لندن: وان نحت كثير من التعليقات ومقالات الرأي الى ادانة الغارات الاسرائيلية على غزة، واعتبرتها جريمة لن يكتب لها النجاح، كما كتب سيوماس ميلن في الجارديان، حمل آخرون الجانبين اسرائيل وحماس مسؤولية ما يحدث في غزة
وبخلاف التغطية الخبرية التي رصدت وقائع الهجمات الجوية وما خلفته من قتلى وجرحى ودمار للمنشأت، تعمقت الصحافة في المآسي الانسانية التي سببها القصف، كمقتل الفتيات الخمس وهن نيام في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي غمرة الانشغال بحريق غزة، لم تنس التايمز ان تذكر بانخفاض حصيلة القتلى في العراق وفي صفوف القوات الاميركية والبريطانية استنادا الى تقرير صادر عن هيئة الاحصاء العراقية.
اين القوى الدولية؟
الاندبندنت في مقالها الرئيسي توجه اللوم للعواصم العالمية والدبلوماسية الدولية التي لم تتحرك بفعالية الى الان وانما جاءت ردود افعالها في شكل رسائل معتادة حول ضبط النفس وانهاء اعمال القتال دون التحرك الجدي للتوصل الى حل.
تقول الصحيفة ان الجانبين المتصارعين لهما مصلحة في استمرار الوضع الحالي. فالحكومة الضعيفة في اسرائيل quot; تشعر بالحاجة الى تصرف قوي قبل الانتخابات العامة في فبراير/ شباط، من اجل وقف اطلاق الصواريخquot; على مدنها الجنوبية.
وعلى الطرف الاخر حركة حماس الاسلامية الاصولية يبدو ان لها مصلحة في رؤية quot; دمار حقيقي لما تبقى في قطاع غزة، ربما اعتقادا منها ان مثل هذا الاضطراب الاجتماعي الرهيب يمكن ان يشدد من قبضتها حكمها الثيوقراطيquot; على سكان القطاع.
وتمضي الصحيفة لتخلص الى ان هذا الوضع يشدد من اهمية ان تتدخل القوى الدولية من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار. وتقول الاندبندنت ان القوة المهيأة للقيام بهذا الدور هي الولايات المتحدة لما لها من نفوذ على اسرائيل.
quot; جريمةquot;
تحت عنوان لافت quot; هجوم اسرائيل على غزة جريمة لن يكتب لها النجاحquot;، يرى الصحفي سيمون ميلن في الجارديان ان المحاولة الاسرائيلية المدعومة اميركيا لاخضاع حماس بالقوة الكاسحة، سيؤدي على الارجح الى نتيجة عكسية.
ويهاجم الكاتب منطق الحكومات الغربية التي تردد ما تقوله اسرائيل من ان اي حكومة في العالم لن تقف مكتوفة الايدي امام انهمار الصواريخ على اراضيها، مشيرا الى ان قطاع غزة مثله مثل الضفة الغربية كان وما زال محتلا بشكل غير قانوني من قبل اسرائيل منذ عام 1967.
وانه رغم انسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع منذ ثلاث سنوات، فانها ما زالت تتحكم في اراضي غزة برا وبحرا وجوا. وان الفلسطينين مثلهم مثل اي شعب محتل لهم الحق في المقاومة.
الا ان الكاتبة ماري ديجفيسكي في الاندنبدنت تعرض رأيا مخالفا، ففي مقال بعنوان quot; لا تغفل هشاشة اسرائيلquot; تقول ماري انها عقب زيارة لاسرائيل ولقاءاتها بعدد كبير من المسؤولين وافراد العشب خرجت بانطباع الى ان المجتمع الاسرئيلي ليس ميالا للحرب والقتال وانما يسكنه الاحساس بعدم الامن وربما يكون ذلك هو الدافع وراء التحصن الدائم خلف السلاح.
وكما تقول quot; قبل ان تندفع لتحكم على عدم عدالة الضربات الجوية الاسرائيلية القاتلة على قطاع غزة .... هل لك ان تجيب على سؤال واحد هل زرت اسرائيل من قبل؟quot;.
لانك اذا فعلت كما تشير الكاتبة quot; فربما ستفهم كم هي بلد صغير وخالية من الدفاعات الطبيعيةquot;.
الصحافة البريطانية افاضت في تصوير الغارات الاسرائيلية على القطاع، وتشير صحيفة الفاينانشل تايمز في معرض تناولها لتفاصيل الغارات الاسرائيلية الى اعلان الجيش الاسرائيلي القطاع منطقة عسكرية مغلقة ربما يكون دليلا على احتمال قيام الجيش الاسرائيلي بهجوم بري وشيك في القطاع، وقد يمنح هذا الاجراء كما تقول الصحيفة القادة العسكريين السرية المطلوبة لشن هجوم بري .
وتقول الفاينانشال تايمز ان قائدا عسكريا اسرائيليا اخبرها انه تم قصف اكثر من ثلاثمائة هدف في قطاع غزة وان الهجوم لا يزال في بدايته .
وحسب الصحيفة فان الغارات التي وصفها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بانها - حرب شاملة على حركة حماس ومثيلاتها - زادت من الشعور بالقلق لدى المستثميرن من احتمال حدوث مزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
قتلى العراق
اوردت التايمز تقريرا عن اخفاض حصيلة القتلى في العراق خلال عام 2008، سواء في صوف العراقيين او في صفوف القوات الاميركية والبريطانية.
يشير التقرير الى ان عدد الجنود البريطانيين والاميركيين الذين قتلوا في العراق العام الحالي ربما يكون الادنى منذ غزو العراق عام 2003 .
وترجع التايمز هذا الانخفاض الى الزيادة في اعداد القوات الاميركية وتزايد قدرة الجيش وقوات الامن العراقية .
ففي الجانب الاميركي - حسب تقرير التايمز - قتل 312 جنديا هذا العام مقارنة مع 904 جنود العام الماضي، اما في الجانب البريطاني فقد قتل 4 جنود بريطانيين العام الحالي مقابل 47 جنديا العام الماضي.
ويقول التقرير استنادا الى احصاءات رسمية عراقية ان عدد المدنيين العراقيين بمن فيهم رجال الشرطة الذين قتلوا العام الحالي يتراوح مابين ثلاثة الاف وخمسمائة شخص الى نحو تسعة الاف مقابل نحو سبعة الاف وستمائة شخص العام الماضي.