بيروت، وكالات: نقلت صحيفة quot;السفيرquot; اللبنانية عن قيادات عسكرية وسياسية تقديرها أن نصب الصواريخ في الناقورة كان هدفه توجيه رسالة تحذير تخريبية إلى لبنان من إسرائيل، وليس العكس، بأنه ممنوع فتح جبهة الجنوب او استخدامها منصة لاطلاق الصواريخ على شمال فلسطين، اذا بدأت الحرب على غزة، وقد بدأت الحرب فعلا بعد يومين، واطمانت اسرائيل الى ان اختراع مسألة صورايخ الناقورة ادى غرضه، واستنفر قيادات لبنان ودول العالم والامم المتحدة وقوتها العاملة في الجنوب، ودخل هذا الاختراع رسميا في لعبة التغطية السياسية على حرب اسرائيل في غزة. بعد توفير التغطية العربية والدولية شبه الكاملة لهذه الحرب.

واشارت الى ان التغطية السياسية والاعلامية للحرب، تذكر بمثلها في الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز ،٢٠٠٦ وهي تشكل، كما شكلت في تموز ،٢٠٠٦ اكليل عار على رؤوس العرب الذين صمتوا او تهاونوا او تفرجوا ان لم يكن قد تواطؤا. وعارغزة سيبقى فوق رؤوس هؤلاء كما بقي عار تموز، مهما كانت نتائج الحرب، سواء صمدت غزة واحبطت اهداف الحرب او سقطت شهيدة بأهلها وجغرافيتها.

واضافت quot;اذا كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد اسرع الى تبني الدعوة القطرية لعقد قمة عربية طارئة، raquo;وبأسرع وقت ممكنlaquo;، لبحث الوضع في غزة واتخاذ موقف واجراءات لوقف العدوان الاسرائيلي، فهو استبق بذلك قادة العرب الاخرين المنتظرين والمترددين والخائفين من مواجهة الحرب الاميركية والاسرائيلية الجديدة على المنطقة، استباقا منه لتحميل لبنان والعرب نتائج انتصار اسرائيل سياسيا ـ في حال انتصرت ـ بما يعني ان انتصارها يلغي امكانية حصول أي raquo;تنازلlaquo; محتمل من اسرائيل لاستكمال التسوية التي كان يجري العمل لها عربيا ودوليا. وفشل التسوية يعني اعادة المنطقة الى اجواء الحرب، ما يعني تأثر لبنان بها بشكل مباشرquot;.

مصدر نيابي يتهم حزب الله

في المقابل استبعد مصدر نيابي في الأكثرية لصحيفة quot;الشرقquot; ان تنعكس أحداث غزة على الداخل اللبناني او أن تصيب شظاياها الجبهة الجنوبية المرتاحة نسبياً منذ صدور القرار 1701، معتبراً ان الامين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله quot;متنبهٌ الى عدم التورط في اللعبة وقد تجلّى ذلك في خطابه الاخير بحيث تبرأ من صواريخ الناقورة وصوّب سهامه في اتجاه مصر محاولاً استرداد هالة الزعيم العربي والاسلامي التي فقدها ابّان احداث 7 ايار في الداخل اللبناني من خلال إظهار قدراته التأثيرية في بعض الساحات العربية، إلا ان التصدّي العربي الفوري وتحديداً المصري اطاح المحاولة وجاء الرد الرسمي عبر وزير الخارجية احمد ابو الغيط ليقطع الطريق على الاتهامات ويرد الكيل كيلينquot;.

وأضاف المصدر: quot;إن quot;حزب اللهquot; الذي ساعد quot;حماسquot; وساندها طوال الفترة الماضية إن من خلال الدعم العسكري عتيداً وعتاداً او من خلال المواقف العلنية، وجد نفسه عاجزاً عن الاستمرار بهذا الدعم عندما وقعت الواقعة، فعمد الى رمي المسؤولية على الآخرين لإخفاء هذا العجز وتصويب الانظار في اتجاه آخرquot;. وقرأ المصدر في خطاب نصرالله تصويباً في الاتجاه السوري عبر الغمز من قناة الذين يتفاوضون مع اسرائيل والقول إن هذا النظام لا يفهم إلا لغة المقاومة، ما يعكس حقيقة الخلاف السوري ـ الايراني المبطن والتباين في وجهات النظر بين البلدين، رابطاً التصويب بالصواريخ التي تم العثور عليها وتفكيكها في الناقورة، والتي اعتبرها رسالة واضحة في اتجاه قوى إقليمية اكثر مما هي معدة للاطلاق.

وما يعزز هذا الموقف، وفق المصدر المشار إليه، جملة معطيات مرتبطة بتفاصيل لا يمكن إغفالها وهي تتلخص بكيفية نصب الصواريخ في بستان مقفل ومسيّج من دون تنبه احد، وبطريقة وصولها الى منطقة الناقورة الحدودية رغم عين المقاومة الساهرة ليل نهار، وبكيفية نقل الصواريخ من المكان التي كانت مخبأة فيه من دون ان تلحظها الاجهزة الامنية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية الموجودة بكثافة في المنطقة، كما أن توقيت إطلاقها بعد ست ساعات على نصبها جاء لافتًا ، فمن يريد اطلاقها لا يحتاج الا الى مدة قصيرة من الوقت لا تتجاوز في أقصى حد نصف الساعة لمغادرة المكان، ما يؤكد حسب المصدر ان الصواريخ وضعت لتكتشف لا لتطلق.

واتهم المصدر quot;حزب اللهquot; بالوقوف وراء الصواريخ لإبلاغ من يعنيهم الامر ان السلام في المنطقة لا يمر إلا عبر القوى الفاعلة على الارض ولا يمكن تالياً تجاوزها، مشدداً على ان القاصي والداني يعلم علم اليقين ان quot;حزب اللهquot; هو الاكثر حضوراً وسيطرة على المنطقة الحدودية ولا يمكن لأي جهة ان تتحرك، وخصوصاً تحرك على هذا المستوى إلا بعلمه. من هنا يضيف المصدر لا يمكن بأي شكل من الاشكال الركون الى الروايات غير المقنعة حول الجهة التي تقف وراء الصواريخ وخصوصاً اذا كانت تنظيمات فلسطينية كما اشيع نقلت الصواريخ من مخيم عين الحلوة المطوّق من قبل الجيش اللبناني الذي يحكم إقفال المعابر المؤدية إليه ويتخذ تدابير مشددة لمنع هرب المطلوبين من تنظيم quot;فتح الاسلامquot; المختبئين فيه.