريخية لهذه القطع الآثارية الى 300 سنة قبل الميلاد والسنة الميلادية الاولى حيث تعتبر نادرة جدًا وتقوم ادراة المواقع الاثارية البابلية حاليًا في تقييم هذه الموجودات .

ويأتي اكتشاف هذا الموقع الاثاري بعد ايام من احباط القوات العراقية والبريطانية في محافظة البصرة الجنوبية اكبر عملية تهريب لاثار عراقية تضم تماثيل بابلية وسومرية وحلي ذهبية وأوانٍ فضية مزخرفة وأدوات فخارية وذلك بعد دس ضابطين عراقيين ضمن عصابة لتهريب الاثار العراقية الى خارج البلاد. فقد تمكنت القوات العراقية وبالتنسيق مع القوات البريطانية من ضبط 230 قطعة أثرية معدة للتهريب في البصرة حيث كانت هذه القطع قد نهبت من المتاحف العراقية بعد احداث عام 2003 في واحدة من اكبر عمليات استرداد الآثار المنهوبة . وتم فعلاً استرداد 230 قطعة أثرية قيّمة كانت على وشك أن يتم تهريبها إلى الخارج ضمن عملية quot;احتيال مدبرةquot; نظمها محققون واسفرت عن اعتقال 7 عناصر من المختصين بتهريب الآثار المسروقة والذين يُعدّون من المتورطين في سلب موجودات المواقع الأثرية. وخلال التحقيق الذي تولته القوات العراقية بالتنسيق مع الجيش البريطاني اعترف الفاعلون أن تلك القطع كان من المخطط أن يتم توصيلها إلى جهات أهلية مهتمة باقتناء الآثار في الشرق الأوسط والدول الغربية مضيفة أن عصابة التهريب دفنت القطع المضبوطة في حدائق ومخبأة في بيوت وضواحي البصرة .

وحول الموضوع نفسه، قال الناطق باسم قيادة عمليات البصرة العقيد عباس التميمي إن وحدة من الاستخبارات العسكرية وبالتنسيق مع وكالة المعلومات والتحقيقات الوطنية تمكنت من اختراق العصابة والاطلاع على القطع الأثرية وتصويرها قبل عدة أيام من تنفيذ عملية المداهمة. وأوضح التميمي أنه في الأيام السابقة على تنفيذ العملية انتحل ضباط من الاستخبارات صفة تجار قطع أثرية من دولة الكويت وأجروا اتصالات مكثفة مع أعضاء العصابة بهدف التعرف عليهم ومعرفة المكان الذي يحتفظون فيه بالقطع الأثرية، مضيفًا أن الضباط تمكنوا، قبل ثلاثة أيام من العملية من مقابلة بعض أعضاء العصابة ومشاهدة القطع الأثرية في منزل بقضاء أبي الخصيب 20 كم جنوب البصرة. واشار الى انه عندما ذهب ضباط الاستخبارات لمقابلة أعضاء العصابة قاموا بارتداء الزي العربي وتحدثوا باللهجة الخليجية وحتى مركباتهم كانت تحمل لوحات مرورية كويتية ما مكنهم من اكتساب ثقة أفراد العصابة ومن ثم تنفيذ العملية بنجاح .

وقال مسؤولون عراقيون ان القطع هي عبارة عن تماثيل بابلية وسومرية وحلي ذهبية وأوانٍ فضية مزغرفة وأدوات فخارية مؤكدين إرسال القطع إلى بغداد لتحليلها والتحقق من مصادرها. وقد بدأت عمليات متابعة محاولة التهريب التي تمت في البصرة حالما تلقت قوات الأمن العراقية معلومات تفيد بأن المهربين قد وصلوا إلى المدينة في محطتهم الاخيرة قبل عبورهم الى الكويت. وقد نجح ضابطان عراقيان من قوة الرد السريع التابعة للجيش العراقي في التعامل مع المهربين ليبلغوهم بأنهم وكلاء لزبائن أجانب وبعد الاطلاع على تلك القطع التي كانت ملفوفة بالجرائد ومعبأة في صناديق اقنعوا المهربين بأن زبائنهم يحتاجون إلى صور للقطع الأثرية. وبعد التأكد من مكان وجود القطع الاثرية والتحري تم تنفيذ المداهمة بمنطقة أبى الحسن في البصرة والتي قادت إلى اعتقال خمسة رجال . وبعد التفتيش والتحري تم اكتشاف 160 قطعة أثرية اخرى كانت مدفونة في حديقة أحد المنازل وقامت قوات الأمن العراقية بعرض القطع المستردة داخل فندق شط العرب وسط مدسنة البصرة. يذكر ان المتحف الوطني العراقي استرد حوالي 3500 من اصل 15000 قطعة أثرية مهربة حيث كانت الحكومة العراقية اعلنت عن مكافآت لمن يدلي بمعلومات حول الآثار المنهوبة في خطوة تهدف الى استعادة التراث الثقافي العراقي المنهوب.