أحمد نجيم إيلاف: التقى الشيخ محمد الفيزازي، أحد كبار شيوخ السلفية والمحكوم ب30 سنة سجنا والمتهم بالتنظير للفكر التكفيري، الخميس الماضي بمسؤولين مغاربة منهم كبار موظفي الإدارة العامة السجون وإعادة الإدماج.

وأفاد معتقل إسلامي في ملف quot;السلفية الجهاديةquot; أن اللقاء حضره الذراع الأيمن للمندوب العام بنعمرو بالإضافة إلى مجموعة من الأشخاص. وقد دام هذا اللقاء أو الحوار، حسب ما أكده المصدر نفسه، ساعات quot;لقد اجتمع هؤلاء بالشيخ الفيزازي من التاسعة إلى منتصف الليلquot;، وتوقع أن يكون الهدف من هذا اللقاء الثاني للفيزازي مع الدولة بعد لقاء أول مع المندوب العام لإدارة السجون بنهاشم، هو إطلاعه على مشروع quot;صلحquot; ووساطة بين سجناء السلفية الجهادية وبين الدولة.

وكان الفيزازي اقترح هذا المشروع لحل مشكلة الحوار بين الدولة والمعتقلين في ملف السلفية الجهادية، وقد أطلع في مرحلة أولى الدولة على تفاصيل مشروعه. وعلم أن الفيزازي بلغ إلى الشيخين حسن الكتاني وأبو حفص، برسائل تدعوهما إلى عدم خوض الإضراب عن الطعام في الوقت الحاضر والانتظار قليلا.

وفي علاقة بموضوع الحوار، قال مقرب من الشيخ حسن الكتاني، أن الكتاني وأبو حفص مستعدون للحوار مع الدولة أو العلماء الرسميين quot;لا مشكلة لهما مع الحوار، وأبوابهما مفتوحةquot; وأوضح أن الكتاني لا يرغب في فتح نقاش حول مواضيع مثل الملكية والعنف quot;إذا كان النقاش حول الملكية، فلا نتطرق له، لأنه أكد أكثر من مرة أنه لا مشكلة له مع الملكية، ولم يدع يوما في كتاباته إلى إزالتها، فلماذا سيتحاور لا موضوع محسوم بالنسبة لهquot; بخصوص العنف أوضح المقرب من الكتاني انه لم يكفر المجتمع يوما، وأنه كان دوما معارضا لكل أشكال العنف والتكفير، مستدلا في هذا السياق بمؤلفه الأخير الذي كتبه وهو في السجن quot;الأجوبة الذكيةquot;.

وأوضح أن الكتاني وأبوحفص وعمر بن مسعود الحدوشي قاموا دون تكليف من أحد بجلسات حوار طويلة مع معتقلي 16 مايو خاصة المتورطين في أعمال عنف quot;فعلوا ذلك لأنهم يعتبرونه من باب المسؤوليةquot;.

من جهته توقع عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين أن تكون الدولة في المرحلة الحالية، تبحث عن quot;فريق من شيوخ السلفية لقيادة الحوار.

بخصوص التأجيل الذي عرفته قضية أبو حفص والكتاني، قال مهتاد quot;لقد أصبحنا لا نثق في حل لهذا الملف من قبل القضاءquot;، وأضاف أن المسلسل الحالي في تناول هذا الملف quot;غير مجدquot;، ودعا إلى تفعيل quot;مساطير أخرىquot; لحلهquot;، مشددا على ضرورة إشراك الفاعلين من جمعيات حقوقية وعلماء وجمعيات مساندة وأحزاب سياسية في حوار مثل هذا. وكانت أحزاب خاصة الإسلامية عبرت عن رغبتها في الانضمام إلى الحوار، الرغبة نفسها عبر عنها علماء المغرب.
[email protected]